الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال سندشهار «1» : جيد للبواسير وللخمار أكلا.
وقال المنصوري: «2» ينبت في الجبال الباردة المفردة ذات الثلوج، وهو جيد للحصبة والجدري والطاعون، وربّه مثل ربّ حماض الأترج.
وقال الشريف: إدمان أكله يبرئ من كثرة الدماميل.
وقال الرازي: ويطفئ الصفراء والدم.
وقال ابن سينا «3» : عصارته يحد البصر كحلا، وهو نافع من الوباء «4» .
سنبل
«5»
هو ثلاثة أنواع، هندي ورومي وجبلي. قال ديسقوريدوس في الأولى:
ناردوس «6» وهو الناردين، وهو جنسان أحدهما يقال له الهندي، والآخر يقال له السوري، لا لأنه يوجد بسوريا «7» بل لأن (44) الجبل الذي وجد فيه ما يلي
سوريا. ومنه ما يلي بلاد الهند، وأجود السوري ما كان حديثا جدا، وافر الجمّة، أشقر طيب الرائحة، وفيه رائحة السّعد. سنبلته صغيرة، يجفف اللسان ويمكث طيب رائحة الفم إذا مضغ طويلا.
وأما الذي يقال له الهندي فمنه ما يسمى غنغيطس «1» باسم نهر يجري إلى جانب الجبل الذي ينبت بالقرب منه، وهو أضعف قوة لرطوبة الأماكن التي ينبت فيها، وهو أطوله وأكثره سنبلا، ويخرج سنبله من أصل واحد، وجمام «2» سنبله وافرة، ويلتف بعضه ببعض، زهم الرائحة. ومنه ما هو داخل الجبل، وهو خير من الذي وصفنا وأطيب رائحة، قصير السنبل، ورائحته شبيهة برائحة السّعد، كما وصفنا في الناردين السوري.
وقد يوجد نبات يسمى ناردين سقاريطيقي باسم الأماكن النابت فيها، كثير السّنبل، أشد بياضا من الذي وصفنا، وربما كان في وسطه ساق رائحته كرائحة البيش، فينبغي أن يرفض هذا النوع. وربما بيع الناردين وقد نقع في الماء، ويستدل على ذلك ببياض السنبل. وقد ينبغي أن ينقّى عند الحاجة إليه إن كان في أصوله شيء من الطين وينخل ويؤخذ ترابه فإنه يصلح لغسل اليد.
قال ابن البيطار: ينفع الكبد وفم المعدة إذا شرب، وإذا وضع من خارج ويدر البول ويشفي اللذع الحادث في المعدة ويجفّف المواد المنصبّة إلى المعدة والأمعاء والمواد المجتمعة في الرأس والصدر. وإذا شرب عقل البطن، وإذا عمل منه فرزجة «1» واحتملتها المرأة، قطعت النزف، وجففت الرطوبات السائلة من القروح. وإذا شرب بماء بارد سكّن الغثيان ونفع من الخفقان والنفخ، ومن اعتلت كبده ومن به يرقان ومن كانت بكلاه علّة. وإذا طبخ بالماء، وتكمد به النساء وهنّ جلوس فيه، أبرأهن من الأورام الحادة العارضة في الأرحام. وهو صالح لسقوط الأشفار لقبضه وإنباته إياها، وقد يدر على الأجساد لكثرة العرق، ويقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة، ويحتاج إليه في أدوية العين؛ وقد يستحق ويعجن بالخمر في إناء جديد ليس بمقيّر، واستعمل في أدوية العين. والسنبل الرومي وهو المنتجوشة «2» إذا شرب بخمر نفع من أورام الطحال وأوجاع المثانة والكلى ونهش الهوام، ويقع في أخلاط المراهم وأشربة ولطوخات حارة. والشراب الذي يتخذ بالسنبل الرومي وهو المنتجوشة وبالسادج «3» فإنه يشرب منه مقدار قراثوس «4» ممزوجا بثلاثة أضعافه، فإنه ينفع من العلل التي تكون في الكلى واليرقان وعلل الكبد وعسر البول وفساد اللون وعلل المعدة.
والسنبل يفتح لسدد الرأس، مذكّي الذهن مقوّ للمعدة والكبد، مسخن لها ولسائر الأعضاء، محسّن للّون ويذهب بعسر النفس، وينفع من الاستسقاء