الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سددها، ونفعت من ثقل السّمع. وإذا أحرق (66) وعجن بخل نفع من السّعفة.
وإذا استنشق دخّانه نفع من النّزلات منفعة بالغة، وفتح سدد الخياشيم، وجفّف رطوبة الدماغ، ونفع من جميع أنواع الوباء منفعة بالغة بإصلاحه الهواء. وإذا سحق أصله وذرّ، أو حشي به الجراحات العسرة الاندمال من سوء مزاج رطب أدملها.
بربه شانه
«1»
ومعناه بعجمية الأندلس العشبة الصحيحة، وهو له نبات له ورق في طول ذراع أو أكثر، وعرضه دون الشّبر، وهو مشقّق، مشرّف «2» جعد، أملس، أخضر إلى السواد بريق. وهو كثير نابت من الأصل، وأطرافه منحنية مائلة إلى الأرض وله ساق خارجة من بين الورق في غلظ الإبهام، طويلة مدوّرة جوفاء، عليها ورق صغار من نصفها إلى أعلاها، فيها تشويك، وفيما بينها غلف كثيرة بعضها فوق بعض في شكل مناقير البط، عليها زهر فرفيري مائل إلى البياض، وداخله ثمر كالبلّوط مملوء رطوبة لزجة، وله أصل طويل معقد رخو يشبه أصل الخطمي، مملوء رطوبة لزجة، غائر في الأرض، فيه شيء من حلاوة مع حرارة قوية كقوة الهمن «3» الأبيض، يزيد في الباه، ويبرد الرحم إذا نتأ «4» ، ويبرئ من فسخ العضل، ويخصب البدن، ويدر البول، وينفع من وجع الخاصرة والمثانة.
وبعض الناس يسمّي هذا النبات عشبة النّجار، ونباته في المواضع الرطبة من الجبال والخنادق، وقد يتخذه بعض الناس في البساتين والمنازل. وقد يبيع الشجّارون بالأندلس أصل هذا النبات على أنه الهمن الأبيض لقربه منه، ويظنون
أن قوته كقوته. وأما المصري فمنه أفيون، وهو لبن الخشخاش الأسود «1» . قال التميمي: لم يعرف على حقيقته في البلدان الشرقية ولا الغربية أيضا إلّا بديار مصر، وخاصة بالصعيد، فإنه به يستخرج، ومنه يحمل إلى سائر البلدان.
قال ديسقوريدوس: وصمغة هذا الخشخاش (67) وعصارته تبرّد أشد من تبريد البزر وتغلظ وتجفف، فإذا أخذ منه شيء مقدار الكرسنة سكّن الأوجاع وأرفر «2» وأنضج، ونفع من السّعال المزمن. وإذا أخذ منه شيء كثير أنام نوما شديد الاستغراق جدا مثل ما يعرض للذين بهم المرض الذي يقال له لتبرعن «3» ثم يقتل. وإذا خلط بدهن اللوز والزعفران والمر وقطّر في الأذن كان صالحا لأوجاعها. وإذا خلط بلبن امرأة وزعفران كان صالحا للنقرس. وإذا خلط بدهن ورد ودهن به الرأس كان صالحا للصداع. وإذا خلط بصفرة بيض مشوي وزعفران كان صالحا للنقرس. وإذا احتمل في المقعدة فتيلة أرقد. وأجود ما يكون من صمغه ما كان كثيفا رزينا وكانت رائحته سبت «4» من الطعم هيّن الذّوب بالماء، أملس أبيض ليس بخشن ولا محبّب، ولا يجمد إذا أذيف بالمامرّ «5» . وإذا وضع في الشمس ذاب، وإذا قرّب من السراج أوقد، ولم يكن لهب النار فيه لهيب مظلم، وإذا أطفئ كانت رائحته قوية.
وقد يغش بأن يخلط فيه ساق ماميثا «6» أو عصارة ورق الخس البري، أو
بصمغ. والذي يغش بساق ماميثا إذا أذيف بالماء كان في رائحته شيء شبيه برائحة الزّعفران. والذي يغش بعصارة الخس البري إذا أذيف بالماء كانت رائحته ضعيفة، وكان حسنا في اللمس. والذي يغش بالصمغ ضعيف القوة صافي اللون. ومن الناس من يبلغ به الخبث أن يغشه بالشحم. وقد يغلى على حرقه إلى أن يلين، ويميل لونه إلى الحمرة الياقوتية، ويستعمل في الأكحال.
ودياغورس «1» يحكي أن سيسراطيس «2» ما كان يستعمله في علاج الرّمد ولا في وجع الأذن لأنه كان عنده أن يضعف البصر ويسبت. واندراآس «3» يزعم أنه لولا يغش لكان يعمى الذين يكتحلون به. ومستديمس «4» يزعم أن ينتفع برائحته لينوّم فقط، وأما (68) سائر الأشياء فإنه ضار. ولقد- لعمري- غلطوا، ما نعرفه بالتجارب يدل على حقيقة ما أخبرنا من فعله، والأفيون هكذا يستخرج. ومن الناس من يأخذ رؤوس الخشخاش وورقه ويدقّها ويستخرج عصارتها بلولب وجباب «5» ، وتصير العصارة في صلّاية «6» ويسحقها، ثم يعمل منها أقراصا، ويسمى هذا الصنف من الأفيون ميوفنوبنون، وهو أضعف قوة من الأفيون. وللأفيون الذي هو صمغه الخشخاش. هكذا يستخرج إذا حضر الوقت الذي يجف فيه الندى الذي على النبات من النهار، فينبغي أن يشق بسكين حول رأس الخشخاشة المشعب شقا رقيقا بقدر ما ينثقب ويشرط جوانب
الخشخاشة شرطا ابتداؤه من هذا الشق مارا على أسفله، ولا يعمق الشرط فينفذ.
وتؤخذ الصمغة بالإصبع وتجمع في صدفة، فإذا جمعت فينبغي أن تترك وقتا ما ثم يعاد إليها، ويجمع ما يظهر أيضا في ذلك الثاني ويجمع. وينبغي أن تؤخذ هذه الصمغة وتسحق على صلاية ويعمل منها أقراص وتخزن.
وقال ابن سينا: «1» الأفيون فيه تجفيف للقروح، وشربه مما يبطل الفهم والذهن، وإذا شرب وحده من غير جندبادستر «2» أبطل الهضم جدا.
وقال ابن زهر «3» في خواصه: الأفيون إن حل بخل وطلي به أنف الحمار دمعت عيناه وأخذه النهيق.
وقال الرازي: يقتل منه وزن درهمين فصاعدا، ومن سقيه عرض له الكزاز والسبات، وربما عرضت له خلول شديدة في بدنه، وشم من نكهته رائحة الأفيون. وربما شمّ ذلك من رائحة بدنه كلها إذا حكّه، وربما غارت عيناه «4» وانعقد لسانه وتكمد أطرافه وأظفاره وينصب منه العرق البارد ويتشنج بأخرة عند قرب الموت. وإذا «5» . وأخص العلامات به السّبات واشتمام رائحة الأفيون من بدنه.
وقال ديسقوريدوس: وينفعهم من القيء شرب الدهن، والحقن الحارة، وشرب السّكنجبين مع الملح، أو شرب العسل مع دهن ورد يغلى وطلاء صرف