الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأكحال التي تنبت الأشفار، وفي موضع الشعر، وقد يلطخ به الكرم حين يبتدئ نبات ورقه وأغصانه ليمنع الدود أن يأكله ويقتله.
طين أرمني
«1»
قال جالينوس: الطين الأرمني يجلب من أرمينية القريبة من قبادوقيا «2» .
وهو طين يابس جدا، يضرب لونه إلى الصفرة، ويسحق بسهولة كما يسحق النؤورة، ولا يوجد فيه شيء من الرمل، وفيه من الاستواء والملاسة «3» وعدم الحجارة الصغار مثل ما في النؤورة والطين المعروف بكوكب الأرض، لكن كوكب الأرض أخف منه، فهو أشد اكتنازا منه، وليس فيه من الهوائية مثلما لكوكب الأرض، ولذلك يخيل لمن نظر إليه أنه حجر، وكان [الرجل]«4» الذي أعطانا إياه في الطاعون والوباء «5» يسميه «6» حجرا ولا يسميه طينا لثقله واكتنازه.
(ويستنقع بالرطوبة التي تصب عليه)«7» ، وهو نافع جدا للقروح الحادثة في الأمعاء، ولاستطلاق البطن، ولنفث الدم، ونزف الطمث، ونوازل الرأس، والقروح المتعفنة في الفم. وينفع من ينحدر من رأسه إلى الصدر مادة نفعا عظيما، ولذلك صار عظيم المنفعة لمن يضيق عليه نفسه من قبل هذا السبب ضيقا متواليا. وينفع أصحاب السّل، وذلك أن يجفف الجرح الذي في رئتهم،
حتى لا يسعلوا بعد ذلك، إلا أن يقع في تدبيرهم خطأ عظيم، ويتغير الهواء دفعه إلى حالة رديئة، والذين إذا أصابهم الربو وضيق النفس مرارا متوالية في هذا الموتان العظيم، (158) لما شربوا من هذا الدواء برأوا بسرعة. وأما من لم ينفعهم ذلك شيئا فكلهم ماتوا ولم ينتفع أحد منهم بشيء آخر مما عولجوا به.
وهذا الطين يشرب مع شراب لطيف رقيق القوام، وممزوج مزاجا معتدلا متى لم يكن العليل محموما، وكانت حمّاه يسيرة أما إذا كانت الحمّى شديدة فالشراب ممزوج مزاجا مكسورا بالماء؛ على أن الحمّيات التي تكون في وقت الموتان لا تكون صعبة ولا شديدة. فأما الجراحات التي تحتاج إلى تجفيف فلا أحتاج أن أصف قوة نفع هذا الطين وفعله فيها.
وقال إسحاق بن عمران: الطين الأرمني لونه أحمر إلى السواد، طيب الرائحة، ومذاقته ترابية، وله تعلق باللسان، وهو بارد يابس في الأولى. ينفع أصحاب الطواعين إذا شرب منه أو طلي عليها، وبدله وزنه من الطين الحجازي المسمى بالأندلس الخيار «1» .
وقال الدمشقي «2» : يخرج من المقعدة قشور البواسير، ويجبر الكسر.
وقال غيره: أجوده المورّد الناعم. والطين اللامي قريب منه في الفعل، وهو نافع من كسر العظام إذا طلي عليها بالأقاقيا «3» .