المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالمأثور: - مباحث في علوم القرآن لمناع القطان

[مناع القطان]

فهرس الكتاب

- ‌مباحث في علوم القرآن

- ‌مقدمة

- ‌التعريف بالعلم وبيان نشأته وتطوره:

- ‌القرآن

- ‌مدخل

- ‌تعريف القرآن:

- ‌أسماؤه وأوصافه:

- ‌الفرق بين القرآن والحديث القدسي:

- ‌الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي:

- ‌ الوحي:

- ‌إمكانية الوحي ووقوعه:

- ‌معنى الوحي:

- ‌كيفية وحي الله إلى ملائكته:

- ‌كيفية وحي اللله إلى رسله

- ‌كيفية وحي المَلَكِ إلى الرسول:

- ‌شُبَهُ الجاحدين على الوحي:

- ‌متاهات المتكلمين:

- ‌المكي والمدني

- ‌مدخل

- ‌عناية العلماء بالمكي والمدني وأمثلة ذلك وفوائده

- ‌مدخل

- ‌أمثلة:

- ‌فوائد العلم بالمكي والمدني:

- ‌معرفة المكي والمدني وبيان الفرق بينهما:

- ‌الفرق بين المكي والمدني:

- ‌مميزات المكي والمدني

- ‌مدخل

- ‌ضوابط المكي ومميزاته الموضوعية:

- ‌ضوابط المدني ومميزاته الموضوعية:

- ‌معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل

- ‌مدخل

- ‌أول ما نزل:

- ‌آخر ما نزل:

- ‌أوائل موضوعية:

- ‌فوائد هذا المبحث:

- ‌أسباب النزول

- ‌مدخل

- ‌عناية العلماء به:

- ‌ما يُعْتَمد عليه في معرفة سبب النزول:

- ‌تعريف السبب:

- ‌فوائد معرفة سبب النزول:

- ‌العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب:

- ‌صيغة سبب النزول:

- ‌تعدد الروايات في سبب النزول:

- ‌تعدد النزول مع وحدة السبب:

- ‌تقدم نزول الآية على الحكم:

- ‌تعدد ما نزل في شخص واحد:

- ‌الاستفادة من معرفة أسباب النزول في مجال التربية والتعليم:

- ‌المناسبات بين الآيات والسور:

- ‌نزول القرآن

- ‌مدخل

- ‌نزول القرآن جملة:

- ‌نزول القرآن مُنَجَّمًا:

- ‌حكمة نزول القرآن منجما

- ‌مدخل

- ‌ الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد رسول الله، صلى الله عليه وسلم

- ‌ الحكمة الثانية: التحدي والإعجاز

- ‌ الحكمة الثالثة: تيسير حفظه وفهمه

- ‌ الحكمة الرابعة: مسايرة الحوادث والتدرج في التشريع

- ‌ الحكمة الخامسة: الدلالة القاطعة على أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد

- ‌الاستفادة من نزول القرآن مُنَجَّمًا في التربية والتعليم:

- ‌جمع القرآن وترتيبه

- ‌مدخل

- ‌ جمع القرآن بمعنى حفظه على عهد النبي، صلى الله عليه وسلم:

- ‌ جمع القرآن بمعنى كتابته على عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم:

- ‌ جمع القرآن في عهد أبي بكر، رضي الله عنه:

- ‌ جمع القرآن في عهد عثمان، رضي الله عنه:

- ‌الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان:

- ‌شُبَه مردودة:

- ‌‌‌ترتيب الآياتوالسور:

- ‌ترتيب الآيات

- ‌ ترتيب السور:

- ‌سور القرآن وآياته:

- ‌الرسم العثماني:

- ‌تحسين الرسم العثماني:

- ‌الفواصل ورءوس الآي:

- ‌نزول القرآن على سبعة أحرف

- ‌مدخل

- ‌اختلاف العلماء في المراد بها الترجيح بينها

- ‌حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف:

- ‌القراءات والقراء

- ‌مدخل

- ‌كثرة القرَّاء والسبب في الاقتصار على السبعة:

- ‌أنواع القراءات وحكمها وضوابطها:

- ‌فوائد الاختلاف في القراءات الصحيحة

- ‌مدخل

- ‌الوقف والابتداء

- ‌أقسام الوقف:

- ‌التجويد وآداب التلاوة

- ‌مدخل

- ‌آداب التلاوة:

- ‌تعلُّم القرآن والأجرة عليه:

- ‌القواعد التي يحتاج إليها المفسر

- ‌مدخل

- ‌ الضمائر:

- ‌ التعريف والتنكير:

- ‌ الإفراد والجمع:

- ‌ مقابلة الجمع بالجمع أو بالمفرد:

- ‌ ما يُظَن أنه مترادف وليس من المترادف:

- ‌ السؤال والجواب:

- ‌ الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل:

- ‌ العطف:

- ‌الفرق بين الإيتاء والإعطاء:

- ‌ألفاظ:

- ‌لفظ "فعل

- ‌لفظ "كان

- ‌لفظ "كاد

- ‌لفظ "جعل

- ‌لعل" و"عسى

- ‌الفرق بين المحكم والمتشابه

- ‌مدخل

- ‌الإحكام العام والتشابه العام:

- ‌الإحكام الخاص والتشابه الخاص:

- ‌الاختلاف في معرفة المتشابه:

- ‌التوفيق بين الرأيين بفهم معنى التأويل:

- ‌التأويل المذموم:

- ‌العام والخاص

- ‌مدخل

- ‌تعريف العام وصيغ العموم:

- ‌أقسام العام:

- ‌الفرق بين العام المراد به الخصوص والعام المخصوص:

- ‌تعريف الخاص وبيان المخصص:

- ‌تخصيص السٌّنَّة بالقرآن:

- ‌صحة الاحتجاج بالعام بعد تخصيصه فيما بقي:

- ‌ما يشمله الخطاب:

- ‌الناسخ والمنسوخ

- ‌مدخل

- ‌تعريف النسخ وشروطه:

- ‌ما يقع فيه النسخ:

- ‌ما به يُعرف النسخ وأهميته:

- ‌الآراء في النسخ وأدلة ثبوته:

- ‌أقسام النسخ:

- ‌أنواع النسخ في القرآن:

- ‌حكمة النسخ:

- ‌النسخ إلى بدل وإلى غير بدل:

- ‌شُبَهُ النسخ:

- ‌أمثلة للنسخ:

- ‌المطلق والمقيد

- ‌مدخل

- ‌تعريف المطلق والمقيد:

- ‌أقسام المطلق والمقيَّد وحكم كل منها:

- ‌المنطوق والمفهوم

- ‌مدخل

- ‌تعريف المنطوق وأقسامه:

- ‌دلالة الاقتضاء ودلالة الإشارة:

- ‌تعريف المفهوم وأقسامه:

- ‌الاختلاف في الاحتجاج به:

- ‌إعجاز القرآن

- ‌مدخل

- ‌تعريف الإعجاز وإثباته:

- ‌وجوه إعجاز القرآن:

- ‌القدر المعجز من القرآن:

- ‌الإعجاز اللغوي:

- ‌الإعجاز العلمي

- ‌الإعجاز التشريعي:

- ‌أمثال القرآن

- ‌مدخل

- ‌تعريف المثل:

- ‌أنواع الأمثال في القرآن:

- ‌فوائد الأمثال:

- ‌ضرب الأمثال بالقرآن:

- ‌أقسام القرآن

- ‌مدخل

- ‌تعريف القَسَم وصيغته:

- ‌فائدة القسم في القرآن:

- ‌المُقسم به في القرآن:

- ‌أنواع القسم:

- ‌أحوال المقسَم عليه:

- ‌القسم والشرط:

- ‌جدل القرآن

- ‌مدخل

- ‌تعريف الجدل:

- ‌طريقة القرآن في المناظرة:

- ‌أنواع من مناظرات القرآن وأدلته:

- ‌قصص القرآن

- ‌مدخل

- ‌معنى القصص:

- ‌أنواع القصص في القرآن:

- ‌فوائد قصص القرآن:

- ‌تكرار القصص وحكمته:

- ‌القصة في القرآن حقيقة لا خيال:

- ‌أثر القصص القرآني في التربية والتهذيب:

- ‌ترجمة القرآن

- ‌مدخل

- ‌معنى الترجمة:

- ‌حكم الترجمة الحرفية:

- ‌الترجمة المعنوية

- ‌مدخل

- ‌حكم الترجمة المعنوية:

- ‌الترجمة التفسيرية:

- ‌القراءة في الصلاة بغير العربية

- ‌مدخل

- ‌قوة الأمة الإسلامية هي سبيل انتصار الإسلام وسيادة لغة القرآن:

- ‌التفسير والتأويل

- ‌مدخل

- ‌معنى التفسير والتأويل:

- ‌الفرق بين التفسير والتأويل:

- ‌شرف التفسير:

- ‌شروط المفسر وآدابه

- ‌مدخل

- ‌شروط المفسِّر:

- ‌آداب المفسِّر:

- ‌نشأة التفسير وتطوره

- ‌مدخل

- ‌التفسر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

- ‌التفسير في عصر التابعين:

- ‌التفسير في عصور التدوين:

- ‌التفسير الموضوعي:

- ‌طبقات المفسرين:

- ‌التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي:

- ‌الاختلاف فيه:

- ‌تجنب الإسرائيليات:

- ‌حكم التفسير بالمأثور:

- ‌التفسير بالرأي:

- ‌حكم التفسير بالرأي:

- ‌الإسرائيليات:

- ‌تفسير الصوفية:

- ‌التفسير الإشاري:

- ‌غرائب التفسير:

- ‌التعريفات بأشهر كتب التفسير

- ‌أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالمأثور:

- ‌أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالرأي

- ‌مدخل

- ‌أشهر كتب التفسير في العصر الحديث:

- ‌تفسير الفقهاء

- ‌مدخل

- ‌ أحكام القرآن – للجصاص:

- ‌ أحكام القرآن – لابن العربي:

- ‌ الجامع لأحكام القرآن – لأبي عبد الله القرطبي:

- ‌ تراجم لبعض مشاهير المفسرين

- ‌ابن عباس

- ‌مجاهد بن جبر:

- ‌الطبري:

- ‌ابن كثير:

- ‌فخر الدين الرازي:

- ‌الزمخشري:

- ‌الشوكاني:

- ‌المراجع:

- ‌محتويات الكتاب:

الفصل: ‌أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالمأثور:

3-

ما ذكره ابن فورك في تفسير قوله تعالى: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} 1، أن إبراهيم كان له صديق وصفه بأنه قلبه، أي ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآها عيانًا.

4-

قول أبي معاذ النحوي في قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً} 2، يعني من إبراهيم نارًا، أي نورًا، هو محمد، صلى الله عليه وسلم {فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} تقتبسون الدين.

1 البقرة: 260.

2 يس: 80.

ص: 370

‌التعريفات بأشهر كتب التفسير

التعريف بأشهر كتب التفسير:

تزخر المكتبة الإسلامية بكتب التفسير بالمأثور، وكتب التفسير بالرأي، وكتب التفسير المعاصر. وبعض هذه الكتب أشهر من بعض في التداول بين أيدي القراء.

ص: 370

‌أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالمأثور:

1-

التفسير المنسوب إلى ابن عباس.

2-

تفسير ابن عيينة.

3-

تفسير ابن أبي حاتم.

4-

تفسير أبي الشيخ ابن حبان.

5-

تفسير ابن عطية.

6-

تفسير ابن الليث السمرقندي "بحر العلوم".

7-

تفسير أبي إسحاق "الكشف والبيان عن تفسير القرآن".

8-

تفسير ابن جرير الطبري "جامع البيان في تفسير القرآن".

ص: 370

9-

تفسير ابن أبي شيبة.

10-

تفسير البغوي "معالم التنزيل".

11-

تفسير أبي الفداء الحافظ ابن كثير "تفسير القرآن العظيم".

12-

تفسير الثعالبي "الجواهر الحسان في تفسير القرآن".

13-

تفسير جلال الدين السيوطي "الدر المنثور في التفسير بالمأثور".

14-

تفسير الشوكاني "فتح القدير".

وسنعرف ببعض منها:

1-

تفسير ابن عباس:

يُنسب إلى ابن عباس رضي الله عنه جزء كبير في التفسير. طبع في مصر مرارًا باسم "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس" جمعه "أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادي الشافعي". صاحب القاموس المحيط.

وابن عباس، كان بحق:"ترجمان القرآن" وكان عمر بن الخطاب يثق بتفسيره ويجله، وقد أخذ في بعض المواضع عن أهل الكتاب فيما اتفق القرآن فيه مع التوراة والإنجيل، وذلك في دائرة محدودة.

وقد اتهمه الأستاذ جولدزيهر في كتاب "المذاهب الإسلامية في تفسير القرآن" بالتوسع في الأخذ عن أهل الكتاب، ونسج على منواله الأستاذ أحمد أمين في "فجر الإسلام" وتولى الرد عليهما الأستاذ محمد حسين الذهبي في كتابه "التفسير والمفسرون"1، فابن عباس كغيره من الصحابة ما كان يسأل علماء اليهود الذين اعتنقوا الإسلام عن شيء يمس العقيدة، أو يتصل بأصول الدين أو فروعه، إنما كان يقبل الصواب الذي لا يتطرق إليه الشك في بعض القصص والأخبار الماضية.

1 انظر جـ1 ص72، 73.

ص: 371

ويمتاز ابن عباس برجوعه في فهم معاني ألفاظ القرآن إلى الشعر العربي، لمعرفته بلغة العرب وإلمامه بديوانها.

وتتعدد الروايات عن ابن عباس، وتتفاوت صحة وضعفًا، وقد تتبع العلماء هذه الروايات وكشفوا عن مبلغها من الصحة. فمن أشهر طرق هذه الروايات:

1-

طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - وهذه هي أجود الطرق عنه، وفيها قال الإمام أحمد:"إن بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدًا ما كان كثيرًا"1، وقال الحافظ ابن حجر:"وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث - رواها عن معاوية بن صالح - عن علي بن أبي طلحة - عن ابن عباس، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس".

2-

طريق قيس بن مسلم الكوفي عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين.

3-

طريق ابن إسحاق صاحب السير، عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس - وهي طريق جيدة، وإسنادها حسن.

4-

طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير، تارة عن أبي مالك، وتارة عن أبي صالح عن ابن عباس، وإسماعيل السدي مُخْتَلف فيه، وهو تابعي شيعي، وقال السيوطي:"رَوَى عن السدي الأئمة مثل الثوري وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه رواه أسباط بن نصر، وأسباط لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير "تفسير السدي"2.

5-

طريق عبد الملك بن جريج عن ابن عباس - وهذه الطريق تحتاج إلى دقة في البحث، فإن ابن جريج رَوَى ما ذُكِرَ في كل آية من الصحيح والسقيم.

1 "الإتقان" جـ2 ص188.

2 انظر "الإتقان" جـ2 ص188.

ص: 372

6-

طريق الضحاك بن مزاحم الهلالي عن ابن عباس - وهي طريق غير مقبولة؛ لأن الضحاك مُخْتَلف في توثيقه، وطريقه إلى ابن عباس منقطعة؛ لأنه لم يلقه. فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، فضعيفة، لضعف بشر.

7-

طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، وهي غير مقبولة؛ لأن عطية ضعيف وربما حسَّن له الترمذي.

8-

طريق مقاتل بن سليمان الأزدي الخراساني - ومقاتل ضعيف، يروي عن مجاهد وعن الضحاك ولم يسمع منهما، وقد كذَّبه غير واحد، ولم يوثِّقه أحد، واشتهر عنه التجسيم والتشبيه، وقال أحمد بن حنبل:"لا يعجبني أن أروي عن مقاتل بن سليمان شيئًا".

9-

طريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس - وهذه أوهى الطرق، والكلبي مشهور بالتفسير، وقد قيل فيه: أجمعوا على ترك حديثه، وليس بثقة، ولا يُكتب حديثه، واتهمه جماعة بالوضع، ولذا قال السيوطي في الإتقان:"فإن انضم إلى ذلك -أي إلى طريق الكلبي- رواية محمد بن مروان السدي الصغير عنه فهي سلسلة الكذب".

ويتضح من التفسير المنسوب إلى ابن عباس أن معظم ما رُوِي عن ابن عباس في هذا الكتاب -إن لم يكن جميعه- يدور على محمد بن مروان السدي الصغير، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وقد عرفنا مبلغ رواية السدي الصغير عن الكلبي فيما تقدم1.

1 انظر "الإتقان" جـ2 ص189.

ص: 373

2-

جامع البيان في تفسير القرآن- للطبري:

يعتبر ابن جرير الطبري من الأئمة الأعلام الذين برعوا في علوم كثيرة، وتركوا تراثًا إسلاميًّا ضخمًا تناقلته العصور والأجيال، وقد أحرز شهرة واسعة بكتابيه: في التاريخ: تاريخ الأمم والملوك، والتفسير: جامع البيان في تفسير القرآن. وهما من أهم المراجع العلمية. بل إن كتابه في التفسير هو المرجع الأول عند المفسرين الذين عنوا بالتفسير بالمأثور.

ويقع تفسير ابن جرير في ثلاثين جزءًا من الحجم الكبير، وقد كان مفقودًا إلى عهد قريب، ثم قدَّر الله له الظهور حين وُجِدت نسخة مخطوطة في حيازة "أمير حائل" الأمير حمود بن الرشيد من أمراء نجد، طُبِع عليها الكتاب منذ زمن قريب، فأصبحت في يدنا معارف غنية في التفسير بالمأثور.

وهو تفسير عظيم القيمة، لا غِنى لطالب التفسير عنه، قال السيوطي:"وكتابه -يعني تفسير محمد بن جرير- أجلُّ التفاسير وأعظمها، فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، والإعراب، والاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين" وقال النووي: "أجمعت الأمة على أنه لم يُصنَّف مثل تفسير الطبري"1.

وتفسير الطبري أقدم كتاب وصل إلينا كاملًا في التفسير. فإن المحاولات التفسيرية قبله لم يصل إلينا شيء منها، اللهم إلا ما وصل إلينا منها في ثنايا ذلك الكتاب.

وطريقة ابن جرير في تفسيره أنه إذا أراد أن يفسر الآية من القرآن يقول: "القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا" ثم يفسر الآية مستشهدًا بما يرويه بسنده إلى الصحابة أو التابعين من التفسير بالمأثور عنهم، ويعرض لكل ما رُوِي في الآية، ولا يقتصر على مجرد الرواية، بل يوجه الأقوال ويرجح بعضها على بعض، كما يتعرض لناحية الإعراب إن دعت الحال إلى ذلك، ويستنبط بعض الأحكام.

1 انظر "الإتقان" جـ2 ص190.

ص: 374

وقد يقف من السند موقف الناقد البصير أحيانًا، فيعدِّل من رجال الإسناد، ويجرِّح مَن يجرِّح منهم، ويرد الرواية التي لا يثق بصحتها.

ويعتني ابن جرير بذكر القراءات وتوجيهها، ويقال: إنه ألَّف فيها مؤلَّفًا خاصًّا.

ومع روايته الأخبار المأخوذة من القصص الإسرائيلي فإنه كثيرًا ما يتعقبها بالبحث.

ويعتمد ابن جرير على الاستعمالات اللغوية بجانب الروايات المنقولة، ويستشهد بالشعر القديم، ويهتم بالمذاهب النحوية، ويحتكم إلى المعروف من لغة العرب، ويعالج الأحكام الفقهية مجتهدًا، فيذكر أقوال العلماء ومذاهبهم، ويخلص من ذلك برأي يختاره لنفسه ويرجحه.

ويناقش مسائل العقيدة مناقشة فاحصة، يرد فيها على الفرق ومذاهب أهل الكلام، وينتصر لأهل السٌّنَّة والجماعة.

وقد طبعت دار المعارف بمصر كتابه، في إخراج حسن، وخرَّج أحاديثه الأستاذ أحمد محمد شاكر، ولكن هذه الطبعة لم تتم، مع عظيم نفعها، والعناية بتحقيقها.

3-

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - لابن عطية:

ابن عطية من قضاة الأندلس المشهورين، نشأ في بيت علم وفضل، وكان فقيهًا جليلًا، عارفًا بعلوم الحديث والتفسير واللغة والأدب، ذكي الفؤاد، حسن الفهم، من أعيان مذهب المالكية. وكتابه في التفسير يسمى "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز".

وقد لخص فيه ابن عطية ما رُوِيَ من التفسير بالمنقول وأضفى عليه من روحه العلمية الفياضة ما أكسبه دقة ورواجًا، والكتاب يقع في عشر مجلدات كبار وكان مخطوطًا إلى عهد قريب ثم طُبِع في المغرب سنة 1975 بتحقيق "المجلس العلمي بفاس-مديرية الشئون الإسلامية- المملكة المغربية" والكتاب له

ص: 375

شهرته، وينقل عنه كثير من المفسرين. وهو كثير الاهتمام بالشواهد الأدبية، والصناعة النحوية. ويقارن أبو حيان في مقدمة تفسيره بينه وبين تفسير الزمخشري فيقول:"وكتاب ابن عطية أنقل، وأجمع، وأخلص، وكتاب الزمخشري ألخص وأغوص".

ويعقد ابن تيمية مقارنة بين الكتابين كذلك فيقول: "وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري، وأصح نقلًا وبحثًا، وأبعد عن البدع، وإن اشتمل على بعضها، بل هو خير منه بكثير، بل لعله أرجح هذه التفاسير".

ويقول ابن تيمية كذلك: "وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسُّنة والجماعة، وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري، ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل. فإنه كثيرًا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري -وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرًا- ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم، وإن كان أقرب إلى السٌّنَّة من المعتزلة"1.

4-

تفسير القرآن العظيم - لابن كثير:

كان عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير إمامًا جليلًا حافظًا. أخذ عن ابن تيمية، واتبعه في كثير من آرائه. وشهد له العلماء بغزارة علمه في التفسير والحديث والتاريخ، وكتابه في التاريخ "البداية والنهاية" مرجع أصيل للتاريخ الإسلامي. وكتابه في التفسير "تفسير القرآن العظيم" من أشهر ما دُوِّن في التفسير بالمأثور، ويأتي في المرتبة الثانية بعد كتاب ابن جرير، فهو يفسِّر كلام الله بالأحاديث والآثار مسندة إلى أصحابها، مع الكلام عما

1 مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير ص23.

ص: 376