الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأربعين يوما، ومقام المشترى فى كلّ برج سنة، ومقام زحل فى كلّ برج ثلاثون شهرا.
وأمّا شرف الكواكب: (1) فشرف القمر فى الثور، وشرف عطارد فى السنبلة، وشرف الزهرة فى الحوت، وشرف الشمس فى الحمل، وشرف المرّيخ فى الجدى، وشرف المشترى فى السرطان، وشرف زحل فى الميزان.
واختلفوا فى المجرّة، قال بعضهم: هى شرج السماء لمجمع النجوم كشرج القبّة، وقيل: هى باب السماء وإنما سميت المجرّة للنسبة، وتسمّيها العرب أمّ النجوم لأنّه ليس فى السماء بقعة أكثر عددا من الكواكب فيها، وتسمّيها العامّة: طريق التين، وقد روى أبو بكر الخطيب حديثا فى المجرّة بإسناده إلى رجل سمّاه معاذ ابن جبل قال: لمّا بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: إن هم سألوك عن المجرّة فقل إنّها من عرق الأفعى الذى تحت العرش، وهذا الحديث ليس بالقوى والله أعلم.
وأمّا ما لكلّ كوكب من الأيّام السبعة، قال:(2) يوم الأحد للشمس، والاثنين للقمر، والثلاثاء للمرّيخ، والأربعاء لعطارد، والخميس للمشترى، والجمعة المزهرة، والسبت لزحل.
فصل
فى ذكر البيت المعمور
(3)
قال الله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ»} (4)، روى عطاء عن ابن عبّاس أنّ اسمه الضراح، وقد ضبطه الجوهرى فقال:(5) والضراح بضمّ الضاد المعجمة (55) والحاء المهملة بيت فى السماء وهو البيت المعمور عن ابن عبّاس.
(1) مأخوذ من مرآة الزمان 51 ب،11
(2)
مأخوذ من مرآة الزمان 51 ب، -8
(3)
مأخوذ من مرآة الزمان 52 آ، -8
(4)
القرآن الكريم 52/ 4
(5)
الصحاح 1/ 386 آ
واختلفوا فى أىّ سماء هو على أقوال: أحدها: فى السماء الدنيا وهو على قول ابن عبّاس ومجاهد والربيع، واحتجّوا بحديث عائشة رضى الله عنها، قال أبو إسحاق الثعلبى (1) بإسناده عن ابن الزبير عن عائشة إنّ النبى صلى الله عليه وسلم قدم مكّة فأرادت عائشة أن تدخل البيت ليلا، فقال لها بنو شيبة إنّ أحدا لا يدخل البيت يعنى ليلا ولكن تحلّيه نهارا فشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنّه ليس لأحد أن يدخله ليلا، إنّه بحيال البيت المعمور الذى فى السماء، لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة، وإنّه يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، ولكن انطلقى أنت وصواحبك فصلّين فى الحجر! ففعلت، فأصبحت وهى تقول: قد دخلت البيت على رغم من رغم، وروى عكرمة عن ابن عبّاس بمعناه، وقال: حرمته فى السماء كحرمة الكعبة فى الأرض فهو معمور بكثرة الغاشية والأهل والعبادة يصلّى فيه كلّ يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه، وخازنه يقال له رزين، وروى ابن عبّاس أنّه كان من الجنّة فلمّا أهبط آدم إلى الأرض حمل إليه ليستأنس به ثم رفع أيّام الطوفان.
والقول الثانى: إنّه فى السماء السادسة عند شجرة طوبا، روى عن علىّ عليه السلام.
والقول الثالث: إنّه فى السماء السابعة، قاله مجاهد والضحاك، وقد روى البخارى (2) فى حديث المعراج عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ورأيت البيت المعمور فى السماء السابعة يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه. قلت: ولا تنافى بين هذه الأقوال لأنّه يحتمل أنّ الله تعالى رفعه ليلة المعراج إلى السماء السابعة عند سدرة المنتهى تعظيما للنبىّ صلى الله عليه وسلم حتى رآه ثم أعاده إلى سماء الدنيا.
وذكر الثعلبى (3) عن الحسن البصرى (56) أنّه قال: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ»} (4) إنّه
(1) جامع البيان 27/ 10؛ الجامع لأحكام القرآن 17/ 59؛ تفسير ابن كثير 6/ 468
(2)
صحيح البخارى 2/ 210، بدؤ الخلق، باب 6
(3)
قارن الجامع لأحكام
(4)
القرآن 17/ 60