الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقيق
«1»
قال أرسطاطاليس «2» : العقيق أجناس كثيرة، ومعادنه كثيرة، وأجوده ما يجلب من اليمن وسواحل بحر رومية (160) ، (وقد يوجد على ساحل البحر بالأردن)«3» ، وأحسنه ما اشتدت حمرته وأشرق لونه.
وفي العقيق جنس أقلها إشراقا وحسنا كلون الماء المتحلّب من اللحم إذا ألقى عليها الملح، وفيه خطوط بيض خفيفة، فمن تختّم به سكّن روعه عند الخصام، وانقطع عنه خروج الدم من أي موضع كان، وخاصة في النساء [اللواتي يدمنّ الطمث]«4» . ومن دلك أسنانه بنحاتته أذهب الصدأ والحفر عنها، وبيّضها، ومنع الأسنان أن يخرج من أصولها الدم.
وقال غيره: محرّقه يمسك الأسنان المتحركة ويثبتها «5» ، ويقوي العين والقلب وينفع من الخفقان.
وقال في كتاب الأحجار «1» : إن الحجر- أعني العقيق- طبعه حار رطب، مائل إلى [لون] الدم، والمختار منه ما كان أحمر شديد الحمرة، أو أصفر معرق بحمرة لون غسالة اللحم، شرق اللون، ليس فيه كدورة ولا نكتة، صقل الوجه.
وأصنافه ثلاثة وهو نوع واحد، أحمر وأصفر وأسود. ولهذا الحجر أشباه كثيرة تقارب لونه وجسمه، ولكن ليس تبلغ مبلغه، والفرق بينه وبين أشباهه أن هذا الحجر في جسده شعرة ملتفة كشعرة العود، وإن دخل إلى النار خرج أبيض، ومتى نثر على الجراح التي تنزف الدم قطعه، ويزداد في النار حسنا حتى يبيض.
وإن ألقي إلى الوزن كان خفيف الوزن، وسائر الأحجار ليست كذلك، ولا تفعل كذلك.
ويؤتى بهذا الحجر من بلاد رومية واليمن وحضرموت. وخاصيته أن لابسه تسكن حدة غضبه منه، ويكون سليم الصدر، غير حنق ولا غضوب عند الخصام، هادئ الروع.
أما الذي منه على غسالة اللحم، وفيه خطوط بيض خفيفة «2» فلابسه ينقطع عنه نزف الدم والرعاف وسيل الجراح، وأي امرأة لبسته انقطع طمثها. ومن دلك أسنانه بسحالته نفع حفرها، وجلا صداها، ومنع خروج الدم من أصولها. ومن لبس من أصفره حجرا، أكان امرأة أو صبيا أو رجلا، كان محفوظا. ومن سحل منه شيئا وألقاه في دهن زئبق، مع شيء من مسك وشيء من كافور قد سم «3» ، ثم أدهن به، ودخل على سلطان، كان له قبول بليغ، ولا يراه أحد إلا أحبه الحب الشديد وهابه.