الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرارات وتوصيات المؤتمر الإسلامي العالمي لمناقشة الأوضاع الحاضرة في الخليج
المنعقد بمكة المكرمة في الفترة من 21 - 23/ 2 / 1411هـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فنظرا للأحداث الجلى التي نزلت بمنطقة الخليج من اجتياح القوات العراقية للكويت وتهديدها المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى وما تبعه من الاستعانة بالقوات العربية والإسلامية والأجنبية لمساندة قواتها.
فقد دعت رابطة العالم الإسلامي إلى مؤتمر إسلامي عالمي ضم علماء المسلمين ومفكريهم من أنحاء العالم حيث انعقد في الفترة من 21 - 23 صفر 1411 هـ - الموافق 10 - 12 سبتمبر 1990م.
وقد تداول أعضاء المؤتمر في الأحداث الخطيرة انطلاقا من واجبهم الديني ومسئوليتهم الإنسانية والتاريخية.
وحرصا على استمرار وازدهار أواصر الأخوة والقربى والجوار.
وإدراكا للأخطار والتحديات التي تهدد الأمة في حاضرها ومستقبلها في كيانها المعنوي والمادي.
وبعد مداولات استغرقت ثلاثة أيام واتسمت بروح الأخوة الإسلامية والصراحة والموضوعية.
أصدر المؤتمر القرارات والتوصيات التالية:
أولا: لما كانت نصوص القرآن والسنة قد قضت بأن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. فإن المؤتمر يقرر إدانة العدوان العراقي على الكويت وانتهاب الأموال والممتلكات وتدمير المؤسسات واستباحة الحرمات وإدانة حشد القوات العسكرية على حدود المملكة العربية السعودية تهديدا لأمنها وأمن دول الخليج.
ثانيا: يطالب المؤتمر النظام العراقي بسحب قواته من أرض الكويت فورا ودون شرط ويسحب القوات التي حشدها على حدود المملكة العربية السعودية وعودتها إلى داخل أراضي العراق وإنهاء كافة آثار الاحتلال العراقي من إتلاف وسرقات.
ثالثا: يطالب المؤتمر بعودة الشرعية الكويتية إلى تسلم مقاليد الحكم في بلادها.
رابعا: لما كانت قواعد الشريعة الإسلامية تلتزم بالوفاء بالعهود والمواثيق للمسلمين وغيرهم وتحمي الرسل والسفراء والمقيمين في البلاد الإسلامية من غير المسلمين في أنفسهم وأموالهم ووفقا لما قررته القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية، فإن المؤتمر يطالب النظام العراقي بالالتزام بهذه المواثيق واحترامها.
خامسا: فيما يتعلق بالاستعانة بالقوات الأجنبية فإن المؤتمر بعد الاطلاع على بحوث العلماء يقرر أن ما حدث من استعانة المملكة بقوات أجنبية لمساندة قواتها في الدفاع عن النفس إنما اقتضته الضرورة الشرعية والشريعة الإسلامية تجيز ذلك بشروط الضرورة المقررة شرعا.
ومتى زالت أسباب وجود هذه القوات من انسحاب العراق من الكويت وعدم تهديد المملكة ودول الخليج فإنه على هذه القوات مغادرة المنطقة.
ويناشد المؤتمر الدول الإسلامية تكوين قوة إسلامية دائمة تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامي عند حدوث النزاعات بينها.
سادسا: يرى المؤتمر أنه يتعين على المسلمين تجديد التوبة والرجوع إلى الله تعالى وتصحيح المسار في جميع شئون الحياة وفقا للكتاب والسنة كما يتعين عليهم تكوين الشباب إيمانيا وعسكريا حتى يواجهوا الأخطار المحدقة بالأمة للدفاع عن بيضة الإسلام.
كما يقرر المؤتمر أن إعداد القوة اللازمة لحفظ أمن المسلمين في مجتمعاتهم والدفاع عنهم ضد الأخطار قد أصبح فرضا متعينا على المسلمين. سابعا: يناشد المؤتمر الحكومات والهيئات الإسلامية السعي لمنع وقوع الحرب وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
ثامنا: يناشد المؤتمر الحكومات والهيئات والشعوب الإسلامية بذل الجهود لتحقيق وحدة المسلمين بإقامة سوق إسلامية وتكامل اقتصادي فيما بينها ومعاهدة دفاع مشترك.
تاسعا: يناشد المؤتمر الحكومات الإسلامية بتطبيق الشريعة الإسلامية في كل مناحي الحياة القضائية والسياسية والاقتصادية وغيرها مع العناية بإقامة الشورى في حياة المسلمين وتطهير المجتمعات الإسلامية من آفة الربا وتنقية وسائل الإعلام مما يخالف تعاليم الإسلام.
عاشرا: يستمر هذا المؤتمر في حالة انعقاد دائمة وتكون له لجنة لمتابعة أعماله والتنسيق مع الهيئات والمنظمات الإسلامية في معالجة الموقف وتكوين وفود للدول والشعوب والهيئات الإسلامية لبيان حقيقة ما جرى وخطورته على مستقبل المسلمين وضرورة الإسهام في معالجة المشكلة.
كما يدعو المؤتمر العلماء والمفكرين والمشاركين فيه إلى الإسهام في معالجة القضية من خلال مجال عملهم والهيئات العاملين فيها كل حسب اختصاصه.
حادي عشر: يدعو المؤتمر الهيئات الإسلامية إلى إقامة مؤتمرات وندوات لتوعية المسلمين في الموضوعات التي عالجها المؤتمر مستفيدة من الأبحاث والدراسات التي قدمت فيه.
ثاني عشر: يؤكد المؤتمر على ضرورة مشاركة المنظمات الإسلامية الإغاثية وفي مقدمتها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والهلال الأحمر الدولي في إغاثة منكوبي كارثة الخليج في كافة الدول ذات العلاقة.
ثالث عشر: يؤكد المؤتمر على أن هذه الفتنة المفجعة يجب ألا تشغل المسلمين عن قضاياهم الأساسية والمصيرية وفي مقدمتها قضية المسجد الأقصى والقدس وفلسطين وقضايا المجاهدين الأفعان وقضية كشمير وقضايا الأقليات المسلمة
المضطهدة في العالم.
رابع عشر: يقدم المؤتمر بمناسبة انتهاء أعماله الشكر للحكومات والهيئات والشعوب الإسلامية التي وقفت مع الشعب الكويتي في محنته وشجبت العدوان العراقي الغاشم وأيدت المملكة العربية السعودية فيما اتخذته من إجراءات. . . ويخص بالذكر حكومة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي وحكومات الشعوب الإسلامية الأخرى على وقوفها مع الشعب الكويتي المسلم والرعاية التي أحيط بها. كما يشكر المؤتمر الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي على دعوتها لحضور هذا المؤتمر والترتيبات الممتازة التي وضعتها مما ساعد على إنجاز أعماله في الوقت المحدد له.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
صدر في مكة المكرمة
بتاريخ 23 صفر 1411هـ