الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحتاج إليه جرحًا وتعديلًا، وترجيح بعض الأقوال على بعض، وتضعيف بعض الروايات وتصحيح بعضها الآخر.
ويمتاز ابن كثير بأنه ينبه في كثير من الأحيان إلى ما في التفسير بالمأثور من منكرات الإسرائيليات، كما يذكر أقوال العلماء في الأحكام الفقهية، ويناقش مذاهبهم وأدلتهم أحيانًا.
وتفسير ابن كثير طُبِع مع "معالم التنزيل" للبغوي، وطُبِع مستقلًا في أربعة أجزاء كبار، وقام الشيخ أحمد محمد شاكر بطبعه قبيل وفاته بعد أن جرَّده من الأسانيد.
أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالرأي
مدخل
…
أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالرأي:
1-
تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم.
2-
تفسير أبي علي الجبائي.
3-
تفسير عبد الجبار.
4-
تفسير الزمخشري "الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، وعيون الأقاويل، في وجوه التأويل".
5-
تفسير فخر الدين الرازي "مفاتيح الغيب".
6 -
تفسير ابن فورك.
7-
تفسير النسفي "مدارك التنزيل وحقائق التأويل".
8-
تفسير الخازن "لباب التأويل في معاني التنزيل".
9-
تفسير أبي حيان "البحر المحيط".
10-
تفسير البيضاوي "أنوار التنزيل وأسرار التأويل".
11-
تفسير الجلالين: جلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي.
أما جلال الدين المحلي، فقد ابتدأ تفسيره من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس، ثم ابتدأ بتفسير الفاتحة، وبعد أن أتمها اختارته المنية فلم يفسِّر ما بعدها.
وأما جلال الدين السيوطي، فقد جاء بعد الجلال المحلي فكمَّل تفسيره، فابتدأ بتفسير سورة البقرة وانتهى عند آخر سورة الإسراء، ووضع تفسير الفاتحة في آخر تفسير الجلال المحلي لتكون ملحقة به.
وكثيرًا ما يخطئ بعض الناس في هذا التقسيم.
12-
تفسير القرطبي "الجامع لأحكام القرآن".
13-
تفسير أبي السعود "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم".
14-
تفسير الآلوسي "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني".
وسنعرف ببعض منها:
1-
مفاتيح الغيب - للرازي:
فخر الدين الرازي من العلماء المتبحرين الذين نبغوا في العلوم النقلية والعلوم العقلية، واكتسب شهرة عظيمة طوفت به في الآفاق، وله مصنفات كثيرة، ومن أهم مصنفاته تفسيره الكبير، المسمى بـ "مفاتيح الغيب".
ويقع هذا التفسير في ثماني مجلدات كبار، وتدل الأقوال على أن الفخر الرازي لم يتمه. وتتضارب الآراء في الموضع الذي انتهى إليه في تفسيره، وفيمن أتمه بعده. ويعلِّق على هذا الشيخ محمد الذهبي فيقول: "والذي أستطيع أن أقوله كحَلٍّ لهذا الاضطراب، هو أن الإمام فخر الدين كتب تفسيره هذا إلى سورة الأنبياء، فأتى بعده شهاب الدين الخوبي فشرع في تكملة هذا التفسير ولكنه لم يتمه، فأتى بعده نجم الدين القمولي فأكمل ما بقي منه، كما
يجوز أن يكون الخوبي أكمله إلى النهاية، والقمولي كتب تكملة أخرى غير التي كتبها الخوبي، وهذا هو الظاهر من عبارة صاحب كشف الظنون"1.
والقارئ لهذا التفسير لا يجد تفاوتًا في المنهج والمسلك، ولا يستطيع أن يميِّز بين الأصل والتكملة.
ويهتم الفخر الرازي ببيان المناسبات بين آيات القرآن وسوره، ويُكْثِر من الاستطراد إلى العلوم الرياضية والطبيعية والفلكية والفلسفية ومباحث الإلهيات على نمط استدلالات الفلاسفة العقلية، ويذكر مذاهب الفقهاء، ومعظم ذلك لا حاجة إليه في علم التفسير.
فكتابه موسوعة علمية في علم الكلام، وفي علوم الكون والطبيعة، وبهذا فَقَدَ أهميته كتفسير للقرآن الكريم.
2-
البحر المحيط - لأبي حيان:
كان أبو حيان الأندلسي الغرناطي على جانب كبير من المعرفة باللغة، وكان على علم واسع في التفسير، والحديث، وتراجم الرجال، ومعرفة طبقاتهم، خصوصًا المغاربة، وله مؤلفات كثيرة، أهمها تفسيره "البحر المحيط".
ويقع هذا التفسير في ثماني مجلدات كبار، وهو مطبوع متداول، ويهتم أبو حيان فيه بذكر وجوه الإعراب، ومسائل النحو، ويتوسع في هذا فيذكر الخلاف بين النحويين، ويناقش ويجادل، حتى أصبح الكتاب أقرب ما يكون إلى كتب النحو منه إلى كتب التفسير.
وينقل أبو حيان في تفسيره كثيرًا من تفسير الزمخشري وتفسير ابن عطية. ولا سيما ما يتعلق بمسائل النحو ووجوه الإعراب، ويتعقبها كثيرًا بالرد،
1 "التفسير والمفسرون" جـ1 ص293.
ويحمل على الزمخشري أحيانًا حملات قاسية، وإن كان يشيد بما له من مهارة فائقة في تجلية بلاغة القرآن وقوة بيانه.
ولا يرضى أبو حيان عن اعتزاليات الزمخشري فينقدها ويردها بأسلوب ساخر، ويعتمد في أكثر نقوله على كتاب "التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير" وهو لشيخه: جمال الدين أبي عبد الله محمد بن سليمان المقدسي المعروف بابن النقيب، ويذكر أبو حيان عنه أنه أكبر كِتاب صُنِّف في علم التفسير، يبلغ في العدد مائة سِفْر أو يكاد.
3-
الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للزمخشري:
كان الزمخشري عالِمًا عبقريًّا فذًّا في النحو واللغة والأدب والتفسير، وآراؤه في العربية يستشهد علماء اللغة بها لأصالتها ودقتها.
والزمخشري معتزلي الاعتقاد، حنفي المذهب، ألَّف كتاب "الكشاف" بما يدعم عقيدته ومذهبه.
واعتزاليات الزمخشري في تفسيره أمارة على حذقه ودهائه ومهارته، فهو يأتي بالإشارات البعيدة ليضمنها معنى الآية في الانتصار للمعتزلة والرد على خصومهم. ولكنه في الجانب اللغوي كشف عن جمال القرآن وسحر بلاغته لما له من إحاطة بعلوم البلاغة والبيان والأدب والنحو والتصريف، فكان مرجعًا لُغويًّا غنيًّا، وهو يشير في مقدمته إلى هذا فيذكر أن مَن يتصدى للتفسير لا يغوص على شيء من حقائقه، إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن، وهما "علم المعاني"، و"علم البيان". وتمهل في ارتيادهما آونة، وتعب في التنقيب
عنهما أزمنة، وبعثته على تتبع مظانها همة في معرفة لطائف حجة الله، وحرص على استيضاح معجزة رسول الله، بعد أن يكون آخذًا من سائر العلوم بحظ، جامعًا بين أمرين: تحقيق وحفظ، كثير المطالعات، طويل المراجعات، قد رجع زمانًا ورجع إليه. ورد عليه، فارسًا في علم الإعراب، مقدمًا في حملة الكتاب. وكان مع ذلك مسترسل الطبيعة منقادها، مستقل القريحة وقَّادها".
ويحلل ابن خلدون كتاب الكشاف للزمخشري في قوله عند الحديث عما يرجع إليه التفسير من معرفة اللغة والإعراب والبلاغة: "ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسير، كتاب الكشاف للزمخشري، من أهل خوارزم العراق، إلا أن مؤلفه من أهل الاعتزال في العقائد، فيأتي بالحِجاج على مذاهبهم الفاسدة، حيث تعرض له في آي القرآن من طريق البلاغة، فصار بذلك للمحققين من أهل السٌّنَّة انحراف عنه، وتحذير للجمهور من مكامنه، مع إقرارهم برسوخ قدمه فيما يتعلق باللسان والبلاغة، وإذا كان الناظر فيه واقفًا مع ذلك على المذاهب السُّنية، محسنًا للحِجاج عنها، فلا جَرَمَ أنه مأمون من غوائله، فلتغتنم مطالعته لغرابة فنونه في اللسان، ولقد وصل إلينا في هذه العصور تأليف لبعض العراقيين، وهو شرف الدين الطيبي من أهل توريز من عراق العجم، شرح فيه كتاب الزمخشري هذا، وتتبع ألفاظه، وتعرض لمذاهبه في الاعتزال بأدلة تزيفها، وتبيِّن أن البلاغة إنما تقع في الآية على ما يراه أهل السٌّنَّة، لا على ما يراه المعتزلة، فأحسن في ذلك ما شاء، مع إمتاعه في سائر فنون البلاغة، وفوق كل ذي علم عليم"1.
1 مقدمة ابن خلدون، ص491.