الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} فالمراد من النجوم في الآية الكريمة: النبات الذي لا ساق له، ولا مناسبة بينه وبين الشمس والقمر بهذا المعنى، ولكنه يناسبهما إذا كان بمعنى الكوكب.
بلاغة مراعاة النظير:
يقول الله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} فجمع بين الشمس والقمر وهما متناسبان، لتقارنهما في الخيال، وكونها كوكبين سماويين يبددان ظلام الكون، وإذا كان الغرض من هذا الجمع هو الحكم عليهما بأنهما يجريان بحسبان معلوم المقدار، لا يزيدان عليه، ولا ينقصان عنه، وفي ذلك نظام الكائنات واختلاف الفصول والأوقات وحساب الشهور والسنين إذا كان ذلك هو الغرس فإن هذا الصنيع - وهو الجمع بين الشمس والقمر - أقصر الطرق في أداء ذلك الغرض وإيصاله إلى النفوس على أنه من الممكن أن يقال - في غير القرآن - الشمس بحسبان، والقمر بحسبان، ولكنه يكون لغواً من القول وباطلاً من التأليف، لأنه أطناب لا داعي يستدعيه، ولا غرض يستوحيه.
فأسلوب مراعاة النظير - وهو جمع أمر وما يناسبه لا بالتضاد
- مما تقتضيه الأحوال، وتستدعيه الأغراض (1).
(1))) الصبع البديعي ص 472.