الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرياطيسون
«1»
قال أرسطو: هو حجر يوجد بأرض الهند، خاصيته أنه ينفع من سيلان الدم، وإن مسك في الفم، ووضع على الأخدعين «2» المحاجم «3» لم يخرج من الدم شيء أصلا.
قروم
«4»
قال أرسطو: هذا حجر يخرج من بحر يدعى القروم «5» ، يخرجه الغواصون، وهو حجر متلون بالبياض والحمرة والصفرة والخضرة والدّكنة. وخاصيته أنه إذا علق على إنسان تكلم بالصواب والصدق، وهربت منه الشياطين! وإذا شرب منه وزن شعيرة مسحوقا بشيء من العود، نفع من أوجاع المفاصل والعظام (والعروق)«6» .
قفر
«7»
ويقال كفر اليهود «8» . قال التميمي في المرشد: فأما القفر اليهودي فقد يختص به أحد النوعين من القفر المستخرجين من بحيرة يهودا، وهي البحيرة المنتنة «9» التي في عمل فلسطين، بالقرب من البيت المقدس، التي هي فيما بين
الغورين، غور زغر «1» وغور أريحا. وهو القفر المحتفر عليه، المستخرج من برية ساحل هذه البحيرة، وهو أفضل نوعي القفر اليهودي. وهذا الصنف هو الذي يدخل في أخلاط الترياق الأكبر المسمى بالفاروق، والمعول عليه، وذلك لأن القفر اليهودي المسمى بتلك الناحية الخمر، لأجل أنه يخمّرون به كرومهم.
ومعنى التخمير أن تحل «2» أحد «3» نوعي هذا القفر المستخرج من هذه البحيرة بالزيت، فإذا زبّروا كرومهم، أي قنّبوها «4» عند نفس الكرم، وبرزت عبوته، أخذوا هذا القفر المحلول في الزيت، ثم جاءوا إلى كل عين من عيون الكرم، فيغمسون «5» في ذلك القفر المحلول بالزيت، عمودا «6» في غلظ الخنصر، ثم حكوا به تلك العين أو تحتها بالقرب منها «7» ، فجعله «8» دائرة على ساق الغصن والقضيب أو ساق الكرم، ليمنع الدود من الترقي إلى عيون الكرم وأكلها؛ فإذا فعلوا ذلك سلمت لهم كرومهم من فساد الدود، وإن هم أغفلوا ذلك صعد الدود إلى عيون الكرم فرعاها وأفسد الثمر والورق جميعا؛ فمن القفر اليهودي هذا الصنف المحتفر عليه، المسمى بالشام أقرطايون «9» .
ومنه صنف ترمي به البحيرة في الأيام الشاتية إلى ساحلها، وهو في منظره
أحسن لونا من أقرطايون، وأشد بصيصا وبريقا، وأشد رائحة [وذلك أن رائحة هذا الصنف الذي ترمى به البحيرة]«1» كرائحة النّفط الشديد الرائحة، ينبع من قرار هذه البحيرة، ويخرج من عيون الصخور التي في قرارها، كما ينبع العنبر في قرار البحر، ويركب بعضه بعضا، فإذا كان في أيام الشتاء، واشتدت الرياح، وكثرت الأمواج، وكبر «2» البحر، واشتدت حركته، انقلع ذلك القفر الجامد اللاصق بالصخور، فيطفو فوق وجه الماء، فترمي به الريح إلى (166) ساحل البحيرة. وليس للقفر اليهودي في جميع بلدان الأرض معدن غير هذه البحيرة.
وأما الصنف المسمى أقرطايون «3» ، وهو القفر اليهودي بالحقيقة، فإنه يحتفر عليه في ساحل البحيرة المنتنة بالقرب من الماء، ومن تكسر أمواجها نحوا من ذراع أو ذراعين من الأرض، فيجدونه مجتمعا في بطن الأرض، متولدا في نفس تلك البرية قطعا مختلطا بالملح والحصى والتربة، فيجمعون معه شيئا كثيرا، ويصفّونه بما فيه من الحصى والتراب بالنار والماء الحار كمثل ما يصفى الشمع والزفت «4» . ثم يستخرجونه بعد التصفية، فيأتي لونه مطفأ كمدا، ليس له شديدة بصيص القفر الذي ترمي به البحيرة، وليس له أيضا روائح النفط الموجود فيما يرمى به، بل تكون رائحة هذا الذي يحتفرون عليه ويصفونه تضرب إلى رائحة القير «5» العراقي.
وقال ديسقوريدوس في الأولى: القفر اليهودي بعضه أجود من بعض، وأجود القفر ما كان لونه شبيها بلون الفرفير، برّاقا، قوي الرائحة، رزينا؛ والأسود
منه الوسخ فرديء لأنه يغش بزفت يخلط فيه.
قال: وقد يكون في بلاد صقلية رطوبة تطفو على مياه العيون، يستعملها الناس في السراج عوض الزيت، ويسمونه دهنا صقليا، ويغلطون في ذلك، إنما هو نوع من القفر الرطب «1» ، ويدعى سطالاطس «2» .
وقال جالينوس في الحادية عشرة: القفر اليهودي هو أحد الأنواع المتولدة في ماء البحر وغيره، وكذلك صار يوجد طافيا على مياه الحمامات «3» وما دام فوق الماء، فهو رطب سيّال، ثم إنه يجف بعد ذلك حتى يصير أصلب من الزفت اليابس، وقد يتولد منه مقدار كثير جدا في البحيرة المنتنة بغور الشام.
وقوته تجفف وتسخن في الثانية، ولذلك يستعمله الأطباء في إلزاقات الجراحات الطرية بدمها، وفي سائر ما يحتاج إلى التجفيف مع الإسخان اليسير.
(167)
وقال حنين «4» : قفر اليهود، وهو الخمر، وهو أرفع ما يكون من المومياء. إذا كان خالصا نفع بإذن الله من رضاض «5» اللحم، ومن الكسر إذا ضمد به من خارج، ويغلى بالزيت الخالص، ويسقى للمرضوض اللحم، ويؤخذ المشاقة «6» وشيء منه، ويوضع عليه من خارج فيبرأ.
وقال ديسقوريدوس: ولكل قفر قوة مانعة من تورم الجراحات، ملزقة للشعر النابت في الجفون، ملّينة محلّلة، وإذا احتمل أو اشتم أو تدخن به كان صالحا
للأوجاع العارضة في النساء اللواتي يعرض لهن الاختناق، ولخروج الرحم. وإذا تدخن به صرع من به صرع، وإذا شرب بجندبادستر «1» وخمر أدرّ الطّمث، ونفع من السعال المزمن، وعسر النفس، ونهش الهوام، وعرق النسا، وأوجاع الجنب.
وقد يحبّب ويعطى لمن به إسهال مزمن. وإذا شرب ذوّب الدم «2» المنعقد، وقد يحتقن به مع الشعير لقرحة الأمعاء. وإذا استنشق [دخانه]«3» نفع من النزلات، وإذا وضع على السّن الوجعة سكن وجعها. واليابس من القفر إذا سحق واستعمل ألزق الشعر النابت من العين، وإذا تضمد به مع دقيق الشعير ونطرون نفع المنقرسين «4» ، ووجع المفاصل.
وقال التميمي: يحلل الأورام الحلقية «5» الباردة، ويحلل القروح، ويلين ويمدد، ويجلو البياض من العين، ويجفف رطوبات القروح الرطبة تجفيفا شديدا ويدملها، مع فضل حرارة فيه، وقوة قوية [ويبس] . ويقتل الديدان في الشجر، ويمنعها من أكل عيون الكرم أول ما تعيّن، ويقتل ما في الآبار والصهاريج من الديدان الصغار الحمر، ويدخل في كثير من المراهم المنبتة للحم المدملة للقروح.
وهو طرّاد للرياح الغليظة الكائنة في المعدة والشراسيف «6» ، حتى إنه يخرجها بالجشأ. ويدخل في سفوفات الأطفال ووجوراتهم «7» ، وفي سفوفات «8» الرجال