الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما وهواها حلقة وتنصلا
…
لقد نقل الواشي إليها، فامحلا
ثم قال بعده:
سعى جهده لكن تجاوز حده
…
وكثر فارتابت ولو شاء قللا!
ومن براعة الاستهلال: قول أبي الطيب المتبي في عتاب سيف الدولة:
وأحر قلباً من قلبه شيم ومن بجسمي وحالي عنده سقم.
فهو واضح الدلالة عل الغرض المقصود من قصيدته وهو: الشكوى والعتاب.
وقوله - في رثاء أم سيف الدولة -:
نعد المشرفية والعوالي
…
وتقتلنا المنون بلا قتال.
المشرفية: السيوف، والعوالي: الرماح، والمنون: الموت.
وقول التهامي - في رثاء ابنه -:
حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار!
والموضع الثاني: التخلص:
ويقصدون به: الانتقال من المعنى الذي ابتدأت به القصيدة كالنسيب ونحوه إلى الغرض المقصود منها، مع مراعاة الملاءمة بينهما، ويسمونه (حسن التخلص):
وذلك بأن يخرج الشاعر مما بدأ كلامه به من النسيب - مثلاً - إلى المدح أو غيره بلطف نحيل، ومع رعاية الملاءمة بينهما، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع في الثاني، لشدة الممازجة والالتئام والانسجام بينهما، حتى كأنهما قد افرغا في قالب واحد (1).
فمن حسن التخلص قول أبي تمام:
يقول في (قومس) قومي - وقد أخذت
…
منا السرى، وخطا المهرية القود -:
أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا؟
…
فقلت: كلا! ولكن مطلع الجود!
وقول البحتري:
سقيت رباك بكل نوء عاجل
…
من ويله حقاً لها معلوما
ولو أنني أعطيت فيهن المنى
…
لسقيتهن بكف إبراهيما.
وقول المتنبي - في مدح سيف الدولة -:
(1) العمدة جـ 1 ص 156، وشرح الإيضاح، وخزانة الأدب ص 185.