الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آخره مخصص بحديث «لعن الله زائرات القبور (1)» وبذلك يجمع بين الحديثين، وعليه تشرع زيارة القبور للذكور من الناس دون النساء، وهذا هو الصحيح من قولي العلماء.
السؤال السابع: هل يجوز للرجل أن يأخذ زوجته إلى طبيب مسلم أو كافر ليعالجها ويكشف عنها حتى يرى فرجها، مع العلم أن بعض الناس يذهبون ببناتهم إلى الأطباء ليكشف عنهن كذلك ويعطي لهن شهادة العزوبة ويفعلون ذلك إذا قرب موعد الزواج؟
الجواب: إذا تيسر الكشف على المرأة وعلاجها عند طبيبة مسلمة لم يجز أن يكشف عليها ويعالجها طبيب ولو كان مسلما، وإذا لم يتيسر ذلك واضطرت للعلاج جاز أن يكشف عليها طبيب مسلم بحضور زوجها أو محرم لها، خشية الفتنة أو وقوع ما لا تحمد عقباه. فإن لم يتيسر المسلم فطبيب كافر بالشرط المتقدم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سنن الترمذي الصلاة (320)، سنن النسائي الجنائز (2043)، سنن أبو داود الجنائز (3236)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1575)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 337).
فتوى برقم 3315 وتاريخ 19/ 12 / 1400 هـ
السؤال الأول: ما حكم
الصلاة في المساجد التي يوجد بها قبور ومقامات
؟
الجواب: لا يجوز للمسلم أن يصلي في المساجد التي بنيت على القبور والأصل في ذلك الأدلة الدالة على النهي عن بناء المساجد على القبور ومنها ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: «أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله (1)» ، ومنها ما رواه أهل السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج (2)» وثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (3)» .
السؤال الثاني: من هن أمهات المؤمنين؟ وما عددهن؟
الجواب: عددهن تسع وهن: عائشة، وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وجويرية بنت الحارث وسودة بنت زمعة، وزينب بنت جحش وصفية بنت حيي وميمونة بنت الحارث.
وهؤلاء أزواجه التي مات عليه الصلاة والسلام وهن في عصمته ومن أزواجه أمهات المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وهي أم أكثر أولاده وتوفيت في حياته قبل الهجرة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح البخاري الصلاة (434)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (528)، سنن النسائي المساجد (704)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 51).
(2)
سنن الترمذي الصلاة (320)، سنن النسائي الجنائز (2043)، سنن أبو داود الجنائز (3236)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1575)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 337).
(3)
صحيح البخاري الصلاة (436)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531)، سنن النسائي المساجد (703)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 146)، سنن الدارمي الصلاة (1403).
فتوى برقم 4306 وتاريخ 14/ 1 / 1402 هـ
السؤال: يمرض الإنسان فيصبح يتكلم بكلام غير عادي فيقول الناس إنه ممسوس بجن. . هل هذا صحيح أم لا؟ ويأتون بحافظ القرآن فيقرأ عليه حتى يرجع إلى حالته العادية وكذلك في الزفاف يربطون العريس
بقراءة خاصة لا يستطيع أن يجامع زوجته أثناء دخوله هل هذا صحيح أم لا؟
الجواب: أولا: الجن صنف من مخلوقات الله ورد ذكرهم في القرآن والسنة وهم مكلفون مؤمنهم في الجنة وكافرهم في النار. ومس الجن للإنس أمر معلوم من الواقع وتستعمل للعلاج من مسه الأدوية الشرعية من الدعاء ونحوه.
ثانيا: أما قراءة شيء في ليلة الزفاف بحيث يكون العريس مربوطا عن زوجته ليلة الزواج أو عند العقد فلا يجامعها فهذا نوع من السحر. . والسحر محرم لا يجوز تعاطيه وقد ثبت النهي عن تعاطيه في القرآن والسنة وإن حد الساحر القتل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى برقم 8693 وتاريخ 8/ 8 / 1405 هـ
السؤال الأول: من سها أو نسي سجدة من سجدات صلاة في أول الصلاة ولم يتذكرها إلا قرب نهاية الصلاة. . فما حكم ذلك؟ وهل تبطل الصلاة؟ أم يجبر ذلك سجدتا السهو؟
الجواب: إذا كان الواقع كما ذكر ألغى الركعة التي نسي منها سجدة، وجعل الثانية أولى، والثالثة ثانية، والرابعة ثالثة ويأتي بركعة رابعة، ويسجد للسهو، ولا يجزئه عن الركعة التي سها فيها عن سجدة سجود السهو فقط.
السؤال الثاني: من سها عن سجدة من سجدتي ركعة، ثم قام واقفا ورده المأمومون. . فهل يستجيب ويسجد للثانية؟ أم ماذا يفعل؟
الجواب: يجب عليه أن يستجيب لهم فيرجع ويسجد الثانية، ثم يسجد للسهو آخر الصلاة.
السؤال الثالث: ما العلاج الشرعي للذي مسه الجن؟
الجواب: يرقى بقراءة القرآن، وما صح من الأذكار عن النبي صلى الله عليه وسلم، واقرأ كتاب الكلم الطيب لابن تيمية، وكتاب الأذكار للنووي وكتاب الوابل الصيب لابن القيم تجد فيها ما ترقي به نفسك.
السؤال الرابع: هل يستوجب تشريح الجثث لطلاب الطب الوضوء أو الغسل؟
الجواب: لا يوجب التشريح وضوءا ولا غسلا. وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء في حكم التشريح.
السؤال الخامس: ما حكم من رأى الفاحشة بمفرده وكان في موضع لا يسمح بأمر بمعروف أو نهي عن منكر فماذا عليه؟
الجواب: إن لم يستطع أن ينكر المنكر أو يأمر بمعروف بيده أو بلسانه فعليه أن ينكره بقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى برقم 11419 وتاريخ 14/ 10 / 1408 هـ
السؤال: سائل يقول: أحد المنصرين يذكر أن القرآن يشير بكل صراحة إلى الإنجيل والنصارى، القرآن يذكر أن الإنجيل فيه الهداية والنور "5/ 46""المائدة". القرآن يقول إن الإنجيل هداية للبشرية جمعاء "3/ 34""آل عمران". القرآن يقول إن اليهود والنصارى يقرءون الكتب السماوية "2/ 112""البقرة". ويقول القرآن إن النصارى يقضى لهم بموجب الإنجيل "5/ 47""المائدة". إذا كان محمد لديه شك حول القرآن، فالقرآن يقول إنه ينبغي له أن يرجع إلى أهل الكتاب " اليهود والنصارى " "10/ 95" "يونس". لم يذكر القرآن قط أن الإنجيل حرف أو أنه غير جدير بالثقة فيه. لو كان الإنجيل محرفا كما يزعم كثير من المسلمين لما قال القرآن: إن النصارى أهل الكتاب وإنهم يقرءون الكتاب السماوي. ولو كان الإنجيل محرفا أو مرفوعا إلى السماء كما يقول كثير من المسلمين لما نصح القرآن وأشار على النصارى بأن يحكموا الإنجيل لأنه لا يعقل أن يشير القرآن على النصارى بتحكيم إنجيل محرف أو إنجيل رفع إلى السماء. لو كان كتاب أهل الكتاب محرفا لما أشار القرآن على محمد أن يرجع إلى أهل الكتاب. وهل كان محمد في شك من القرآن. . أرجو الإجابة على ما سبق؟
الجواب: فقرة (1): القرآن يشير بكل صراحة إلى الإنجيل والنصارى، ويذكر أن الإنجيل فيه الهداية والنور "5/ 46" وأنه هداية للبشرية جمعاء "3/ 34".
ج (1): ذكر الله تعالى الإنجيل في القرآن وأمر أهله أن يحكموا بما أنزل الله فيه ومما أنزل الله فيه البشارة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم ووجوب الإيمان به. بل أخذ الله الميثاق على كل نبي أن يؤمن بكل رسول أرسله الله
تعالى بعده فوجب على عيسى عليه السلام وأمته أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم حين مبعثه وبما جاء به لعموم رسالته قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} (1).
فأخبر سبحانه أنه أنزل القرآن مصدقا لما قبله من الكتب السماوية ومهيمنا عليها يثبت منها ما شاء الله إثباته وينسخ منها ما شاء سبحانه، وأثنى سبحانه على من آمن به من أهل الكتاب - اليهود والنصارى - وذم منهم من لم يؤمن به ونقض ما أخذ عليه من العهد والميثاق وفسق عن أمر ربه. قال الله تعالى:{وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (2){لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} (3).
إلى أن قال سبحانه: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} (4){يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} (5){وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} (6).
وقال تعالى:
{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (7){وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (8){وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ} (9){فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} (10).
(1) سورة المائدة الآية 48
(2)
سورة آل عمران الآية 110
(3)
سورة آل عمران الآية 111
(4)
سورة آل عمران الآية 113
(5)
سورة آل عمران الآية 114
(6)
سورة آل عمران الآية 115
(7)
سورة المائدة الآية 82
(8)
سورة المائدة الآية 83
(9)
سورة المائدة الآية 84
(10)
سورة المائدة الآية 85
وقال تعالى:
إلى أن قال:
إلى غير ذلك من الآيات التي نزلت في الثناء على من آمن منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وذم من كفر به.
ثم الإنجيل الذي أنزله الله تعالى على عيسى عليه الصلاة والسلام هو الذي بشر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يؤمنوا برسالته ومع ذلك احتججتم بالقرآن الذي أنزله الله عليه وآمنتم بصلب اليهود عيسى ابن مريم وقتلهم إياه وزعمتم أن ذلك في الإنجيل فكذبكم الله كما كذب اليهود في ذلك بقوله سبحانه في محكم كتابه:
(1) سورة التوبة الآية 29
(2)
سورة التوبة الآية 31
(3)
سورة النساء الآية 157
وزعمتم أن المسيح عيسى ابن مريم ابن لله تعالى الله أن يكون له ولد فكذبكم في ذلك بل كفركم بقوله سبحانه:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} (1) الآية.
وزعمتم أنه إله مع الله فكفركم سبحانه في ذلك بقوله:
وزعمتم أن الخنزير حلال أكله وتعبدتم بالرهبانية وكل ذلك ليس في الإنجيل بل هو دين لم يأذن به الله ولا شرعه، فبعد هذا وأمثاله من افترائكم تدعون أن الإنجيل لم يحرف ولم تخفوا منه شيئا ولم تزيدوا فيه شيئا. ثم بعد تحاولون أن تحتجوا بالقرآن لإثبات مزاعمكم وبدعكم فتتبعون ما تشابه من القرآن وتتركون محكمه ابتغاء الفتنة وليا بألسنتهم وطعنا في الدين قال الله تعالى:
إلى آخر آية: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ} (4).
وقال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} (5) إلى قوله سبحانه: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ} (6) الآية.
(1) سورة المائدة الآية 17
(2)
سورة المائدة الآية 73
(3)
سورة المائدة الآية 15
(4)
سورة المائدة الآية 19
(5)
سورة النساء الآية 171
(6)
سورة النساء الآية 172
فإن لم تفعلوا كنتم ممن قال الله فيهم:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (1){أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} (2).
فقرة (2): القرآن يقول إن اليهود والنصارى يقرءون الكتب السماوية (2/ 113).
ج: يشير بذلك إلى قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (3).
وبخ الله تعالى في هذه الآية الكريمة كلا من الفريقين اليهود والنصارى على إنكاره على الآخر ما بيده تصديقه عنادا منهم وبغيا وعدوانا فوبخ اليهود على كفرهم برسالة عيسى عليه السلام وما جاء به من التشريع وهم يتلون الكتاب أي التوراة وفيها ما أخذ الله عليهم من الميثاق أن يؤمنوا به وبما جاء به من تشريع الله. ووبخ النصارى على كفرهم بموسى عليه السلام وهم يتلون الكتاب أي الإنجيل وفيه تصديق ما بين يديه من التوراة التي جاء بها موسى إلا قليلا مما أمره الله أن يحله لهم. وليس معنى ذلك تقرير ما طرأ على التوراة والإنجيل من التحريف ولا ما أخفاه كل من اليهود والنصارى من كتاب نبيه بدليل ذكره سبحانه ما جناه كل منهما على كتاب نبيه في آيات أخرى من القرآن الذي يحتجون بما تشابه منه على مزاعمهم تمويها وتلبيسا على الناس، بل يجب ضم سائر المآخذ التي أخذت عليهم بعضها إلى بعض من تحريف بعض النصوص وإخفاء
(1) سورة النساء الآية 150
(2)
سورة النساء الآية 151
(3)
سورة البقرة الآية 113
بعضها والإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض آخر منه، فإن أصل الكتابين من عند الله كما أن القرآن نزل من عند الله وكل منها يصدق بعضه بعضا وكل الأنبياء يبشر سابقهم بلاحقهم ويصدق لاحقهم السابق منهم، فبجب الإيمان بهم جميعا وبجميع ما جاءوا به من عند الله تعالى. فمن آمن ببعض ذلك وكفر ببعض فهو كافر بالجميع وإليك ما يؤيد ما تقدم من القرآن. قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (1){أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} (2){وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (3).
وهذه الآيات عامة يدخل فيها اليهود والنصارى وغيرهم. . وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} (4){يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (5) الآيات. إلى قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ} (6).
وهذه الآيات عامة في اليهود والنصارى. . وقال تعالى:
(1) سورة النساء الآية 150
(2)
سورة النساء الآية 151
(3)
سورة النساء الآية 152
(4)
سورة المائدة الآية 15
(5)
سورة المائدة الآية 16
(6)
سورة المائدة الآية 20
(7)
سورة التوبة الآية 29
إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ} (1).
وهذه الآيات عامة في اليهود والنصارى أيضا. وقال تعالى:
وهذه الآيات وكثير مما بعدها وما قبلها نزلت في بيان فضائح اليهود كما نزل فيهم قوله تعالى:
ولها نظائر في النصارى كإخفائهم البشارة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى في إنكاره على النصارى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} (4). الآيات إلى قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (5).
وقال تعالى في اليهود والنصارى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} (6) الآية. إلى قوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} (7).
(1) سورة التوبة الآية 34
(2)
سورة البقرة الآية 75
(3)
سورة الأنعام الآية 91
(4)
سورة المائدة الآية 72
(5)
سورة المائدة الآية 78
(6)
سورة البينة الآية 4
(7)
سورة البينة الآية 6
أفبعد هذا يصح أن يقال إن القرآن أثنى على اليهود أوالنصارى الذين لم يؤمنوا به بعد نزوله أو أنه أثنى على ما لعب به اليهود من التوراة أو على ما حرف من الإنجيل أو زيد فيه كبنوة عيسى لله أو إلهيته مع الله، أو صلب اليهود إياه أو قتلهم له أو كتمان وإخفاء صفة محمد ورسالته، إن لم يكن ما ذكر تحريفا وكتمانا وزيادة ونقصا، فماذا يسمى فعل كل من الفريقين بكتاب نبيه.
فقرة (3): يقول القرآن إن النصارى يقضى لهم بموجب الإنجيل "5/ 47" من سورة المائدة.
ج (3): يشير بذلك إلى آية: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (1).
وهذه الآية لا حجة فيها للنصارى على ما زعموا، لأن المراد هنا الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى ابن مريم عليه السلام، لا الإنجيل المحرف الذي ذكر فيه بنوة عيسى لله أو إلهيته مع الله أو ذكر فيه صلب عيسى أو قتله أو موته قبل أن يرفع إلى السماء أو حذف منه البشارة بمجيء محمد رسولا من عند الله، ثم إذا ضم إلى هذه الآية ما بعدها من قوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} (2).
دل ذلك على أن لا يقضى بموجب الكتب المتقدمة من صحف إبراهيم وموسى وزبور داود والتوراة والإنجيل إلا بما صدقه القرآن منها ولم ينسخه من أحكامها لقوله في هذه الآية:
{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا} (3)
(1) سورة المائدة الآية 47
(2)
سورة المائدة الآية 48
(3)
سورة المائدة الآية 48
وقد ثبت في فقرة (1 - 4) أن كلا من اليهود والنصارى حرف كتاب نبيه فالواجب في فهم الآيات النظر إليها مجموعة ليستقيم المعنى ويتبين الصواب لا الوقوف عند المجمل منها ابتغاء الفتنة والتلبيس شأن من في قلوبهم زيغ ولا هم لهم إلا الجدال بالباطل.
فقرة (4): إذا كان محمد لديه شك من القرآن. فالقرآن يقول إنه ينبغي أن يرجع إلى أهل الكتاب اليهود والنصارى (10/ 94) من سورة يونس.
ج (4): يشير بذلك إلى قوله تعالى:
وهذه الآية لا حجة لهم فيها، لأن تعليق الحكم بالشرط لا يستلزم تحقق الشرط ووجوده، إذ قد يتعلق الحكم بشرط ممتنع كما في قوله تعالى:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (3) الآيات. إلى قوله سبحانه: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (4).
فأخبر سبحانه بأن هؤلاء الأنبياء لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون مع انتفاء الشرك عنهم، بل مع امتناعه منهم لأنهم قد ماتوا على
(1) سورة التوبة الآية 32
(2)
سورة يونس الآية 94
(3)
سورة الأنعام الآية 83
(4)
سورة الأنعام الآية 88
التوحيد، ولأنهم معصومون من الشرك، وقال تعالى:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (1){بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (2).
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يشك ولم يسأل أحدا من أهل الكتاب لأنه لم يفهم من ذلك الخطاب طلب السؤال لإزالة شك بل فهم أن المقصود بيان أن أهل الكتاب عندهم ما يصدقك فيما كذبك فيه الكافرون كما في قوله تعالى:
{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (3)(43) من سورة الرعد. وقوله سبحانه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (4)(10) من سورة الأحقاف. وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (5)(197) من سورة الشعراء.
إلى أمثال ذلك من الآيات التي تدل على أن المقصود بيان أن أهل الكتاب عندهم ما يصدق محمدا صلى الله عليه وسلم فيما كذبه فيه المشركون من الدعوة إلى التوحيد وهي أن الرسل إلى البشر من البشر كما هي سنة الله تعالى الحكيمة وقد أشار الله إلى ذلك في أول هذه السورة سورة يونس قال تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (6).
مما تقدم من تفسير الآيات القرآنية وبيان المقصود منها على ضوء ما
(1) سورة الزمر الآية 65
(2)
سورة الزمر الآية 66
(3)
سورة الرعد الآية 43
(4)
سورة الأحقاف الآية 10
(5)
سورة الشعراء الآية 197
(6)
سورة يونس الآية 2
جاء من نظائرها في القرآن مفصلا لها ومحكما يعين المراد من متشابهها يعرف الجواب عما ذكره صاحبك الأمريكي المبشر بالنصرانية إلى آخر كلامه فإنه إجمال لما فصله من الشبهات في صدر كلامه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من الفتوى رقم (143)
السؤال: إذا طلب رجل به ألم رقى وكتب له بعض آيات قرآنية وقال الراقي ضعها في ماء واشربها فهل يجوز أم لا؟
الجواب: سبق أن صدر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء جواب عن سؤال مماثل لهذا السؤال هذا نصه: كتابة شيء من القرآن في جام أو ورقة وغسله وشربه يجوز لعموم قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (1).
فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان ولما رواه الحاكم في المستدرك وابن ماجه في السنن عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن (2)» وما رواه ابن ماجه عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير الدواء القرآن (3)» . وروى ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا عسر على المرأة ولادتها خذ إناء نظيفا فاكتب عليه {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ} (4) الآية 35 الأحقاف.
(1) سورة الإسراء الآية 82
(2)
الحاكم في المستدرك 4/ 403 وابن ماجه 2/ 1142.
(3)
ابن ماجه 2/ 1158 و1169.
(4)
سورة الأحقاف الآية 35