الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصحيحة واعتبار عمل أهل المدينة حجة يقدم على خبر الآحاد الذي يخالفه، والمعروف عن مالك رضي الله عنه أنه يعمل بالمرسل والمنقطع عدا عن المتصل والمرفوع فكيف يعقل أن يقدم القياس على الآحاد الصحيح (1) والعمل بالمرسل أصل من أصول المالكية (2).
فلا يصح عن مالك رضي الله عنه ولا عن غيره من الأئمة المجتهدين رضوان الله عليهم ذلك فهم أتقى وأورع أن يقدموا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح قياساً أو رأياً اجتهادياً مهما كان صحيحاً في النظر.
ولكن ذكر ابن حزم: أن أبا الفرج القاضي (3) وأبا بكر الأبهري (4) المالكيين يقولان: القياس أولى من خبر الواحد المسند والمرسل. وهذه نسبة أيضاً تحتاج إلى نظر وبحث.
ثالثاً: من أمثلة هذه القاعدة ومسائلها:
عند الحنفية أن المني نجس يطهر بالفرك عن الثوب إذا كان يابساً
(1) التمهيد جـ 1 صـ 1 - 3.
(2)
المنهاج صـ 80 وإحكام الفصول صـ 349.
(3)
أبو الفرج عمرو بن محمَّد الليثي البغدادى المالكي القاضى عنه أخذ أبو بكر الأبهري ألَّف كتاب الحاوي في مذهب مالك واللمع في أصول الفقه، أصله من البصرة ونشأ ببغداد ولي قضاء عدة أماكن. مات عطشاً في البرية راجعاً من بغداد إلى الثغور سنة 330 شجرة النور الزكية صـ 79، 136، والديباج جـ 2 صـ 127.
(4)
أبو بكر الأبهري محمَّد بن عبد الله، فقيه مقرئ قيِّم برأي مالك. انتهت إليه رئاسة المالكية ببغداد من تلاميذ أبي الفرج ومن تلاميذه القاضي الباقلاني والقاضي عبد الوهاب له كتاب الأصول وكتاب إجماع أهل المدينة. ولد قبل 290 هـ وتُوفي سنة 375 تقريباً. عن شجرة النور الزكية صـ 91، 204.
وأَخذوا في ذلك بالخبر (1)
وعند الإمام مالك رضي الله عنه: لا يطهر إلا بالغسل بالماء كالبول ولو كان جافاً. قاله في المدونة: وقال مالك في المني يصيب الثوب فيجف فيحته، قال: لا يجزيه ذلك حتى يغسله (2). وليس هذا الرأي عند مالك من باب القياس على البول بل ذكر سحنون (3) في المدونة آثاراً عن الصحابة رواها مالك رحمه الله (2).
(1) الخبر عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله علبه رسلم ثم يذهب فيصلي فيه" رواه الجماعة إلا البخاري. ينظر نيل الأوطار جـ 1 صـ 89.
(2)
المدونة جـ 1 صـ 23، وصـ 24، 25.
(3)
هو سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي واسمه عبد السلام. أصله شامي من حمص وفد أبوه في جند حمص إلى افريقية، سمع من علي بن زياد والعباس بن أشرس وغيرهما رحل إلى المشرق سنة 188 هـ فسمع من ابن القاسم وابن وهب وأشهب وغيرهم كثير ثم قدم القيروان سنة 191 وأظهر علم المدينة في المغرب وكان أول من أظهره، وكان من أفقه المالكية مع الورع والصرامة في الحق والزهد في الدنيا والتخشن في المطعم والملبس ولا يقبل من أحد شيئاً ولا يهاب الملوك قيل ولد سنة 160 وتوفي سنة 240 هـ في القيروان بتونس. مقدمات المدونة عن كتاب معالم الإيمان في تاريخ القيروان صـ 62.