الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأولى على وزن (فعولي) والثانية على وزن (مستفعل).
وإنما سمى هذا النوع باسم (المطرف) لأن الذي وقع به التوافق إنما هو الطرف وهو الحرف الأخير.
وأما المرصع:
فهو ما كانت فيه ألفاظ إحدى الفقرتين، أو أغلبها مثل ما يقابلها من ألفاظ الفقرة الأخرى في الوزن والتقفيه (ص 263)، كما في قول الحريري:(فهو يطبع الاسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه) وكقول أبي الفضل الهمذاني: (أن بعد الكدر صفوا، وبعد المطر صحوا) وقول أبي الفتح البستي: (ليكن أقدامك توكلا، واحجامك تأملا).
وإنما سمى هذا النوع باسم (المرصع) تشبيهاً له بالعقد الذي ترصع فيه اللآلئ.
وأما المتوازي:
فهو ما لم تكن فيه ألفاظ أحدى الفقرتين ولا أغلبها مثل ما يقابلها من ألفاظ الفقرة الأخرى فطابع الفقرتين يسوده الاختلاف، وليس الاتفاق، وهذا الاختلاف إما أن يكون في الوزن والتقفيه معاً، وإما أن يكون في التقفيه دون الوزن، وإما أن يكون في الوزن دون التقفيه.
فمثال ما كان الاختلاف فيه في الوزن والتقفيه معاً: قول الله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} .
فالقرينتان، هما:(سرر مرفوعة) و (أكواب موضوعة) لأن لفظ (فيها) لا يوجد ما يقابله، فلا اعتبار به (فسرو) - وهو نصف القرينة الأولى - يقابله أكواب) من القرينة الأخرى، وقد اختلفتا في الوزن والتقفيه.
فوزن (سرو)(متفا) ووزن (أكواب)(مستفعل) وتقفيه الأولى بالراء أما الثانية فبالهاء.
ومثال ما كان الاختلاف فيه في التقفيه دون الوزن: قولهم: (حصل الناطق والصامت، وهلك الحاسد والشامت)، أي: أنعم الله علي فحصل عندي وملكت الناطق وهو الرفيق، والصامت كالخيل ونحوها والمغار (فحصل) على وزن (هلك) وقافتيهما مختلفة، لأن قافية الأولى هي اللام ولكن قافية الثانية هي الكاف وكذك يقال في ناطق وحاسد، وأما (صامت) و (شامت) فلابد فيها من التوافق وزناً وقافية، لأنهما فاصلتان.
وأما ما كان الاختلاف في الوزن دون التقفيه: فقد مثل له السعد في شرحه للتلخيص بقوله تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} لأن وزن (المرسلات) - في نظره - مخالف لوزن
(العاصفات).
والحق ما قاله المحقق ابن يعقوب المغربي (1): من أن المعتبر هنا هو الوزن الشعري لا الوزن النحوي، وعليه فهما متوافقان إذا المتحرك في مقابلة المتحرك، والساكن في مقابلة الساكن، وعدد الحروف المنطوق بها واحد فيهما، فهما في الوزن العروضي (فاعلات) وإن كان وزن - المرسلات في النحو (المفعلات) والعاصفات (الفاعلات).
ويبدو أنهم لم يجدوا مثالاً لهذا الفرع من تقسيمهم العقلي، فأعرضوا عنه صفحاً.
ويشترط لحسن السجع اختلاف قرينته في المعنى، ولهذا فإن قول الصاحب بن عباد في قوم مهزومين "طاروا واقين بظهورهم صدورهم، بأصلابهم نحورهم" لا يعد سجعاً حسناً، لعدم اختلاف قرينتيه في المعنى لأن أصلابهم بمعنى ظهورهم، ونحورهم بمعنى صدورهم.
وأحسن السجع ما تساوت قرائنه، كقوله تعالى:{فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} . فهذه قرائن ثلاث تساوت في أن كلاً منها مركب من كلمتين.
(1) شروح التلخيص جـ 4 ص 448، ص 449.