الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زاجات
«1»
يتولد جميع أصناف الزاجات من أجزاء أرضية محرقة، ومن أجزاء مائية، إذا خلط بعضها ببعض اختلاطا شديدا، وبسبب الحرارة الزائدة (125) التي توجد في دخانيتها، إذا اختلطت بالأجزاء المائية، تحدث فيها دهنية، فتصير قابلة للذوبان، ولهذه يوجد في الزجاج ملحية كبريتية وحجرية، فمن حيث وجد في الأجزاء المائية والأجزاء الأرضية المحترقة وجد فيها ملحية؛ من حيث إن الحرارة أنضجتها، حتى حدثت فيها دهنية، وجدت فيها كبريتية؛ ومن حيث إن الماء والتراب انعقد بحرارة الشمس وجد فيها حجرية.
وأما اختلاف ألوان الزاجات بحسب اختلاف المعادن، فما كان في معدنه قوة الحديد أغلب والحمرة والصفرة غلبتا عليه، وإن كان في معدنه قوة النحاس فالغالب عليه الخضرة. ومنهم من قال: تتولد الزاجات من الزئبق الميت، والكبريت الأخضر، وألوانها الأحمر والأصفر والأسود والأبيض. أما الأبيض فيسمى السوري «2» وهو أعز الأنواع، يجلب من نواحي قبرس، والأخضر يسمى القلقطار «3» والقلقند «4» ، وهو حلو الطعم، والأصفر زاج الحبر، وهو إذا كسر وسطه كالصمغ «5» ، وهذا أجود الأنواع، وزاج الصباغين والأساكفة، والذي تظهر فيه عيون. وأحسن الأنواع الأبيض الشب الذي يجلب من بلاد جيلان»
وطبرستان وأرض اليمن.
قال: وخاصية الزاج أن ينفع من السّعفة والجرب «1» والناصور والرعاف وتآكل اللسان، وإذا بخّر بالزاج هرب من رائحته الذباب والفأر «2» .
وقال ابن البيطار، وأطال في وصف أصنافه ومعادنه، وقال «3» : أما السوري «4» وهو الزاج الأحمر زهم الريح يغثي ويقيئ. قال: وأما القلقديس والقلقيت ففيه قبض شديد، يخالطه حرارة ليست باليسيرة، وهذا يدل على أنه يجفف اللحم الزائد الرطب أكثر من سائر الأدوية الأخرى، فيفني رطوبة هذا اللحم بحرارته، ويجمع جوهره بقبضه، ويخرج شيئا من ذلك اللحم، ويشد ويصلب جميع الجوهر (126) اللحمي، ويجمعه إلى نفسه. والقلقطار فيه قبض وحدّة، ويبلغ من شدة حرارته أنه يحرق اللحم، ويحدث فيه قشرة محرقة. وإذا أحرق هذا الدواء فتلذيعه يكون أقل، ونقص تجفيفه أيضا نقصا ليس باليسير إذا أحرق، وكذلك القلقطار المحرق، أفضل وأجود مما لم يحرق.
والزاج الأخضر والقلقطار يذوّبان اللحم، وينحلان كلاهما إذا طبخا بالنار.
والزاج الأحمر لا يذوب ولا ينحل. وأما المليطرنا «5» وهو صنف من الزاج يجمد فوق المعادن، فهو يقبض قبضا شديدا مع أنه يلطف أكثر من جميع الأدوية القابضة، ويبرئ وجع الأسنان والأضراس والأسنان المتحركة. وإذا احتقن به مع الخمر نفع من عرق النسا، ويخلط بالماء، ويلطخ به البثور «6» اللبنية «7» ، فيذهب
به. ويدخل في الأدوية المسوّدة للشعر.
والقلقنت «1» يقلع الآثار، وإذا ابتلع منه مقدار درهمين أو لعق بعسل قتل الدود الذي يقال له حب القرع، ويشرب بالماء فيحرك القيء. ويبلغ من مضرة الفطر القتال. وإذا أذيف وشرّب به صوفة وعصر وقطر في الأنف نقّى الرأس.
والقلقطار له قوة قابضة محرقة، ينقّي العيون والمآقي، وقد يصلح للحمرة والنملة. وإذا خلط بالكرّاث قطع نزف الدم من الرحم، وقطع الرعاف. وإذا استعمل يابسا نفع من أورام اللثة والقروح الخبيثة فيها، ومن ورم النّغانغ «2» . وإذا أحرق وسحق واكتحل به مع العسل نفع من غلظ الجفون وخشونتها. وإذا عملت منه فتيلة وأدخلت في النواصير «3» قلعتها.
والزاج المصري [فإنه]«4» في كلّما استعمل أقوى من القبرصي، ما خلا أمراض العين، فإنه في علاجها أضعف من القبرسي «5» بكثير. وخاصة القلقطار الأخضر إذا أخذ مع السّورنجان «6» ، ووضع تحت اللسان، نفع من الضفدع.
والقيروطي المتخذ منه، وخصوصا الأحمر، ينفع من الآكلة في الفم والأنف وقروحهما. وشربه مجفف (127) لديه، وربما قتل، ويقطع الدم المنبعث من ظاهر البدن، كما هو محرق وهو أقوى فيه. ويجب أن لا يكثر منه متى كانت