الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكن يدلك اللفظ على معناه الذي يقتضيه موضوعه في اللغة، ثم تجد لذلك المعنى دلالة ثانية تصل بها إلى الغرض، ومدار هذا الأمر على الكناية، والاستعارة، والتمثيل) وقد ذكر قبل ذلك في الدلائل أن التمثيل إنما يكون مجازاً إذا جاء على حد الاستعارة.
على أن
نظرية البيان - في فكر عبد القاهر الجرجاني - مرت بمراحل ثلاث
(1) حتى اكتملت ووضحت وتبينت معالمها في ذهنه:
فالمرحلة الأولى: هي المرحلة التي بدأ فيها عبد القاهر يكبت في موضوعات "البيان
" التي رأي السابقين يكتبون فيها وهي "التشبيه والتمثيل والمجاز بقسميه: اللغوي والعقلي، وإذ قال - في مقدمة أسرار البلاغة "وأول ذلك وأولاه، وأحقه بأن يستوفيه النظر ويقتصاه: القول على التشبيه، والتمثيل (التشبيه التمثيلي) والاستعارة فإن هذه أصول "كثيرة" كأن جل محاسن الكلام - إن لم تقل كلها - متفرعة عنها، وراجعة إليها، وكأنها أقطاب تدور عليها المعاني في متصرفاتها، وأقطار تحيط بها من جهاتها".
وقد قصد بالتمثيل هنا: التشبيه التمثيلي، لأنه مثل له بقول النابغة:
فأنك كالليل الذي هو مدركي "حتى أنه عندما مر بقولهم": ما زال يفتل منه في الذروة والغارب "أشار إلى أنه مثل، ولم ينتبه إلى أنه تمثيل -على حد الاستعارة - كما تنبه بعد ذلك في دلائل الإعجاز،
(1) نظرية البيان صـ 52 إلى صـ 57.