الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثل ذلك.
طين قيموليا
«1»
قال ديسقوريدوس: هو نوعان أحدهما أبيض والآخر فيه فرفيرية، وهو دسم، وإذا لمس كان بارد المجسة، وهو أجود النوعين.
وقال جالينوس: قوته مركبة، لأن فيه بردا وتحليلا، ولذلك إذا غسل خرج عنه [هذا] الجزء من التحليل «2» وإلّا فعل بالقوتين كلتيهما. وإذا خلط بخل وطلي على [موضع] حرق النار نفع من ساعته، وإن كان الخل ثقيفا «3» جدا فيخلط معه ما يعتدل حمضه. وكذلك كل طين خفيف الوزن، يعني نافع لحرق النار، ومانع من أن يحدث فيه نفاخات.
وقال ديسقوريدوس: وإذا ذيف كلا النوعين بخل، ولطخ به الأورام العارضة في أصول الأذنين وسائر الجراحات حللها؛ وقد يحلل كل واحد منهما الأورام الجاسية العارضة في الأنثيين وجميع أعضاء البدن والحمرة. وبالجملة ما كان من هذا الطين خالصا فإنه كثير المنافع.
وقال (155) ابن حسان «4» : أهل البصرة يسمون طين قيموليا الطين الحر، وأصنافه كثيرة، ومنه الأرمني، ومنه سجلماسي «5» ، وأندلسي، والأرمني، لم نره بعد، وهو أجوده كله، وبعده السجلماسي، وهو أفضل في العلاج من
الأندلسي، وهو أبيض شديد البياض، صلب الجرم، مكتنز الأجزاء، لا ينكسر بسرعة، ولا ينحل بالماء إلا بعد برهة، غير أنه إذا انحل ففيه من اللزوجة أكثر مما في غيره. والأندلسي صنفان: أبيض وأسود، والأبيض الشديد البياض هو المستعمل في العلاج، والأسود رديء لا يتصرّف في شيء [منه] .
وقال محمد بن عبدون «1» : الطين الحر هو الطين العلك الخالص من الرمل والحجارة.
وقال علي بن محمد: الطين الحر هو الخالص من الرمل، وربما خص بهذا الاسم طين سيراف «2» لنقائه وتداخل أجزائه، وهو طين عفص «3» شديد الرطوبة، لونه أخضر شنع الخضرة أكثر من الطفل، قريب من خضرة الزنجار، وإذا دخّن بقشور اللوز ليؤكل، احمرّ لونه، وطاب طعمه، وقل ما يؤكل غير مدّخن.
وقال علي بن رزين «4» : الطين الحر بارد يابس في اعتدال جيد لجميع أنواع الحرارة إذا نقع ووضع على موضعها.
وقال في كتاب الجوهرة: الطين الحر يطلى بالخل على لسعة الزنابير فيسكّنه.
وقال ابن سمجون: قال بعض الأطباء: وبدل طين قيموليا، إذا عدم، وزنه من طين مصر.
قال ديسقوريدوس: ومن أصنافه صنف يقال له سليس عمى «1» ، وهو باليونانية الطين الحامي «2» ، ويشبه لون الطين المسمى أرطيوناس «3» ، وهو عظيم المدر، بارد المجس؛ وإذا لزق باللسان تعلق به. وهو مثل العسل، وقوته كقوة قيموليا، لكنه أضعف منه قليلا. ومن الناس من يدلس به الطين المسمى أرطوناس «4» .
وقال جالينوس: قوته كقوة القيموليا، ولونه بعيد من لونه، لأنه أسود مثل الطين الكرمي، وله (156) من اللزوجة مثلما لطين شاموس أو أكثر.
قال ديسقوريدوس: والطين الذي في حيطان الأتانين، الذي قد اشتد واحمر، قوته مثل قوة خزف التنور.
ومنه صنف يقال له مليلياعي، ولونه شبيه بالرماد، وفيه خشونة، وإذا فرك بالأصابع يسمع له صرير مثلما يعرض من القيشور إذا فرك. وقوته تشبه قوة الشّب، لكنه أضعف؛ ويستدل على ذلك من مذاقه، وقد يجفف اللسان قليلا.
وهو ينقي وسخ البشرة، ويجلو ظاهر البدن، ويحسن اللون، ويبرق الشعر، ويقلع البهق والجرب المتقرح. ويستعمله المصورون في الأصباغ ليطول مكثها في الصور، ولا يندرس سريعا. وينبغي أن يختار من جميع أصناف الطين ما ليس فيه حجارة، وكان قريب العهد بالمعدن الذي خرج منه، وكان لينا سريع التفتت والانمياع، وإذا خلط بشيء من الرطوبات انماع.
قال جالينوس: وأما الطين المجلوب من إقريطش، فيشبه أنواع الطين، لكنه