الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النحاس، وخاصة (82) ما فيه [حلاوة أو]«1» حموضة أو دسومة، لما يعرض لمزيد من ذلك من داء الفيل والسرطان [والنحاس]«2» ووجع الكبد والطحال وفساد المزاج. وقد تسحق الأكحال المائعة في صلّاية «3» من نحاس بفهر من نحاس فتوافق غلظ الأجفان والجرب ويقوى العين وتجفف رطوبتها وتحد النظر. قال وأما النحاس المحرق وهو الروسختج فيقبض ويجفف ويلطف ويشد ويجذب، وينقّي القروح ويدملها، ويجلي العين، وينقص غشاوة اللحم الزائد، ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار في البدن، و [إذا] يشرب ب [الشراب الذي يقال له]«4» أدرومالي «5» ، أو يلعق بالعسل، هيّج القيء.
الحديد
تولده كتولد الأجساد المذكورة، إلا أنه بعيد عن الاعتدال لكدرة مادته الكبريتية والزئبقية، وسواد لونه لإفراط حرارته، وهو [أكثر] فوائد «6» من جميع الفلزات وإن كان أقل ثمنا، ولذلك منّ الله تعالى به على عباده حيث قال وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ
«7» . قيل ما من صنعة إلا وللحديد في أدواتها مدخل.
وهو ثلاثة أصناف: الشّابورقان والأنيث والذّكر «1» ، فالشابورقان هو الفولاذ المعدني «2» ، ومن خواصه العجيبة ما ذكر أرسطو «3» : أن برادة الحديد إذا علقت على إنسان يغط في نومه فإنه يزول عنه ذلك «4» .
قال غيره «5» من استصحب شيئا من الحديد قوّى قلبه، ودفع عنه المخاوف والأفكار الرديئة، ويسر النفس ويطرد عنه الأحلام الرديئة، ويزيد هيبته في أعين الناس.
وصدأه يأكل أوساخ العين اكتحالا، ويبرئ الرّمد وجرب الأجفان والسّبل، وينفع النقرس. وإن احتمل من صدأه نفع البواسير. والماء المطفأ «6» فيه الحديد ينفع من أورام الطحال وضعف المعدة. وإن أخذ مسمار وحمي الحديد إذا طفئ بالماء والخمر، وشرب ذلك «7» الماء، أو ذلك الخمر، وافق الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وورم الطحال والهيضة واسترخاء المعدة.
والماء الذي يطفئ فيه الحدادون الحديد (83) المحمى يسقى لمن يخاف من الماء عضة الكلب، من غير أن يعلم، فإنه أنفع دواء في ذلك. وينفع المعدة التي فسدت من قبل المرة، ويهيّج الباه، وينفع المبطونين «8» .