الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصلى الله وسلم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
معنى التبليغ:
التبليغ مصدر بلغ بمعنى أوصل، يقال: بلغه السلام إذا أوصله، وبلغ الكتاب بلوغا أي وصل، فالتبليغ بمعنى الإيصال، وذلك الإبلاغ (1).
والمراد بالتبليغ هنا: إيصال صوت الإمام للمأمومين (2). بالتكبير والتحميد والسلام وذلك بالدخول في الصلاة والخروج منها والانتقال إلى أجزائها (3).
والسنة في حق الإمام الجهر بالتكبير كله وكذا التسميع والسلام والقراءة الجهرية وذلك بأن يسمع من خلفه وأدناه سماع غيره (4).
وقد دلت الأدلة على ذلك ومنها ما يأتي:
1) - ما روى سعيد بن الحارث (5). قال: «صلى لنا أبو سعيد فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود وحين سجد وحين رفع وحين قام من الركعتين وقال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم (7)»
(1) انظر ترتيب القاموس مادة بلغ 1/ 316، والصحاح مادة بلغ 4/ 1316، ولسان العرب مادة بلغ 8/ 419
(2)
انظر حاشية ابن عابدين 1/ 319، والموسوعة الفقهية الكويتية 10/ 117
(3)
انظر رسالة القول البديع مخطوط مركز الملك فيصل رقم 2169/ 8
(4)
انظر كتاب المبدع 1/ 429 وكتاب الفروع 1/ 410
(5)
هو سعيد بن الحارث بن المعلى الأنصاري المدني.
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأذان باب يكبر وهو ينهض من السجدتين 1/ 200 وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الذكر
(7)
هو أبو سعيد الخدري الأنصاري الخزرجي (6)
ووجه الاستدلال من الحديث أن فيه التصريح بالجهر بالتكبير من أبي سعيد رضي الله عنه وبيان أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
2) - ما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد ثم يكبر حين يهوي ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس (1)» .
ووجه الاستدلال منه أن فعله صلى الله عليه وسلم للتكبير ونقل الصحابة له دليل على أنه كان يجهر به.
3) ما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 2 «إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون (2)» .
ووجه الاستدلال منه أن قوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كبر فكبروا (3)» دليل على الجهر بالتكبير وإلا فكيف يكبر المأموم بعد تكبير الإمام لو كان الإمام يسر بالتكبير.
ومن الأدلة السابقة نعلم أن الجهر بالتكبير من قبل الإمام سنة وهو مطلوب لما فيه من متابعة المأمومين للإمام واقتدائهم به، ويكون الجهر بالتكبير حسب الحاجة فإن زاد الإمام بالجهر به على الحاجة زيادة كبيرة كره ذلك لما قد يسببه من تشويش على المصلين في صلاتهم (4).
(1) أخرجه البخاري واللفظ له كتاب الأذان باب التكبير إذا قام من السجود 1/ 191. وأخرجه مسلم كتاب الصلاة باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع حديث رقم 392 جـ 1 ص293 - 294
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب ائتمام المأموم بالإمام حديث رقم 86 (414) 1/ 309
(3)
صحيح البخاري الصلاة (378)، صحيح مسلم الصلاة (411)، سنن الترمذي الصلاة (361)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1238).
(4)
انظر كتاب الفروع 1/ 410