الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خليلي: إني لا أرى غير شاعر
…
فكم منهم الدعوى، وبنى القصائد.
فلا تعجبا؛ إن السيوف كثيرة
…
ولكن سيف الدولة اليوم واحد.
وقوله - أيضاً - يمدح المغيث العجلى:
مرت بنا بين ترسيها، فقلت لها:
…
من أين جالس هذا الشأن العرسا؟
فاستضحكت، ثم قالت: كالمغيث يرى
…
ليت الشرى وهو من عجل إذا انتسبا!
الاقتضاب:
على أن حسن التخلص مما اعتز به المتأخرون من الجاهليين والمخصريين، فلم تكن العرب تهتم به كثيراً بل كانت تقول عند فراغها من نعت الإبل وذكر القفار، وما هم بسبيله:(دع ذا) و (عد عن ذا) ويأخذون فيما يريدون، أو يأتون بأن المشددة ابتداء للكلام الذي يقصدونه (1) وإن كنا نجد بعض التخلصات الجيدة لزهير بن أبي سلمى - في
(1) العمدة جـ 1 ص 159.
هرم بن سنان -:
أن البخيل ملوم حيث كان ولكن الكريم - على علاته -هريم
ومن اقتضاب المتأخرين قول أبي تمام:
لو رأى الله في الشيب خيراً
…
جاورته الأبرار ف الخلد شيباً
كل يوم تبدي صروف الليالي
…
خلقاً من أبي سعيد غريباً
فقد اقتضب الشاعر هنا حديثه عن الشيب وانتقل إلى المدح دون تخلص.
وقول البحتري:
لولا الرجاء لمت من ألم الهوى
…
لكن قلبي بالرجاء موكل،
إن الريبة لم تزل في سيرة
…
عمرية مذ ساسها المتوكل.
فقد انتقل البحتري من حديثه عن الهوى إلى مدحه للمتوكل دون وسط بين المعنيين، أو إيجاد نوع من العلاقة بينهما.
على أن هناك نوعاً من الاقتضاب قريباً من حسن التخلص، لأنه لا يخلو من وجود مناسبة أو ملاءمة، كقولهم، - بعد حمد الله - أما بعد، لأنه لم يؤت بما بعدها فجأة من غير قصد إلى ربطه بما قبله على نوع من الربط، لأنها بمعنى: مهما يكن من شيء بعد الحمد أو نحوه فإنه كذا وكذا.