الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصنف منه شيء أبيض شديد البياض فيه خطوط، وفيه شيء كلون الرماد، وهو أجوده إذا كان لينا جدا، وإذا حل على شيء من النحاس خرج شبيها بلون الزنجار؛ وقد يغسل مثل ما يغسل إسفيداج الرصاص على هذه الصفة، فيدق ويسحق، ويصب عليه ماء، ويفعل به ذلك النهار كله، فإذا كان بالعشي ترك حتى يصفو الماء، فإذا كان في السحر صفا الماء عنه وسحق الطين في الشمس وعمل أقراصا، وإلّا فليؤخذ أمثال الحمص، ويصير في إناء فخار مثقب بثقب كثيرة، ويسد فمه، ويستوثق منه، ويصير في جمر، ويروح عليه دائما، فإذا صار لون الطين كالرماد الأسود، رفع عن النار.
قال جالينوس ما معناه: إنه ينفع جدا للقروح التي لا تجيب إلى نبات اللحم فيها بسهولة لعسر اندمالها؛ وهو نوعان: رمادي وأبيض، وأجوده الرمادي.
وقال ديسقوريدوس: وقوته قابضة مبردة ملينة تليينا يسيرا، يملأ القروح لحما، ويلزق الجراحات في أول أمرها ويدملها.
طين شاموس
«1»
قال ديسقوريدوس: ومنه صنف يقال له (153) صاماعي ومعناه طين شاموس. وينبغي أن يختار منه ما كان أبيض، مفرط البياض، خفيفا. وإذا ألصق باللسان كان كالدّبق، وإذا بل بالماء انماع، وكان لينا سريع التفتت مثل قولوريون، فإنه صنفان: أحدهما ما وصفناه، والآخر يسمى أسطو أي الكوكب، وهو كوكب الأرض؛ وكوكب شاموس «2» ، وهو ذو صفائح، كثيف، بمنزلة المسن.
وقال جالينوس: نحن نستعمل النوع المسمى كوكب شاموس في مداواة نفث الدم حيث كان، وفي مداواة قروح الأمعاء من قبل أن تتعفن، بأن تحقن به بعد غسل القرحة بماء العسل الذي له فضل صروفة، أي قليل الماء، ثم ماء الملح بعد ذلك. ثم يحقن بماء لسان الحمل «1» ويسقى منه أيضا بخل ممزوج مزاجا كثير الماء، وهو نافع للأورام الحارة، ولا سيما إذا كانت الأعضاء لها فضل رطوبة، وكانت رخوة بمنزلة الثديين والبيضتين وجميع اللحم الرخو المعروف بالغدد. وإذا عرض ذلك فاستعمل هذا الطين من بعد أن تسحقه وتعجنه بالماء، ثم تخلط معه من دهن الورد الفائق بمقدار ما يمنع الدواء المخلوط من أن يجف، فينفع الأورام الحارة وأورام الحالبين عند ابتدائها، والنزلة التي تنصب إلى الرجلين في علل النقرس، وبالجملة في جميع المواضع التي تريد أن تبردها تبريدا معتدلا وتسكنها.
قال ديسقوريدوس: وقوة هذا الطين في حرقه وغسله شبيه بطين أرطياس «2» . وقد يقطع نفث الدم ويسقى بجلنار الرمان البري للطمث «3» الدائم. وإذا خلط بالماء ودهن الورد ولطخت به الخصى والثدي الوارمة ورما حارا، سكن ورمها. وقد يقطع العرق، وإذا شرب بالخمر نفع من نهش الهوام، ومن الأدوية القتالة. وقد يوجد في شامنا «4» حجرا تستعمله الصاغة في التمليس، وأجوده الأبيض الصلب، وقوته قابضة مبردة، وينفع شربا من وجع المعدة، وقد يغلظ الحواس. (154) وينفع من البياض، والقروح العارضة في