الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وينفع من اللّقوة ومن الشقيقة. وإذا دق رطبا ويابسا ووضع على الكلف أذهبه، والأصفر منه محلّل مسخّن لكل عضو بارد، ونافع للمزكومين، مصدّع للمحرورين. ويصلح استعمال دهنه في الشتاء، وإذا سحق زهره وشرب ثلاثة أيام من مائه كل يوم مقدار أوقية قطع نزف الأرحام، مجرّب. وإذا سحق يابسا وذرّ على الشعر الأسود بيّضه.
يبروح
«1»
قال ديسقوريدوس في الرابعة: هو صنفان أحدهما يعرف بالأنثى ولونه إلى السواد، ويقال له يرنوفس أي الخنثى «2» ، في ورقه مشاكلة لورق الخس إلّا أنه أدق من ورق الخس وأصغر، وهو زهم ثقيل الرائحة، ينبسط على وجه الأرض.
وعند الورق ثمر شبيه بالغبيراء وهو اللّفاح، طيّب الرائحة، وفيه حب شبيه بحب الكمّثرى، وله أصول صالحة العظم، اثنان أو ثلاثة، يتصل بعضها ببعض، ظاهرها أسود وباطنها أبيض وعليها قشر غليظ. وهذا الصنف من اليبروح لا يكون له ساق.
والصنف الآخر يعرف بالذّكر، وهو أبيض، يقال له: موريون، وله ورق ملس كبار عراض، شبيه بورق السّلق. ولونه ولفاحه ضعف لفاح الصنف الأول، ولونه يشبه لون الزّعفران، طيّب الرائحة مع ثقل، ويأكله الرّعاة فيعرض لهم سبات يسير. وله أصل شبيه بالأول إلّا أنه أكبر منه وأشد بياضا، وليس له ساق أيضا.
ومنه صنف آخر له ساق، ويذكر إن شاء الله تعالى في الكلام عليه.
قال ابن البيطار: يطبخ أصل اليبروح بشراب إلى أن يذهب الثّلث ويصفّى ويرفع، ويأخذ منه مقدار أوثولوس «1» ، ويستعمل للسهر، فيسكّن الأوجاع.
وإذا أردت أن يبطل حس من احتاج إلى أن يقطع منه عضو، أو احتاج إلى الكي، بأن يشرب من هذا الدواء مقدار أوثولوسين «2» بماء لقراطن «3» قيأ بلغما ومرّة كما يفعل الحربق. وإن أخذ مقدارا أكثر قتل. وقد يقع في أدوية العين والأدوية المسكنة للأوجاع والفرزجات «4» المليّنة، فإن أخذ منها قدر نصف أوثولوس واحتمل أدرّ الطمث وأخرج الجنين، وإذا صيّر في المقعدة في شكل الفتيلة أقامت، وإذا طبخ الأصل مع العاج مقدار ست ساعات ليّنه أيّ شكل أردت أن تشكّله.
وورقه إذا تضمّد به طريا مع السويق وافق الأورام العارضة في العين، والأورام الحارة العارضة للقروح. ويحلّل الأورام الجاسية والدبيلات والخنازير والجراحات.
وإذا دلك به البرش «5» وما (36) أشبهه دلكا رقيقا خمسة أيام أو ستة ذهب به غير أن يقرح الموضع، ويجفّف الورق ويستعمل لما يستعمل فيه. وهو رطب وإذا دق الأصل دقا ناعما وخلط بالخل أبرأ [القروح من]«6» الحمرة، وإذا خلط بالعسل والزيت كان صالحا للسع الهوام، وإذا خلط بالماء حلل الخنازير
والجراحات، وإذا خلط بالسويق سكّن وجع المفاصل. ويهيأ منه شراب بقشر الأصل ويسقى منه ثلاث أوثولوسات من به حاجه أن يقطع منه عضو أو يكوى، فإنه إذا شربه لم يحس بالألم للسّبات العارض له.
ولفاح هذا الأصل إذا أكل واستنشقت رائحته عرض منها سبات، وكذلك يعرض من عصارته إذا أكثر منها السكتة. وبزر اللفاح إذا شرب نقّى الرحم، وإذا خلط بكبريت «1» لم تمسه النار واحتمل قطع نزف الدم من الرحم. واللفاح يثقل الرأس ويسبت، وإن أكل غثى وقيّأ وأسبت، وربما قتل. وأكلت منه جارية خمس لفاحات فسقطت مغشيا عليها واحمرت، فصبّ عليها رجل ماء الثلج على رأسها حتى أفاقت. ومن الناس من يشرب أصله ليسمّنه فيصير بحال من خرج من الحمّام أو شرب شرابا كثيرا من حمرة الوجه والبدن وانتفاخهما. واللفاح يسكّن الصداع المتولّد من الدم الحار والمرة، مخدّر إن أكل أو شم، وإن أكثر من أكله عرض منه الاختناق وحمرة الوجه وإذهاب العقل. وينفع منه أن يسقوا سمنا وعسلا ودهنا ويقيئوا، وقيل علاجه التقيؤ بالأفسنتين المطبوخ بالماء والعسل