الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لم أمس منه شيئا، ولم أزد فيه كلمة ولم أنقص منه أخرى. إلا تصويب كلمة أجزم بتصحيفها أو تحريفها من النساخ.
أما الهوامش والتعليقات فقد أوردت فيها من العلوم والمعارف ما أحسب أن التفسير الأصل بحاجة إلى احتوائها تعليقا وتوضيحا، وأوردت فيها أيضا ما ليس في التفسير الأصل مما أحسبه يزيد جلاء المعنى ويوضحه وما نقلته - بعد ذلك - من الأصل فإنما ليرتقي بمستوى التفسير درجة لمن يرى في نفسه استعدادا أكثر، وليناسب درجات الباحثين فيتلقى كل باحث منه ما يناسب درجته، وقديما جرى العلماء على تأليف البسيط والوسيط والوجيز أو الكبير والأوسط والصغير.
فمن ضاق وقته عن الزيادة ففي المتن خير وزيادة، ومن اتسع وقته وتاقت نفسه إلى المزيد ففي الهوامش ما أحسب فيه فائدة، ومن أراد أكثر من ذلك فدونه الأصول والأمهات.
التعريف بالمؤلف:
الحق أني ترددت كثيرا في الترجمة للمؤلف هنا، فقد سبقت مني ترجمة له موجزة في تحقيقي لتفسيره للفاتحة، ثم بدا لي أن وجود الترجمة هناك لا يغني عن إيرادها هنا. فقد يقع هذا التفسير في يد من لا يعرف شيئا عن الشيخ ولم يطلع على تفسير الفاتحة. وبعد تردد رأيت أن أنقل تلكم الترجمة هنا، فمن قرأها هناك فليعذرني هنا. قلت هناك:
هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان آل مشرف التميمي، ولد سنة 1115 هـ في بيت علم وخلق وشرف، فقد كان أبوه قاضيا للعيينة، حفظ القرآن قبل أن يكمل اثنتي عشرة سنة من عمره وقرأ الفقه والتفسير والحديث، ورحل في طلب العلم فبدأ رحلته بالحج، ثم ذهب إلى المدينة المنورة وأخذ عن علمائها حينذاك، وفي المدينة رأى ما يقع فيه بعض
أهلها من البدع والمنكرات عن قبر الرسول وفي البقيع، وقد أنكر ذلك وحذر منه.
ثم عاد إلى نجد وسافر منها إلى البصرة وأخذ عن علمائها كذلك ورأى في البصرة ما هو أشد مما رأى في المدينة المنورة، رأى القبور المسرجة والطائفين يتمسحون بالقبور والبدع والمنكرات ولم يطق رحمه الله صبرا على ذلك فأنكر عليهم الباطل وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فأخرجه أهلها وطردوه من البصرة في حمارة القيظ حافي القدمين عاري الرأس. ليس عليه سوى ثوبه وقميصه. . وكاد الشيخ أن يهلك عطشا لولا أن هيأ الله له من حمله إلى الزبير وسقاه، وعاد منها إلى نجد عن طريق الأحساء وعاد إلى حريملاء حيث نقل أبوه من قضاء العيينة إلى قضائها. ثم توفي والده سنة 1153 هـ، فواجه وحده كيد خصوم الدعوة ولكن بعد أن ذاع صيته وانتشر خبر دعوته، وألف في تلك الفترة كتابه (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) ثم ضاق أهل حريملاء بدعوته فطردوه وهمت طائفة من عبيدهم بقتله وتسوروا عليه بيته ولكن الله نجاه فذهب إلى العيينة واستقبله أميرها ابن معمر وأحسن وفادته وهدم ما كان في العيينة وما حولها من قباب ومشاهد على القبور وقطع الأشجار التي يتبرك بها بعض الناس.
وما زال أعداء الدعوة يتربصون به حتى أخرج الشيخ من العيينة وتوجه إلى الدرعية ووجد من أميرها محمد بن سعود العون والمساعدة فتبايعا على نصرة دين الله وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإماتة البدعة.
وانطلقت الدعوة بعد أن اتخذت الدرعية قاعدة لها فكاتب الشيخ رؤساء البلدان وأهلها وعلماءها يدعوهم إلى الانضمام إلى دعوته فاستجاب كثير منهم.
فأقيمت الفرائض والنوافل ومحقت البدع والمحرمات وأزيلت المنكرات