الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنّه قال: ما من يوم إلاّ وتنزل مثاقيل من بركات الجنّة فى الفرات، قال:
حدّثنى هذا الحديث فى الأحاديث الواهية لا يصحّ، فى إسناده الربيع بن بدر تركوا حديثه، وقال ابن حبّان: تروى عن الثقات الأحاديث المعلومات وعن الضعفاء الموضوعات، قلت:(1) وقد ذكر الزهرى ما يدلّ على صحّته لأنّه قال:
ومصداق هذا الحديث أنّ الفرات مدّت فى بعض السنين فجاءت برمّان كل رمّانة مثل البعير فكانوا يرون أنّه من الجنّة، هذا قول ابن الجوزى، وقال:
وقد أخرج الخطيب هذا (175) الحديث فى تأريخه، (2) وذكر أنّ فى إسناده الربيع ابن بدر عن الأعمش عن أبى وائل شقيق عن ابن مسعود رفعه، وقال البخارى (3) بإسناده عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن يحسر الفرات عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شئ، وفى رواية: عن جبل من ذهب، أخرجاه فى الصحيحين، ولمسلم (4) عن أبى هريرة عن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتّى يحسر الفرات عن جبل من ذهب تقتل (5) الناس عليه فيقتل من كلّ مائة تسعة وتسعون ويقول كلّ رجل منهم: لعلّى أنا الذى أنجو، وروى أنّ دانيال عليه السلام حفرها.
ذكر دجلة ومبتدأها ومنتهاها
(6)
قال الجوهرى رحمه الله: (7) دجلة نهر بغداد، وذكر أبو بكر الخطيب رحمه الله (8) أنّ دانيال حفرها والفرات، فقال: حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد
(1) قلت: سبط بن الجوزى
(2)
تأريخ بغداد 1/ 55،9
(3)
صحيح البخارى 4/ 231،5، الفتن
(4)
صحيح مسلم 8/ 174، الفتن
(5)
تقتل: تقتتل صحيح مسلم
(6)
مأخوذ من مرآة الزمان 31 ب،9
(7)
الصحاح 4/ 1695 آ
(8)
تأريخ بغداد 1/ 56،13
مولى بنى هاشم بإسناده عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: أوحى الله تعالى إلى دانيال: أن احفر لى سيبين بالعراق فقال: يا ربّ بأىّ مكاتل وبأى مساحى وبأىّ رجال؟ فأوحى الله إليه أن اتّخذ سكّة حديد وعرّضها واجعلها فى خشبة وألقها خلف ظهرك فإنّى باعث إليك ملائكة يعينونك على حفرها فكان إذا انتهى إلى أرض لأرملة أو يتيم حاد عنها حتى حفر دجلة والفرات.
وقال الخطيب أيضا بإسناده عن ابن عبّاس قال: أوحى الله تعالى إلى دانيال أن فجّر لعبادى نهرين عظيمين واجعل مغيضهما إلى البحر فقد أمرت الأرض أن تطيعك فأخذ قناة فجعل يخدّ فى الأرض والماء ينبع ويتبعه، وفى رواية: فأخذ قصبة وكان إذا وصل إلى أرض شيخ كبير أو يتيم ناشده الله فيحيد عن أرضه (176) فعواقيل دجلة والفرات من ذلك، قال الجوهرى:(1) العاقول من النهر والوادى ما اعوج منه.
وقال أرباب العلم بهذا الشأن: مبدأ دجلة من بلاد آمد وديار بكر وميافارقين وأرمينية تجتمع عيون ثم تمرّ ببلاد حصن كيفا والجزيرة والموصل وتستمدّ من الزابين الأعلا والأسفل وهما من عيون ببلاد أرمينية ثم تمرّ بتكريت وبغداد ثم بواسط، وتنقسم عدّة أودية ثم تصبّ فى البطائح وتختلط بالفرات ويصبّان فى البحر الشرقى، قالوا: ومقدار جريانها على وجه الأرض ثلاثمائة فرسخ، وقيل:
إن الذى حفرهما أفريدون الملك، وليس بصحيح، والله أعلم.
(1) الصحاح 5/ 1770 آ