الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ينبوت
«1»
هو عند أهل الشام المعروف بخرنوب المعزى. قال أبو حنيفة «2» : هو ضربان أحدهما هذا، وهو الشّوك القصار الذي يسمى الخرنوب النّبطي، له ثمر [ة مدورة] كأنه تفاحة فيها حب أحمر، وهو عاقل للبطن، يتداوى به. والضرب الثاني شجرة عظيمة تكون مثل شجرة التفاح. ورقها أصغر من ورق التفاح، ولها ثمرة أصغر من الزّعرور، سوداء شديدة السواد، شديدة الحلاوة، ولها عجمة توضع في الموازين وهي تشبه الينبوتة في كل شيء إلّا أنها أصغر ثمرة، وهي عالية كبيرة، والأولى تنفرش على الأرض، ولها شوك. وقد يستوقد به الناس إذا لم يجدوا غيره.
وقال في موضع آخر: هو الخرنوب النبطي، وهو هذا الشوك الذي يستوقد به، يرتفع قدر الذراع، ذو (38) أفنان وحمل أحمر خفيف كأنه تفاح يشبع ولا يؤكل إلّا في المجهدة ويسمى الفس، وفيه حب صلب زلال مثل حب الخرنوب الشامي إلّا أنها أصغر منه.
وقال الرازي: الينبوت بارد يابس يمنع الخلفة إذا شرب ماؤه. وقال عيسى ابن
ماسة «1» : الخرنوب النبطي ينبغي أن يؤكل منه ويفرط إذا أفرط الطّمث. وقيل إن قشره يفتّت الأسنان العفنة، وينفع من وجعها ويقلعها بلا حديد «2» .
قال ابن البيطار: قد كثر اختلاف الأطباء والعشّابين في الينبوت، فمنهم من زعم أنه شوك القتاد وليس ذلك بصحيح، لأن شوك القتاد هي شجرة الكثيراء.
وقال الرازي في الحاوي «3» : إن الينبوت هو شجرة الحاج «4» ولم يصب في ذلك، لأن شجرة الحاج «5» هو العاقول. وقال الرازي في الكافي «6» : إن الينبوت هو العوسج، وقال في موضع آخر: قيل إنه القوشيرا «7» وهو الطّباق بالعربية، ومن أجل ذلك ما نسوا ما قاله ديسقوريدوس وجالينوس في الدواء المسمى قوشيرا وهو الطّباق للينبوت، وهذا كله غلط عظيم، والصحيح فيه ما قاله أبو حنيفة في الينبوت، ولا يلتفت إلى قول غيره فيه.
(وأما الشرقي فمنه أبو فانس «1» وهو الغاسول الرومي. قال ابن البيطار: شاهدت نباته ونبات الدواء الذي يذكر بعده ببلاد أنطاليا، ورأيت أهل تلك البلاد يغسلون بأصولها الثياب، كما يفعل أهل الشام بأصول العرطنيثا.
قال ديسقوريدوس في الرابعة «2» : ومن الناس من يسميه أبو فانس «3» وهو شيء تقصر به الثياب، وهو نبات ينبت على ساحل البحر ومواضع رطبة «4» ، و [هو] هش، ويستعمل في وقود النار؛ وهو نبات مخصّب وله ورق صغار شبيه بورق الزيتون والبن، وفيها بين الورق شوك يابس لونه إلى البياض مر «5» ، يفرق بعضه عن بعض، وزهر شبيه بزهر قسوس «6» كأنه عناقيد يتراكم بعضه على (39) بعض إلا أنه أصغر، وهو ليّن، وفي لونه شيء من الحمرة مع البياض، وأصل غليظ مملوء دمعة «7» مر «8» الطعم، وتستخرج دمعته مثلما تستخرج دمعة نامسيا «9» ، وقد تخزن الدمعة وحدها، وتخزن أيضا مخلوطة بدقيق الكرسنة.
وتخزن «10» والدمعة وحدها إذا أخذ منها مقدار أوثولوس أسهلت البطن مرارا وبلغما ورطوبة مائية.
وأما المخلوطة بالكرسنة فإنه يؤخذ منه مقدار أربع أوثولوسات بالشراب المسمى ماء لقراطن، وقد يؤخذ أيضا من هذا النبات كما هو بأصله فيجفّف ويدق ويعطى منه مدقوقا مع نصف قوطولي «1» من الشراب المسمى مالقراطن، وقد يستخرج أيضا عصارته من أصل هذا النبات مثلما يستخرج من نافسيا، ويعطي منه للإسهال مقدار درخمي.
وأما أبو قسطس «2» فإنه نبات ينبت في الأماكن التي ينبت فيها أبوفايس «3» ، وهو صنف أيضا من الشوك الذي تقصر به الثياب، وهو نبات لاط مع الأرض «4» ، [له] رؤوس رخوة ورؤوس صغار فقط، وليس له زهر ولا ساق، وله أصل غليظ ليّن. فخذ ورق هذا النبات ورؤوسه وأصله، واستخرج عصارتها، ثم جفّفها وأعط منها مقدار ثلاث أوثولوسات مع الشراب الذي يقال له مالقراطن من أردت «5» أن تسهّل بدنه رطوبة مائية وبلغمية؛ والإسهال بها يوافق خاصة من كان به عسر النفس الذي يحتاج معه الانتصاب والصرع وأوجاع الأعصاب) «6» .