الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن البيطار «1» : خاصيته عجيبة لطرد العقارب حتى لا يكاد يرى عقرب واحدة في الموضع الذي يكون فيه. قال: وقد أخذنا من ورقها فطرحناه في طشت «2» ، وأخذنا ثلاث عقارب فألقيناها «3» على الورق (47) فنفرت نفورا عظيما، وجعل بعضهن ينهش بعضا ثم كففن عن الحركة ودبّين. وقد يدخلها الأطباء في الضمادات المسخّنة، وإذا أكثر شمّها وجد منها رائحة الدّخان. وهي تؤكل وتسخّن البدن شديدا إذا أكثر منها، وتسخن الكبد والطحال.
وخشيزق
«4»
قال الغافقي: قيل إنه نبات يشبه الأفسنتين الرومي «5» ، أصفر اللون، سهك «6» الرائحة، يؤتى به من (جزائر)«7» خراسان، ويعرف بالحشيشة
الخراسانية. أجودها ما كانت خضراء وطعمها مر ورائحتها ساطعة. وهي حارة يابسة، تخرج الدود وحب القرع بحرارتها. وقال غيره: هو شيح خراسان، وبدله- إذا عدم- شيح أرمني. والشربة منه مثقال.
وأما الغربي فمنه أآطريلال «1» هذا اسم بربري وتأويله رجل الطير، ويعرف في الديار المصرية برجل الغراب، وبعضهم يعرفه بحرز الشيطان أيضا. وهو نبات يشبه الشّبت في ساقه وحمّته وأصله، غير أن حمّة الشّبت زهرها أصفر وهذا النبت زهره أبيض، ويعقد حبّا على هيئة ما صغر من حب المقدونس، أو كبزر النبات الذي يعرف بمصر أيضا بالأخلّة، غير أنه أطول منه قليلا وفيه حرارة وحرافة ويبس، وعند ذوقه يحلو اللسان. وهو حار يابس في آخر الثالثة، وبزره هو المستعمل منه خاصة في المداواة. ينفع من البهق والوضح «2» نفعا بينا شربا.
وأول ما ظهرت منفعة هذا الدواء (48) واشهرت بالمغرب الأوسط من قبيلة من البربر تعرف ببني وجهان من أعمال بجاية «3» ، وكان الناس يقصدونهم للمداواة، وكانوا يضنّون بها ويخفونها عن الناس ولا يعلمونها إلا خلفا عن سلف، إلى أن أظهر الله سبحانه تبارك وتعالى عليها بعض الناس فعرفها وعرّفها لغيره فانتشر ذكرها، وعرف بين الناس عظيم نفعها.
وهي تستعمل على أنحاء شتى، فمنهم من يسقي منه بمفرده، ومنهم من يخلطه بوزن درهم منه ووزن ربع درهم عاقر قرحا «1» ، يسحق الجميع ويلعق بعسل نحل، ويقعد الشارب له في شمس حارة مكشوف المواضع البرصة «2» للشمس ساعة أو ساعتين حتى يعرق، فإن الطبيعة تدفع الدواء بإذن خالقها- جلّ وتعالى- إلى سطح البدن فيصل إلى المواضع البرصة فينفّطها ويقرحها ولا يصيب لك سائر البدن السليم من ذلك المرض أصلا، فإذا تفقأت تلك النّفّاطات وسال منها ماء أبيض إلى الصفرة قليلا فيترك شربها إلى أن تندمل تلك القروح، ويبدو لك تغير لون البرص الأبيض إلى لون الجلد الطبيعي، وخاصة ما كان من هذا المرض في المواضع اللّحمية، فإنه أقرب إلى المداواة وأسهل انفعالا منه مما يكون في مواضع عرية من اللحم، وقد جرّبته غير ما مرة، فحمدت أثره في هذا المرض، وهو سر عجيب فيه. وقد رأيت تأثيره مختلفا. ففي بعض يسرع انفعاله في أول دفعة من شربة أو شربتين أيضا، وفي بعض أكثر من ذلك، ولا يزال يسقى العليل منه كما قدمنا آنفا، ويقعد في الشمس مرة وثانية وثالثة، إلى أن ينفعل بدنه ويتبين لك صلاحه. وخير أوقات شربه بعد ما يجب تقديمه من استفراغ الخلط الموجب لهذا المرض في أيام الصيف، أو وقت تكون الشمس فيه حارة.
وقال الشريف «1» : بزر الحشيشة المسماة أآطريلال إذا أخذ منه جزء ونصف ومن سلخ الحيّة وورق السذاب جزء جزء، [و] يسحق الجميع ويسف منه خمسة أيام في كل يوم ثلاثة دراهم بشراب عنب ينقّي من البرص، مجرب، لا سيما إذا وقف شاربه في الشمس حتى يعرق.
وإذا سحق بزر هذه الحشيشة ونخل وعجن بعسل منزوع الرّغوة ويستعمل لعوقا وشرب منه كل يوم مثقالان بماء حار خمسة عشر [يوما] متوالية أذهب البرص لا محالة. وإن سحق هذا البزر ونفخ في الأنف أسقط الجنين. قال الزهراوي «2» : بزر هذه الحشيشة ينفع المغس «3» شربا.
قال ابن البيطار «4» : وزعم الشريف أن أآطريلال هذا هو بزر أحد النبات المسمى باليونانية دوقس «5» ، وليس هو كذلك فاعلمه. وقالت جماعة من أهل