الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مخطوطة
تفسير سورة الفلق
تأليف
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب "رحمه الله"
تحقيق
د. فهد بن عبد الرحمن الرومي
صفحة فارغة
صفحة فارغة
تفسير سورة الفلق
تأليف
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
تحقيق د. فهد بن عبد الرحمن الرومي
مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(1) سورة آل عمران الآية 102
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} (2){يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (3).
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم إن قصار السور في القرآن الكريم مما يكثر المسلمون قراءته في صلواتهم وفي أورادهم وفي أذكارهم.
وفي الناس حاجة لمن يشرح لهم معناها ويوضح لهم أحكامها حتى يفقهوا ما يتلون ويرددون.
وعند الناس رغبة فيما قل ودل، أو أوجز وأفاد، وكثير منهم يزهد في المطولات من التفاسير. سيما في هذا العصر الذي يميل فيه الناس إلى ما يسمى (كتب الجيب) التي تقرأ في مجلس أو في مجلسين.
وبين حاجة الناس هذه، ورغبتهم تلك، بحثت عن تفاسير لقصار السور توقفهم على فقه ما يقرأون، وتجلو لهم معاني ما يتلون، مع إيجاز لفظ، ودقة عبارة، ووفاء معنى.
وبينما أنا كذلك إذ هديت إلى مخطوطة في تفسير سورة {الفلق} لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. وعند اطلاعي عليها
(1) سورة النساء الآية 1
(2)
سورة الأحزاب الآية 70
(3)
سورة الأحزاب الآية 71
تبين لي أنها تلخيص لتفسير لها ألفه ابن القيم رحمه الله تعالى، فما زادني هذا إلا حرصا عليها فحسبك بتفسير ابن القيم رحمه الله تعالى لهذه السورة وهو الخبير بموضوعها الذي بز فيه أقرانه. فأكرم به وأنعم من تفسير، لولا أن فيه طولا عما سبرت، وتوسعا أكثر مما قصدت فهو كتاب يفيد طائفة من أولى العلم، وتقتصر عن دركه طائفة من طلبة العلم.
فإن تصدى عالم لاختيار جواهر من جواهره، ودررا من درره، فإن تفسيره سيصبح من أنفس النفائس، وأغلى الذخائر. إذا عرف كيف يختار وينتقي.
وحسبك بالإمام العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب الذي تصدى لهذا الأمر، وقام به خير قيام.
ويظهر جليا حرصي على وحدة المشرب، وأن لا تكثر الدلاء، فيتكدر المعين ويتشتت الذهن فحصرت على الاقتصار على أقوال ابن القيم رحمه الله تعالى صاحب أصل التفسير سواء كان النقل من تفسيره أو من غيره، ولذا يدرك الناظر كثرة النقول عنه رحمه الله تعالى وذلك لأمرين:
(أولهما) أنه صاحب التفسير المطول وصلته بالمختصر جلية، أرجح من غيرها.
(ثانيهما) أن ابن القيم هو فارس هذا الميدان أعني الحديث عما اشتملت عليه سورة الفلق من الاستعاذة وما يتعلق بها، والنفاثات، والحسد ونحو ذلك من الروحانيات. وقل أن يكتب أحد في هذا الميدان لا يجد بدا من الرجوع إلى مؤلفاته رحمه الله تعالى.
فإن قيل: ما زدت على أن عمدت إلى تفسير مختصر، فعدت إلى الأصل ونقلت منه ما حذف فأعدت التفسير إلى أصله فلم تأت بجديد.
(قلت) هذا حق لو كان الأمر كما تقول. ولكن الأمر يختلف فالمختصر