الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيجب على النبي صلى الله عليه وسلم قيام الليل لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} (1){قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (2).
ولا يجب على أمته ذلك. ويجوز في حقه صلى الله عليه وسلم الوصال في الصوم لقوله: «وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني (3)» ولا يجوز ذلك في حق أمته.
(1) سورة المزمل الآية 1
(2)
سورة المزمل الآية 2
(3)
رواه البخاري في كتاب الصوم باب التنكيل لمن أكثر الوصال 2/ 242 - 243.
منزلة السنة من القرآن من جهة ما ورد فيها من أحكام:
جميع الأحكام التي ثبتت بالسنة لا تعدو صورة من الصور التالية:
الأولى: أن تكون السنة مؤكدة ومقررة لحكم ثبت في القرآن، ومن ذلك:
1 -
وجوب الصلاة والزكاة والحج والصوم. قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (1).
وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} (2).
وقال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} (3).
وقال عليه الصلاة والسلام: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان (4)» .
(1) سورة البقرة الآية 43
(2)
سورة آل عمران الآية 97
(3)
سورة البقرة الآية 183
(4)
رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس 1/ 8.
2 -
حرمة قتل النفس إلا بحق، قال تعالى:
{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك للجماعة (2)» إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة.
الثانية: أن تكون السنة مبينة للقرآن، وأهم صور بيان السنة للقرآن:
1 -
تفصيل السنة لمجمل القرآن، كبيان النبي صلى الله عليه وسلم بفعله لعدد ركعات الصلاة وكيفيتها وبيانه بقوله لمقدار نصاب الزكاة وبفعله لأفعال الحج.
2 -
تخصيص السنة لعام القرآن، ومن أمثلة تخصيص السنة للقرآن عند الجمهور (3) قوله تعالى:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} (4) فهذه الآية عامة في جميع الأولاد ويدخل في هذا العموم الولد الذي يقتل أباه وخصصها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يرث القاتل (5)» فأخرج من عموم الآية قاتل أبيه فإنه لا يرث.
3 -
تقييد السنة لمطلق القرآن: ومن أمثلة ذلك: قال تعالى:
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (6).
فاليد في الآية مطلقة يجوز قطعها من مفصل الكف أو من المرفق أو من الكتف، فجاءت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الفعلية، وبينت أن
(1) سورة الأنعام الآية 151
(2)
رواه البخاري في كتاب الديات، باب قول الله تعالى إن النفس بالنفس 8/ 38.
(3)
المالكية والشافعية والحنابلة
(4)
سورة النساء الآية 11
(5)
رواه ابن ماجه في كتاب الديات، باب القاتل لا يرث 2/ 883 - 884. وقال في الزوائد: إسناده حسن.
(6)
سورة المائدة الآية 38
اليد تقطع من مفصل الكف (الرسغ) فقيدت بذلك مطلق اليد.
4 -
توضيح السنة لمشكل القرآن: ومن أمثلة ذلك: قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (1).
أشكل على عدي بن حاتم فهم الآية وقد كان نصرانيا قبل الإسلام فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما عبدوهم يا رسول الله" فقال صلى الله عليه وسلم موضحا ما أشكل على عدي ومبينا معنى العبادة في الآية: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه (2)» .
الثالثة: أن تزيد السنة على الحكم الذي ثبت بالقرآن. . ومن أمثلة ذلك:
قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} (3).
جعلت الآية عقوبة الزاني الأعزب مائة جلدة، ثم جاءت السنة وزادت على هذه العقوبة تغريب عام «فقال صلى الله عليه وسلم: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة (4)».
الرابعة: أن تكون السنة مثبتة ومنشئة حكما سكت عنه القرآن. . من أمثلة ذلك:
1 -
القضاء بشاهد ويمين في الأموال. . عن ابن عباس- رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بيمين وشاهد (5)» . وفي رواية لأحمد:
(1) سورة التوبة الآية 31
(2)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 8/ 120. والحديث رواه الترمذي في كتاب تفسير القرآن 5/ 278، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث.
(3)
سورة النور الآية 2
(4)
رواه مسلم في كتاب الحدود باب حد الزنى 3/ 1316.
(5)
رواه مسلم في كتاب الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد 3/ 1337.