الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القصص، لا المتماثلة في عدد الآي، لما سيظهر عند تعيينها"، قال المحب الطبري: "كنت أظن أن المراد أنها متساوية في العد، حتى اعتبرتها فلم أجد فيها شيئا متساويا" (1)، وفي تاج العروس للزبيدي: "النظائر: الأفاضل والأماثل لاشتباه بعضهم ببعض في الأخلاق والأفعال والأقوال" (2)، ونظائر القرآن: سور المفصل سميت لاشتباه بعضها بعضا في الطول"(3).
وقد استعمل المفسرون النظائر للدلالة على الألفاظ المختلفة لفظا والمتفقة معنى، فقالوا: الابتلاء، والاختبار، والامتحان: نظائر، كما استعمل الأصمعي. في العدد، فقال: عددت إبل فلان نظائر أي مثنى مثنى" (4).
(1) انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 2/ 259، باب الجمع بين السورتين في الركعة (ح 775).
(2)
انظر: ج 14/ 249، 252، 255.
(3)
انظر: ج 14/ 249، 252، 255.
(4)
انظر: لسان العرب لابن منظور، مادة (نظر) 5/ 219.
الوجوه والنظائر اصطلاحا:
حينما تعرضنا للمدلول اللغوي وجدنا أن علماء من تكلم في الوجوه والنظائر قد جعلوا لهذه الألفاظ معاني اصطلاحية فيما بينهم وجعلوها
أسماء لكتبهم. وكان أول من عرف الوجوه والنظائر ابن الجوزي في كتابه "نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم" حيث قال: (واعلم أن معنى الوجوه والنظائر: أن تكون الكلمة الواحدة قد ذكرت في مواضع من القرآن الكريم على لفظ واحد وحركة واحدة، وأريد بكل مكان معنى للكلمة غير معناها في المكان الآخر، وتفسير كل كلمة بمعنى يناسبها غير معنى الكلمة الأخرى، هذا ما يسمى "الوجوه"، أما النظائر: "فهو اسم للألفاظ، وعلى هذا تكون الوجوه اسما للمعاني، ومن هنا كان الأصل في وضع كتب الوجوه والنظائر" (1) وهذا التعريف لم يسلم من نقد " الزركشي " و " السيوطي "، وهما من أبرز من كتب في الدراسات القرآنية، أما الزركشي فبعد أن عرف الوجوه والنظائر بقوله:(فالوجوه: اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ "الأمة"، والنظائر كالألفاظ المتواطئة)، قال: (وقيل: النظائر في اللفظ والوجوه في المعاني وضعف لأنه لو أريد هذا لكان الجمع في الألفاظ المشتركة، وهم يذكرون في تلك الكتب اللفظ الذي معناه واحد
(1) انظر: 1/ 2.