الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر المنظوم والمنثور فى الأثمار والزهور
قلت: كنت قد ألّفت قبل هذا التأريخ عدّة كتب مفيدة تشتمل على جواهر فريدة: منها: كتاب وسمّيته: بحدائق الأحداق، ودقائق الحذاق، فى جزءين يجمع اثنتا عشرة حديقة، وتشتمل على معانى دقيقة وأشعار رقيقة كلّ حديقة لها عشرة أبواب، من فنون الآداب.
ومنها كتاب سمّيته: تبر المطالب وكفاية الطالب: لخّصت فيه اثنى عشر كتاب، من كتب الآداب، مثل كتاب زهر الآداب، وكتاب تباشير الشراب، وكتاب الحيوان، وكتاب الخراج، وكتاب أبكار الأفكار، وكتاب ملح الملح، وكتاب كنز البراعة، وكتاب الكامل، وكتاب أدب الكاتب، وكتاب الصادح والباغم، وكتاب المستجاد من أفعال الأجواد، وكتاب جامع اللذّة، فى أربعة أجزاء.
(248)
وكتاب سمّيته ذخائر الأخائر يشتمل على ثلاثة ذخائر:
الأوّلة: ذخيرة الدرّ الثمين فى ذكر الأوائل والمتقدّمين، الثانية: ذخيرة الياقوت البهرمان فى تأييد تنزيل القرآن بالدلائل القاطعة والبرهان، الثالثة:
ذخيرة اللؤلؤ والمرجان فى خصائص البلدان فى جزء واحد.
ومنها كتاب سمّيته: معادن الجوهر ورياض العنبر، يجمع ثلاث معادن فى عدّة فنون من الأدب فى جزء واحد، مع عدّة كتب هزليّة ألّفتها فى عصر الشباب الذى ذهب، فليتنى أقدر على استرجاعها ومحوها ولو بما أملك من فضّة وذهب، لكن سارت بها الركبان، وتعلّقت بأجنحة العقبان، وعادت كشبابى الذى لا أقدر على ردّه، الذى كان كأنّه عارية مستردّة، فلذلك لم أذكرها، وإن كنت لم أحضرها.
ومنها كتاب ألّفته قبل وضعى لهذا التأريخ المبارك، وله فى معانيه مشارك، وسمّيته أعيان الأمثال، وأمثال الأعيان، وذلك لما طالعت كتاب كليلة ودمنة لحكماء الهند، وعلماء السند، وإنّ جماعة من الفضلاء الإسلاميّين نسجوا على منواله، ولم يبلغوا أمثاله، فمنهم صاحب كتاب الصادح والباغم الشريف أبو يعلى محمّد بن الهبّاريّة رحمه الله، ومنهم كتاب سلوان المطاع لابن ظفر رحمه الله، ومنهم كتاب ثعلة وعفرة لسهل بن هارون الذى كان يسمّى بزرجمهر الإسلام، ولعمرى لقد أجادوا البلاغة، وأحسنوا الصياغة، وفضحوا بعدهم من رام الفصاحة، أو تجلاّ بملاحة، غير أنّ العبد على شعارهم، واقتبس من أنوارهم، وألّفت هذا الكتاب الذى سأذكر منه ما يليق بذكره فى هذا التأريخ وأقمت دعائمه على اسمين حسان، تورية عن القلب واللسان فأحدهما وتتمته ناطق الظّنين، والآخر سمّيته حاذق الأمين، (249) فوقع غريب فى أمثاله، لا يوجد مثاله، إذ هو إسلامى جاهلى، عربى عجمى، ملوكى سوقى، خاصّى عامّى.
وجعلته عشرة محاضرات:
الأوّلة: المحاضرة الربيعيّة ممّا تزهو على الدرّ المنثور فى تشابيه الفواكه والزهور، وهى التى أثبتها بجملتها فى هذا التأريخ إذ كلّ سمع للذّة سماعها يسيح.
الثانية: المحاضرة الأوائليّة، التى بأخبار الأمم القديمة مليّة، وقد لخّصت منها فى هذا التأريخ أيضا، ممّا يزهو بحسنه على الفضّة البيضاء.
الثالثة: المحاضرة النبويّة المشرّفة بذكر خير البريّة.
الرابعة: المحاضرة الخليفيّة التى كلّ القلوب إلى سماعها مشتهية، وهذه المحاضرة والتى قبلها وما بعدها من هذا الباب، موفرة إجلالا لذلك الكتاب، للا (1) يكن قد أغرنا على جملته، وأضعنا حرمته.
(1) للا: لئلا