الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيش
«1»
قال ابن سمجون «2» : البيش ينبت ببلاد الصين بقرب السّند، ببلد يقال لها هلاهل، لا يوجد بشيء من الأرض إلّا هناك، ويقوم نبته على ساق ويعلو قدر ذراع، وورقه يشبه ورق الخس والهندبا، ويؤكل وهو أخضر بتلك البلاد، وإذا يبس كان من أقوات أهل ذلك البلد ولم يضرّهم، فإذا بعد عن بلد السند ولو بمائة ذراع وأكله آكل مات من ساعته.
قال حبيش «3» : ينبت في أقاصي الهند ويقتل الناس كثيره وقليله، ولا يقتل صنفا واحدا من الحيوان، ويرعاه طائر يقال له السّلوى «4» ، ويأكله الفأر فيسمن عليه.
وقال عيسى بن علي «5» : البيش ثلاثة ألوان، فلون يشبه القرون التي توجد في السّنبل الهندي، عليه بياض كأنه سحيق الطلق «6» أو الكافور، وله بصيص، وله عود كقدر نصف الإصبع، ولون آخر أغبر يضرب إلى صفرة منقّط بسواد
يشبه عروق الماميران «1» ، ولون آخر عود طويل معقّد كأنه أصول «2» القصب الفارسي كقدر الإصبع، ولونه يضرب إلى الصفرة، وهو أرداها وأخثها، وهو حار جدا، وإذا طلي على ظاهر الجسد أكل اللحم، وإذا سقي منه زنة نصف مثقال قتل شاربه ونفخ جسمه، وهو أسرع نفوذا في البدن من سم الأفاعي والحيّات.
وقال أهرن القس «3» :
البيش أسرع الأشياء قتلا، وربما صرع ريحه من يشمّه من غير أن يشربه، وربما جعل من عصيره على النشّابة «4» ثم رمي بها فلا تصيب إنسانا إلا قتلته. وعلامة من شربه أن تورم شفتاه ولسانه ويصرع مكانه، وقلّ من رأينا يفلت منه، وربما أخذه الدوار والصرع فالغمرة والغشي والرّعاف أو يقتله فجأة.