الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أرسطو «1» : إن الياقوت حجر صلب، شديد اليبس، رزين «2» صاف، شفّاف، مختلف الألوان؛ وأصل ذلك كله ماء عذب صاف وقف في معادنها بين الحجارة الصلدة زمانا طويلا، فغلظ وصفا وثقل، وأنضجته حرارة المعدن بطول وقوفه، فيصير صلبا لا تذيبه النار لقلة دهنيته، ولا يتفتت لغلظ رطوبته، بل يزداد لونه حسنا وصفاء، ولا تعمل فيه المبارد لصلابته ويبسه، إلّا الماس والسّنباذج. ومعدنه بالبلاد الجنوبية عند خط الاستواء.
وزعموا أن من تختّم به، ووقع في بلده طاعون ووباء، لم يتعلق به، وسلم منه، ونبل في أعين الناس، وسهلت عليه أمور المعاش.
وقيل إنه يمنع الماء من الجمود. [و] من ترك تحت لسانه حجرا من الياقوت الأرزق أمن من العطش في شدة هيجان الحر الشديد، خاصية فيه، لتبريده الكبد.
يشب
«3»
ويقال يشف. قال ديسقوريدوس في الخامسة: أناسيس «4» زعم أنه جنس من الزبرجد، ومنه ما لونه شبيه بلون الزبرجد، ومنه ما [يكون] لونه شبيه بلون الدخان، كأنه شيء مدخّن. ومنه ما فيه عروق بيض صقيلة؛ ويقال له
أسطروس «1» ومعناه الكوكبي. ومنه ما يقال له طرمينون، ومعناه الشبيه في لونه بالحبة الخضراء.
قال: وقد يظن أن هذه الأصناف كلها تصلح أن تعلّق على الرّقبة أو على العضد للتعويذ، أو على الفخذ لعسر (202) الولادة.
وقال جالينوس في التاسعة: وقد شهد قوم بأن في الحجارة خاصيّات مثل هذه الخواص التي في حجر اليشب الأخضر، لأنه ينفع المريء وفم المعدة إذا علق في الرقبة. وقوم ينقشون عليه ذلك النقش الذي له شعاع على ما وصف تاجاسيوس «2» . وقد امتحنت أنا هذا الحجر واختبرته بالتجربة اختبارا شافيا «3» ، وذلك أني (اتخذت مخنقة «4» من حجيرات حالها هذه الحال، وعلقتها في العنق)«5» ، وجعلت طولها طولا معتدلا، لا يبلغ إلى فم المعدة، فوجدته ينفع نفعا ليس بدون ما ينفع إذا كان منقوشا عليه. تاجاسيوس.
وقال الغافقي: زعم قوم أن حجر اليشب هذا هو الدّهنج.
وزعم قوم: أنه ياقوت حبشي ملوّن، ويسمونه أبو قلمون، وقوم يصحفونه فيقولون حجر البسذ «6» وهو خطأ.
وقال أرسطو «7» : هو حجر أبيض مشهور، قيل إنه شفاء لأمراض المعدة، وهو