الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مطبوخا رطبا. وينبغي أن تجمع الأصول أيام الحصاد وتغسل وتقطّع وتشك في خيوط كتان وتجفّف في الظّل. وأصل اللّوف رطبا يغلى في دهن نوى المشمش حتى يحترق وتطلى به البواسير الظاهرة [ف] يقلعها ويحمل في صوفه أيضا للباطنة. وقد يقطّع صغارا وينقع في شراب يوما وليلة ثم يمسك ما أمكن في الدّبر فإنه نافع من البواسير، وهو عجيب في ذلك إلّا أنه صعب. وإذا بخّرت البواسير بأصل اللّوف جفّفها.
ولأصل اللوف في النفع من داء الشّوكة «1» فعل عجيب إذا طلي به مع دهن بنفسج مسخّن. وإذا سحق مع الدهن وطليت به أطراف المجذوم أوقف التآكل، وإن أديم الطلاء عليها أبرأها، وإذا سقي مع الدهن العتيق شفى من الدماميل.
لينابوطس
«2»
نبات ذو أصناف، ومعناه الكندريات لأجل رائحة الكندر «3» الموجودة فيها، فاشتق هذا الاسم من لينانو الذي هو الكندر.
وزعم ابن جلجل «4» : أنه الإكليل الجبلي المعروف عند أهل الأندلس باكليل النّفساء، وهذا غلط محض، وتابعه جماعة ممن أتى بعده، مثل الشريف
الإدريسي، فإنه لما ذكر الإكليل الجبلي في مفرداته تكلم فيه على أنواع اللينايوطس على أنها الإكليل، وهذا تخبيط وعدم تحقيق في النقل.
واللينابوطس بأنواع جميعه هو من أنواع الكلوخ «1» .
قال ديسقوريدوس في الثالثة:
لينابوطس هو ذو أصناف منه صنف له ثمر يقال له فجرو «2» ويسمى زاه «3» ، وله ورق يشبه ماراثون إلّا أنه أعرض منه وأغلظ، منبسط على الأرض باستدارة، طيب الرائحة، و [له] ساق طولها نحو ذراع، فيها أغصان كثيرة، وعلى أطرافها أكلّة فيها ثمر كبير أبيض مستدير، وفيه زوايا. حرّيف «4» في طعمه شبيه الراتينج، وإذا مضغ حدّ «5» اللسان، وله عرق أبيض يشبه رائحته رائحته رائحة الكندر. ومنه صنف آخر بزره عريض أسود طيب الرائحة، وليس له حذو، وله عرق ظاهره أسود وباطنه أبيض. ومنه صنف لا ينبت له ساق ولا زهر ولا بزر.
وينبت اللينانوطس في مواضع صخرية وأماكن وعرة، (أما في بلاد المغرب فأكثر ما يكون بالسواحل، ويسمى عندهم الزبطور الساحلي الشعراوي)«1» .
قال ابن البيطار: عصارة حشيشه وأصوله (15) إذا خلط كل منهما بالعسل يشفي من ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة الغليظة.
وأما الذي يطبخ فيه النوع الذي يتخذ منه الإكليل، فإنه إذا شرب أصحاب اليرقان منه نفعهم، وإذا تضمّد به مدقوقا قطع سيلان الدم من البواسير، وسكن الورم الحار في المقعدة والبواسير الناتئة، وأنضج الخنازير والأورام العسرة النضج.
وأصوله (إذا استعملت يابسة)«2» مع العسل فينقي القروح ويشرب بالخمر فيبرىء المغص، ويوافق نهش الهوام ويدرّ البول والطمث. وإذا تضمد بها رطبة حلّلت الأورام البلغمية. وماء الأصل منه وغير الأصل إذا خلط بعسل واكتحل به أحدّ البصر، وثمره إذا شرب فعل ذلك، وإذا شرب بالفلفل والشراب نفع من الصرع وأوجاع الصدر المزمنة واليرقان، وإذا تمسّح به مع الزيت أدّر العرق، وإذا دقّ وخلط بدقيق الشّيلم «3» والخل وتضمد به وافق شدخ العضل وأطرافها، ويخلط بخل ثقيف «4» فينقي البهق.
وينبغي أن لا يستعمل للدّبيلات «5» بزر اللينابوطس المسمى فجرو، ولكن بزر الآخر، لأن الفجرو حرّيف يخشّن الحلق، وإذا خلط الفجرو بأشياء يغسل بها الرأس ويذر عليه ويترك ثلاثة أيام ويغسل بعد ذلك، فيوافق بعد ذلك العيون