الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شراب كان نفع من ورم الطحال والحمرة، ويفعل ذلك مرارا، ويداوم عليه يبرأ بإذن الله تعالى.
وقد ذكرنا خواص أخر في حرف الباء، في ترجمة السيد، فلينظر هناك، وإنما ذكرناه هنا لأن المرجان هو النبات نفسه، والبسد هو أصول ذلك النبات المغيبة في قعر البحر. والمرجان يظهر على وجه أرض البحر مشعّبا كما ذكرنا.
مرداسنج
«1»
وهو المرتك «2» . قال ديسقوريدوس في الخامسة: منه ما يعمل من الرمل الذي يقال له موليدانيطس، ومعناه الرصاصي. ومنه ما يعمل من الفضة، ومنه ما يعمل من الرصاص، وقد يكثر منه ما يعمل من الرصاص المحرق، ومنه ما لونه أحمر ويقال له حورنيطس، ومعنى هذا الاسم الرمدي «3» ، وهو أجود أصناف المرتك، وبعده الفضي.
وقال جالينوس في التاسعة: هذا أيضا يجفف، كما يجفف جميع الأدوية المعدنية الأخر، وجميع الأدوية الحجارية والأرضية، إلا أن تجفيفه قليل جدا، وهو في كيفياته وقواه الأخر كأنه منها في الوسط، (181) وذلك أنه ليس يسخن إسخانا بينا، ولا يبرد. وجلاؤه أيضا وقبضه يسيران، فهو لذلك دون الأدوية التي
تجلو جلاء معتدلا، ودون الأدوية التي تجمع وتقبض. وهو دواء نافع للسحج الحادث في الفخذين.
وقال ديسقوريدوس: وقوة جميع المرداسنج قابضة ملينة مسكنة مبردة «1» ، تملأ القروح العميقة لحما، وتذهب اللحم الزائد في القروح وتدملها. وقد يحرق على هذه الصفة، فيؤخذ فيرض حتى يصير كقطع «2» الجوز، ثم يصير على جمر، ثم ينفخ عليه إلى أن يصير نارا، ثم يؤخذ ويترك حتى يبرد، ثم ينقى من الوسخ، ويرفع. ومن الناس من يطفئه في الخل والخمر، يفعل ذلك مرارا، وقد يغسل كما يغسل الإقليميا. وقد يقال بأن المرداسنج المغسول يستعمل في الأكحال، وإنه يجلو الآثار السمجة العارضة من القروح التي في الوجه، من الكلف وما أشبه ذلك.
وقالت الخوز: المرداسنج المبيض «3» يقطع رائحة الإبط ويحبس العرق.
وقال بليناس: إن طرح في الخل أبدل الحموضة حلاوة، وإن طرح في نؤورة الحمام سوّد الجلد.
وقال إسحاق بن عمران: يدخل في بعض الحقن التي تقطع الخلفة. وإذا أخذ مرتك وكبريت أصفر بالسوية، وسحقا مع خل ودهن الآس حتى تكون كثخن العسل، ولطخ به الشرى والنفاخات نفع منها.
وقال ابن سينا: والنساء في بلادنا يسقينه للصبيان للخلفة وقروح الأمعاء، وقد يلقينه في كيزان الماء ليقل ضرره. وهو قاتل، يحبس البول، وينفخ البطن
والحالبين، ويقبض اللسان، ويخنق ويضيق النفس.
وقال في التجربتين: المرداسنج ينفع من حرق النار وحرق الماء منفعة بالغة، ولا سيما من حرق النار. وإذا نثر على القرحة المتولدة بين أصابع القدمين من قلة غسلهما، ومن انضمامهما على الوسخ المجتمع بينهما، أزالها ونفع منها. وإذا خلط بسائر أدوية الجرب والحكّة نفع منهما. وإذا طلي الرأس بمرتك مع خل (182) وزيت نفع من القمل، وإن سحق وطبخ بأربعة أمثاله في زيت حتى يصير في قوام الزّفت الرطب، وقطّر وهو حار في الشقاق المزمن الواغل في اللحم، نفع منه.
وقال ديسقوريدوس: إن شرب المرتك كثيرا حصل منه ثقل في البطن والمعدة مع مغس شديد وربما انشق المعي من ثقله «1» وانتفخ الجسم كله، ويجعل لونه مثل لون الأبار، وينفع صاحبه بعد التقيؤ ببزر أرمنين «2» بري ومر زنة ثلاثة عشر مثقالا وافسنتين وزوفا وبزر الكرفس، أو فلفل وفاغية الحنّا «3» مع طلاء، وذرق الحمام البري اليابس مع ناردين طلاء.
وقال الرازي في الحاوي: يجب أن يقيّأوا بماء الشبت المطبوخ والتين، ويسقوا من المر وزن ثلاثة دراهم بماء فاتر، والزمهم لحوم الخرفان، واسقهم خل خمر أسود وأدر «4» عرقهم.