الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكأن السكاكي بصنيعه هذا يشير إلى أن من هذه المحسنا ما يمكن رجوعه إلى علم المعاني، كالطباق ونحوه، ومنها ما يمكن أن يرجع إلى مسائل البيان كالمشاكلة ونحوها.
ويمكن أن يقال -أيضاً: أن السكاكي بعد أن انتهى من علمي المعاني والبيان، عرض لتعريف البلاغة والفصاحة وهما من قبيل المقدمات لهذين العلمين - ولا ينفي عنهما هذا الاسم تأخير السكاكي لهما ووضعهما في ذيلهما - ثم ضم إليهما هذه المحسنات.
وهذا الصنيع من السكاكي، يشير إلى أن محسنات البديع -عنده - من قبيل المقدمات التي لا بد منها لطالب على المعاني والبيان (1).
البديع في نظر الخطيب القزويني:
خدعت طريقة السكاكي -التي أسلفناها لك في عرضه لفنون البديع - الخطيب القزويني، فراح يجعل فنون البديع علماً مستقلاً عن علمي المعاني والبيان، مع أن البديع قد خالط العلمين منذ بداية التأليف في البلاغة حتى عصر الخطيب القزويني.
وليس هذا فحسب، بل أنه قضى على ألوان البديع بأن تكون "حلي مزينة، تكسو الكلام بهجة، بعد رعاية المطابقة، ووضوح الدلالة، وانهما
(1) الصبغ البديهي ص 252، ص 253.
عرضية ليست بالذاتية (1) "، فكان بهذا العمل أول الجانبين على البديع ممن ألفوا في البلاغة نوضعه هذا الوضع الشائن البغيض.
يقول الخطيب القزويني في تعريفه لعلم البديع: "هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال، ووضوح الدلالة (2) ".
(1) المرجع السابق ص 304.
(2)
الإيضاح ص 243.