الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البلور الشمس، وأدنيت منه خرقة سوداء، أو قطن، تأخذ منه النار، ومن أراد أن يشعل من ذلك النار فعل.
ومن البلور نوع آخر أقل صفاء من الأول، وأشد صلابة، وإذا نظرت إليه حسبته ملحا، وإذا قرعت بهذا الحجر الحديد المسقّى خرجت النار بسهولة، وذلك مقدحة غلمان الملوك.
وقيل: إن البلور الأغبر إذا علق على من به وجع الضرس سكن.
بورق
«1»
أجزاء سبخة كالملح «2» ، إلا أن البورق أقوى. وأنواعه كثيرة كالنطرون وهو الأرمني «3» ، وبورق الصاغة، وهو شبيه بالنورة، والتّنكار.
قالوا: إنه يجلب من بلاد الهند، من الأرض التي يحرق فيها الموتى، وهذا عزيز كثير الفائدة، وبورق الخبازين، والبورق الراوندي يميل إلى الحمرة، والبورق الكرماني، والبورق المغربي.
قالوا: يحصل من شجر الغرب، ومن خواصه أنه يطلى على الكلف في الحمام ويصبر عليه زمانا فإنه يزيله. وإذا تشبث العلق بحلق إنسان، فيخلط البورق بالخل، ويتغرغر به، يسقط في الحال. وإذا قلب الخل على البورق وترك البيض فيه، فإنه يصلق.
وقال أرسطو: البورق أنواع كثيرة، منها ما يتكون في الماء الجاري، ومنها ما
يتكون من الحجر في معدنه، ومنها أبيض وأحمر وأغبر وألوان كثيرة «1» ، فإذا جعلته في إناء وصببت عليه خلا حامضا غلى غليانا شديدا من غير نار.
والبورق (95) يذيب الأجساد كلها ويليّنها للسبك، ويمنع منها حرق النار ويسرع انحلالها.
وقال غيره: البورق «2» ينفع الجرب والبرص طلاء، وينضج الدماميل، وينفع الصمم، ويضمد به الاستسقاء مع التين، ويجلو البياض العتيق من العين، ويمنع من الحمى التي تنوب بأدوار. [و] إذا مرّخ به البدن قتل الدود بسرعة، والإكثار من أكله يسوّد البدن.
وقال الشيخ الرئيس: إنه يرق الشعر نثرا عليه، وإذا ضمّد به جذب الدم إلى ظاهر البدن، ويحسّن اللون، وينفع من الهزال؛ وكثرة أكله ربما يسوّد اللون، وينفع من الحزاز «3» .
وقال ابن البيطار «4» : البورق جامد مجتمع، وهو الذي يستعمله الناس في كل يوم ليغسلوا به أبدانهم في الحمام لأنه له قوة تجلو، فهذه بها يغسل الوسخ ويشفى الحكة لأنه يحلل الرطوبات الصديدية التي تحدث عنها تلك الحكة.
والبورق الإفريقي «5» متى لم يضطرنا إليه أمر شديد لا يعطاه الإنسان يزدرده، لأنه يغثي ويهيج القيء. وقد يستعمله قوم في مداواة من أكل فطرا فخنقه. والبورق المحرّق وغير المحرق يستعمله أيضا في مداواة هذا الاختناق.
والنطرون وإن كان من جنس البورق فله أفاعيل غير أفاعيل البورق «1» .
قال «2» : ومن البورق صنف يقال له النطرون يؤتى به من الواحات، وهو ضربان أحمر وأبيض. وقوة النطرون وقوة الدواء الذي يقال له أقرويطون «3» شبيهان بقوة الملح، إلا أن النطرون يفضل عليه بأن يسكن المغس إذا سحق مع الكمون وشرب مع أدرمالي، أو ببعض الأدوية التي تحلل الرياح، مثل طبيخ الزوفا أو السذّاب أو الشبث، وقد يخلط ببعض الأدهان ويتمسح به لبعض الحميات الآخذة بأدوار قبل وقت أخذها، ويكون بالقرب من النار، ويخلط في بعض المراهم المحللة والجاذبة والمتخذة للجرب المتقرح والحكة والبرص. وإذا خلط بالماء والخمر (96) وقطر في الأذن أبرأها من أوجاعها، ومن شدة الريح العارض فيها، ومن الدوي «4» والرطوبة السائلة منها. وإن خلط بالخل وقطّر فيها نقى وسخها. وإذا خلط بشحم الحمار مع الخل أو شحم الخنزير أبرأ من عضة الكلب. وإذا خلط بصمغ البطم فتح أفواه الدماميل. ويضمد به مع التين من به استسقاء. وإذا اكتحل به مع العسل أحدّ البصر، وإذا شرب بالخل مع الماء نفع من مضرة الفطر القتال. وإذا شرب مع الماء نفع من مضرة [الضرب من] الذراريح «5» . وإذا شرب مع الأنجدان «6» نفع من مضرة دم الثور «7» . ويعمل منه ضماد نافع للهزال، ويخلط بقيروطي، ويضمد به، ينفع الفالج الذي يميل الرقبة إلى خلف في انحطاط العلة
والتواء العصب. ويخلط بالعجين ويخبز لمن عرض له استرخاء في لسانه.
والنطرون نافع لأرحام النساء اللواتي في أرحامهن رطوبات ينشفها ويقويها إذا استرخت [أعضاؤها] .
والبورق إذا سحق وذرّ على الشعر الغليظ أرقّه. وهو نافع أصحاب البلغم.
والبورق يقع في بعض الحبوب المسهلة والمعجونات والحقن، ومقدار ما يلقى منه في الحقن ليسهل الطبيعة وزن درهمين. وإذا طلي الجسد من خارج بالبورق الأرمني مع دهن البابونج عرّق البدن. وإذا سحق مع خل خمر وتغرغر به أسقط العلق المتعلق في الحلق، وإذا تضمد به جذب الدم إلى ظاهر البدن، فيحسن؛ لكنه ربما سود كثرة أكله اللون، وينفع من الحزاز في الرأس غسلا به، ويشرب مع بعض الأدوية القاتلة للدود فيخرجها. «1» وكذلك إذا مسح به البطن والسرة، ويجلس بقرب النار فيقتلها، فبهذا ومثله يفوق الملح.
وهو رديء للمعدة مفسد لها، ورغوته مع العسل ينقي ويفتح، وينفع من الصمم في الأذن قطورا. وإذا سحق منه درهمان بثلاثة دراهم دهن زنبق، ويدلك به الذكر، وتلطخ به (97) المذاكير، فإنه أقوى ما يهيج به الإنعاظ. وإذا أنعم سحقه وأذيف بعسل وطلي به القضيب والشّرج والعانة أنعظ إنعاظا مضجرا.
وإذا أخذ منه نصف أوقية وحل في نصف رطل ماء على نار هادئة، وخلط معها إذا انحلت أربع أواقي زيت عذب، واستعمل شربا في علة القولنج الحادث للسبّاكين في معادن الفضة [ينفعهم] ، «2» مجرب.