الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكقول بعضهم:
إذا رماك الدهر في معشر
…
قد أجمع الناس على بغضهم
فدارهم ما دمت في دارهم
…
وأرضهم ما دمت في أرضهم
فكنى من (دارهم) و (أرضهم) قد ذكر فعلاً، ثم ذكر اسماً.
ومثال الاسم مع الحرف قولهم: (رب رجل شرب رب رجل آخر).
فرب الأولى: حرف جر، ورب الثانية: اسم للعصير المستخرج من العنب.
ومثال الفعل مع الحرف قولك: علا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنام. (فعلا) الأولى فعل ماض، و (على) الثانية: حرف جر.
جـ- والمركب:
هو: أن يكون اللفظان مركبين، أو يكون أحدهما مركباً والآخر مفردا.
فمثال ما كان اللفظان فيه مركبين: قول الشاعر:
فلم تضع الأعادي قدر شأني
…
ولا قالوا: فلان قد رشاني.
فاللفظ الأول مركب من القدر والشأن، واللفظ الثاني مركب من (قد) ومن الفعل المشتق من الرشوة.
والثاني: وهو ما كان أحد اللفظين فيه مركباً - بتنوع إلى ثلاثة الأنواع الآتية: مرفو، ومتشابه، ومفروق.
فالمرفو:
هو ما كان اللفظ المركب فيه مكوناً من كلمة وجزء كلمة، كقولهم:(أهذا مصاب هلم طعم صاب) فاللفظ الأول وهو (مصاب) بمعنى: اسم مفعول من أصاب، والثاني مركب من كلمة هي (صاب) بمعنى: العلقم، وجزء كلمة: هي الميم من (طعم).
والمتشابه:
هو ما كان اللفظ المركب فيه مكوناً من كلمتين وكان اللفظان متفقين في الخط، كقول الشاعر:
إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه، قد ولته ذا هبة
فاللفظ الأول مركب من كلمتين هما: (ذا) بمعنى صاحب و (هبة) بمعنى عطية.
يعني: كريم، واللفظ الثاني مفرد، وهو اسم فاعل من الذهاب،
وقد اتفق اللفظان في الخط.
وكقولهم: يا مغرور: أمسك، وقسى يومك باسمك، فاللفظ الأول مفرد، لأنه فعل أمر من الإمساك بمعنى: كف عن غرورك هو اللفظ الثاني مركب من كلمتين هما: (أمس) بمعنى اليوم الذي قبل يومك، وكان الخطاب وقد اتفق اللفظان في الخط - كما رأيت -.
والمفروق:
هو ما كان اللفظ المركب فيه مركباً من كلمتين، وكأن اللفظان مختلفين في الخط، كقول أبي الفتح البستي،
كلكم قد أخذ الجام ولا جام لنا: ما الذي ضر مدير الجام لو جاملنا؟ !
فاللفظ الأول مركب من (جام) بمعنى كأس و (لنا) الجار والمجرور، واللفظ الثاني مفرد وهو: جاملنا والضمير كالجزء من الكلمة، لاتصال الضمير فيها بالفعل.
وكقول أبي حفص عمر بن علي المطوعي:
لا تعرضن على الرواة قصيدة ما لم تبالغ قبل في تهذيبها
فمتى عرضت الشعر غير مهذب عدوه منك وساوساً تهذى بها.