الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إحدى الظواهر الأساسية لتطلع الإنسان إلى حياة أفضل، وبذلك لم يجد أهل العلم من رجال الفكر على تباين لغاتهم ومذاهبهم بدا من العودة إلى الكتاب الذي ضم بين دفتيه شعائر هذا الدين وأركانه، للاطلاع عليه ودراسته وتدبره وتمحيصه. ومن ثم أصبحت ترجمة معاني القرآن، هذا الكتاب الخالد الذي لا يشبع منه العلماء ولا يبلى من كثرة الترداد، هكذا أصبحت ترجمة معاني القرآن الكريم هدفا لمحاولات جادة قام بها العلماء في مشرق العالم ومغربه، ولا تزال هذه المحاولات قائمة حتى الآن، وكلها تسعى إلى ترجمة النص العربي لمعاني القرآن الكريم ونقله إلى لغات العالم الحية بقدر الإمكان.
ولسنا هنا بصدد تحليل هذه الترجمات ومناقشتها في قربها أو بعدها عن الغرض الذي تسامت إليه، وإنما نريد أن نعطي القارئ عرضا تاريخيا لهذا الموضوع الخطير، ونضع بين يدي المهتمين بالدراسات القرآنية تعريفا بهؤلاء الأشخاص الذين ندبوا أنفسهم للتصدي لهذا العمل الجليل. ولا نزاع أن الترجمة الحرفية للقرآن الكريم ستبقى الضالة المنشودة، كما أنها ستبقى الغاية التي لن تدرك؛ لأن ترجمة الوحي الإلهي الذي نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين ليست بالأمر الهين، وفي ذلك يقول المستشرق الألماني " فيشر ":" لا يداخل الذين تعمقوا في أسرار العربية شك في أنه لا يوجد بين تراجم القرآن، سواء أكانت كاملة أم قاصرة على بعض آيات منه - ترجمة تفي بالمطالب اللغوية الدقيقة ".
القرآن الكريم في أوروبا:
إن التواتر الدائم الذي كانت تتميز به العلاقات بين الإسلام والنصرانية لا سيما في أثناء الحروب الصليبية وبعدها، كان يقف حجر عثرة يحول دون اطلاع الأوربيين على القرآن الكريم، سواء بغلته العربية الأصيلة أو مترجما إلى إحدى اللغات الأوربية السائدة.
وعندما أقدم العالم الإيطالي " باكانين " على طبع القرآن الكريم في مدينة البندقية سنة 1530 ميلادية، بادر البابا بولس الثالث [1534 - 1537 م] إلى إصدار الأمر المشدد بإتلاف كافة النسخ المطبوعة في الحالة. غير أن البابا الكسندر السابع [1555 -