الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قسموا حسن التعليل إلى أربعة أقسام: لأن الوصف المراد، إما أن يكون ثابتاً، وإما أن يكون غير ثابت أريد إثباته والوصف الثابت: أما ألا تظهر له علة عادة، وإما أن تظهر له علة غير المذكورة،
والوصف غير الثابت: أما أن يكون ممكناً، وإما أن يكون غير ممكن، فكانت الأقسام أربعة على النحو التالي:
القسم الأول:
وهو حسن التعليل للوصف الثابت التي لا تظهر له علة في العادة
.
ومثاله: قول أبي الطيب المتنبي:
لم تحك نائلك السحاب، وإنما
…
حمت به فصبيبها الرحضاء.
لم تحك: بمعنى لم تشابه، ونائلة: عطاؤه، وحمت: أصابتها الحمى، والصبيب: ما صب م المطر، والرحضاء: عرق الحمى.
يقول: أن السحاب لم تشابه عطاءك بغزارة مطرها، وإنما أصابتها الحمى، لأنها لم تجار عطاءك في غزارته فما الصيب المتدفق منها إلا عرق الحمى التي أصابتها.
فنزول المطر لا يظهر له في العادة علة - وإن كانت له علة حقيقية، ولكن الناس لا ينظرون إليها
وكقول أبي تمام:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى
…
فالسيل حرب للمكان العالي
وعطل الرجل من المال ونحوه: خلا منه، وحرب للمكان العالي: أي عدوله لا يجامعه.
فقد علل أبو تمام: عدم إصابة الغني الكريم بالقياس على عدم إصابة السيل المكان العالي، لأن الكريم لعلو قدره كالمكان العالي، أو كالطود الأشم، والغنى - لحاجة الناس إليه - كالسيل.
ومن لطيف هذا القسم: قول أبي هلال العسكري:
زعم البنفسج أنه كعذاره
…
حسناً فسلوا من قفاه لسانه!
والبنفسج: نبات طيب الرائحة، وله هنة تحت ورقه، جعلها الشاعر كلسان له صل (ص 218) من قفاه، والعذار: أول ما يبدو على الحسن من الشعر.
والشاهد: أن خروج هنة ورقة البنفسج إلى الخلف مما لا تظهر له علة، ولكن الشاعر جعل علة ذلك: أن البنفسج قد افترى كذباً على محبوبه بأنه يشبه عذاره.
وقول ابن نباته - في صفة فرس -: