الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا القرآن مكنونة في ألفاظه العربية المعجزة تنوعت مسالك العلماء في استخراج معانيه من هذه الألفاظ، وقامت دراسات حول ألفاظه العربية كي يتسنى للفقيه، والمفتي، والحاكم، وطالب الفائدة معرفة أحكامه ومعانيه، وقد نتج عن بعض هذه الدراسات ما يسمى بالوجوه والنظائر في القرآن الكريم التي كشفت النقاب عن المعاني المتعددة والمتجددة التي يصلح أن يدل عليها اللفظ الواحد، وكذلك المعنى الواحد الذي يصلح أن تدل عليه ألفاظ متعددة. وهذا يدل على اتساع قاعدة الشريعة الإسلامية كي تصلح لعلاج الحياة البشرية في كل مكان وزمان.
هذا ولما انقطع عقد المسلمين في هذه الأيام بسبب بعدهم عن كتاب ربهم تعذر عليهم فهم علومه، كما تعذر عليهم فهم معانيه، وبالتالي كان هذا العلم (الوجوه والنظائر في القرآن الكريم) بعيدا عن أفكار المسلمين وأذهانهم، لهذا أحببت أن أدلو بدلوي من الباحثين في هذا المجال كي أقرب هذا العلم إلى أذهان المسلمين حسب المستطاع، فلعل في ذلك سبيل هداية وإنارة للطريق، والله الهادي إلى سواء السبيل.
الوجوه والنظائر لغة:
الوجوه: قال ابن دريد "وجه الكلام: السبيل التي تقصدها به، وصرفت الشيء عن وجهه أي عن سننه. وكساء موجه: له وجهان، ويجمع وجه على أوجه ووجوه وأجوه"(1).
وفي لسان العرب لابن منظور (. . . وفي الحديث «أنه ذكر فتنا
(1) انظر جمهرة اللغة، مادة (وجه).
كوجوه البقر (1)» أي يشبه بعضها بعضا لأن وجوه البقر تتشابه كثيرا. . وفي حديث أبي الدرداء "لا تفقه حتى ترى للقرآن وجوها" أي ترى له معاني يحتملها فتهاب الإقدام عليه. . ورجل ذو وجهين إذا لقي بخلاف ما في قلبه) (2).
وقال ابن فارس: (وجه: الواو والجيم والهاء: أصل واحد يدل على مقابلة لشيء، والوجه مستقبل لكل شيء. يقال: وجه الرجل وغيره. وربما عبر عن الذات بالوجه. وتقول: وجهي إليك، وتقول: واجهت فلانا أواجهه إذا جعلت وجهك تلقاء وجهه)(3).
والنظائر: جمع نظير، وهو المماثل والشبيه، يقال: فلان نظير فلان إذا كان مثله وشبيهه والجمع نظراء (4)، ومن ذلك قول ابن مسعود:"لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بها عشرين سورة من المفصل"(5). "يريد السور المتماثلة في المعاني كالموعظة أو الحكم أو
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 391.
(2)
انظر: 13/ 555، مادة (وجه).
(3)
انظر: معجم مقاييس اللغة 6/ 88
(4)
انظر: جمهرة اللغة لابن دريد، مادة (نظر) 2/ 379.
(5)
انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 2/ 259، باب الجمع بين السورتين في الركعة، (ح 775).