الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأنثى أشد تبريدا أو تسكينا من محك الذكر. وقد يحك على المسن ويحجر به العينان عند الورم الكائن في الأرماد الحارة. ومحكه ينفع من وجع البطن الهائج من قبل مغس، أو من قبل شرب المسهل. وإذا لعق محكه من أضرّ به شرب النبيذ الصّرف أذهب ذلك عنه. وقيل إنه هذا هو حجر الصرف المقدم ذكره والله أعلم.
خصية إبليس
قال أرسطو «1» : هو حجر يوجد بأرض الصين من صحبه لا يدور اللص حوله، ولا حول متاع فيه ذلك الحجر، ويزيد حامله وقارا في أعين الناس.
خوساي
«2»
هو خبث الحديد وقد تقدم.
خوص
«3»
قال أرسطو: هو حجر أصفر اللون، مشرّب ببياض وخضرة، وهو خفيف لين المجس. معدنه ناحية المغرب، وخاصته أنه ينفع من لسع الهوام وجميع ذوات السموم بإذن الله تعالى.
درّ
قال البحر الخضم أرسطو «4» : أن البحر المسمى أوقيانوس هو البحر المحيط بالدنيا، ويتصل به البحر المسلوك، يضرب في أوقات فصل الربيع من هبوب
الرياح فيهيج هيجانا شديدا، فيطلبه أرسطوروس وهو الصدف في هذا الوقت، ولا يطلب أرسطوروس أوقيانوس إلا في ريح عطوس، وهي التي تلقح البحر، فإذا أصفقته ريح عطوس ارتفع الصدف من قعر البحر الذي يسلكه الناس، وهيجت الريح أمواج أوقيانوس، فيقع في البحر المسلوك منه رشاشات فيلقمه الصدف كما يلقم الرحم النّطفة، ثم يرجع الصدف إلى أسفل البحر فتتركب تلك النطفة من الماء واللحم في جوف الصدف؛ فربما وقع في فمها قطعة كبيرة فينعقد درّة كبيرة، وربما وقع صغيرة فينعقد أجزاء صغارا، كما ترى في أكثر الأصداف. ثم أن الصدفة إذا وقعت في فمها القطرة خرجت من قعر الماء إلى ظاهره عند هبوب الشمال وطلوع الشمس وغروبها، (120) ولا يخرج في وسط النهار فإن شدة الحر ووهج البحار يفسد الدر. وإذا خرجت الصدفة انفتح ماؤها ليقع الريح الشمال على الدر، فينعقد من أثر الشمال وحرارة الشمس كما ينعقد الجنين في الرحم من حرارتها.
ثم إن جوف الصدف إن خلا من الماء المر يكون الدر في غاية الصفاء والجلاء وحسن الهيئة. وإن خالط جوف الصدف شيء من الماء المر فإن الدر يكون أصفر اللون، أو كدرا غير مهندم، وكذلك إن استقبل الصدف الهواء في غير هذين الوقتين كانت الدّرّة كدرة. وإذا كان فيها دودة أو كانت مجوفة غير مصمتة كان سببها استقبال الصدف للهواء الرديء، وهو الليل وأنصاف النهار.
ثم إن الصدف إذا تجسد الدر في جوفها تجسدا مستويا، هبط إلى قعر البحر حتى يرسخ فيه ويتشعب منه العروق فيه، ويصير نباتا بعد أن كان حيوانا ذا نفس، بفعل الله خالقها وخالق كل شيء. فإن تركت مدة طويلة تغيرت وفسدت مثل الثمر في الشجرة إذا لم يقطف وقت بلوغها فإنها يذهب «1» حسن لونها، وطيب طعمها.
وقال غيره: إن في بحر أوقيانوس ماء لزجا شبيها بالزئبق، فالقطرة التي يتولد منها الدر من رشاشات ذلك الماء، فإذا تمّ الدر في جوف ذلك الصدف ينتقل إلى موضع آخر وينبت في ذلك الموضع، فإذا انتقل الصدف من موضعه إلى موضع آخر من البحرين يهنئ الناس بعضهم بعضا بوصول الصدف.
والغواص إذا نزل لإخراجه يقلعه من الأرض، فما أخرج لوقته يبقى طريا صقيلا، وما أخرج قبل وقته أو بعده لا يبقى على لونه بل يتغير.
قال في كتاب الأحجار «1» : الدر طبعه الاعتدال في الحر والبرد واليبوسة والرطوبة؛ ويجب أن تختار منه ما كان زيتونا ليست فيه خشونة ولا تضريس، متناسب الأجزاء، مشرق اللون جدا.
وأصناف هذا الحجر ثلاثة، وهو نوع واحد، وذلك در وجوهر (121) ولؤلؤ.
ولهذا الحجر أشباه قلائل تقارب لونه وجسمه ولا تبلغ مبلغه. والفرق بينه وبين أشباهه بالنظر إليه وشديدة البياض «2» مع درّية المخبر.
وحجر الدر يؤتى به من بلاد بحر الظلم، من أقصى بلاد العراق والهند. ومنه يمني، وهو أخف وزنا ولونا «3» من العراقي، وأطفأ نورا، وأجرس جسما «4» .
قال أرسطو «5» : من خاصة الدر أنه ينفع لدفع الخفقان والخوف والفزع اللذين يعرضان من المرة السوداء، ويصفي دم القلب، وإنما تخلطه الأطباء بالأدوية لهذا المعنى، ويستعملونه في الأكحال ليشد أعصاب العين. ومن وقف
على جعل الدر واللآلئ ماء رجرجا فإنه إذا طلي به البياض الذي يكون في الجسد كالبرص أذهبه بأول مرة.
وقال في خواص الأحجار «1» : من حكّه وطلى به موضع البرص والبياض في البدن أزاله ليومه وأذهبه بإذن الله تعالى. وإن سحق منه شيئا لم يمسه الحديد مع شراب الحماض نفع من خفقان القلب وضعفه، ورجفان الفؤاد، والفزع الذي يعرض من استيلاء المرة السوداء. وإذا جعل في الأكحال من المذكور أيضا نفع من البخار العارض، وقوى منظرها، وقوى أعضاءها من الاسترخاء. ومن تسعط من مائه بعد حله، أذهب بالصداع الذي يكون من قبل العين. وأيضا فإن الإكثار من شربه يصفي دم القلب.
وقال ابن البيطار: ينفع ظلمة العين وبياضها ووسخها، ويدخل في الأدوية التي تحبس الدم، ويجلو الأسنان، وخاصة النفع من خفقان القلب والخوف والفزع الذي يكون من السوداء، ويجفف رطوبة العين. ومن حل الدر حتى يصير ماء رجرجا، وطلى به بياض البرص، أذهبه في أول طلية يطليه به. ومن كان به صداع قبل انتشار أعصاب العين، وسعط بذلك الماء، أذهب عنه ما به وشفاه في أول سعطة.
وحلّه بأن يسحق ويلث بماء حماض الأترج، ويجعل في إناء حتى يغمره، (122) ويعلق في دن فيه خل، ويدفن الدن في زبل رطب أربعة عشر يوما، فإنه ينحل؛ وإمساكه في الفم يقوي القلب عموما.