الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريف النية في الإصطلاح:
1 -
ذهب بعض أهل العلم إلى تعريف النية بالقصد، ومن هؤلاء الإمام النووي حيث قال:"النية قصد الشيء مقترناً بفعله".
النووي على الأربعين صـ 11. والفتوحات الربانية (1) ج 1 صـ 53، وابن قدامة (2): النية القصد. المغني ج 1 صـ 464.
وابن نجيم (3): قصد الطاعة. الأشباه صـ 29.
2 -
وذهب بعض أهل العلم إلى تعريف النية بالإرادة، ومن هؤلاء الغزالي حيث قال في تعريفها:"النية هي الإرادة الباعثة للقدرة المنبعثة عن المعرفة". الأربعين في أصول الدين صـ 171.
والكاساني حيث قال: "فالنية هي الإرادة". بدائع الصنائع ج 1 صـ 127.
3 -
ومن العلماء من عرف النية بالعزم، ومنهم برهان الدين بن مفلح حيث قال: النية هي العزم على فعل الشيء تقرباً إلى الله تعالى". المبدع ج 1 صـ 414.
ومنهم ابن لب المالكي حيث نقل عنه الونشريسي قوله: "عزمة القلب خاصة" المعيار ج 1 صـ 146.
(1) على الآذكار النووية للشيخ محمد بن علي بن محمد بن علان المكي الشافعي المتوفى سنة 1050. كشف الظنون 1 صـ 689
(2)
ابن قدامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي الفقيه الأصولي صاحب المغني والروضة. توفي سنة 620 هـ. الأعلام 4 صـ 67.
(3)
ابن نجيم زين الدين بن إبراهيم فقيه حنفي له تصانيف كثيرة في الفقه توفي 970 هـ. قد سبقت له ترجمة
4 -
ومن العلماء من يجمع في تعريفه للنية بين القصد والعزيمة، كما ذهب إلى ذلك أبو الحسين الرازي (1) من الشافعية حيث قال في حلية الفقهاء: وأما النية: "فهي القصد والعزيمة". حلية الفقهاء صـ 4.
ومع أن علماء اللغة قد أظهروا فروقاً بين معاني هذه الألفاظ إلا أنَّ وجوه الشبه والقرب بينها قوية. فيقول ابن تيمية: "والنية يعبر بها عن نوع من الإرادة"(2).
ويقول القرافي: "اعلم أن جنس النية هو الإرادة"(3). ولا يضر استعمال بعض هذه الألفاظ في غير معناها توسعاً في الاستعمال. ويقول القرافي هنا: ولا يضر كون الاستعمال قد يتوسع فيه، فيستعمل أراد ومراده نوى، أو أراد ومراده عزم، أو قصد أو عنى، فإنها متقاربة المعاني حتى نكاد نجزم بينها بالترادف، غير أن ابن معط (4) من المغاربة، والقاضي شمس الدين الحوفي (5) وجماعة من علماء العراق تعرضوا للفرق، وهو أولى من الترادف تكثيراً لفوائد اللغة، وعلى هذا يظهر معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "الأعمال بالنيات
…
" ولم يقل بالإرادات الخاصة المحيلة
(1) هو ابن فارس صاحب معجم مقاييس اللغة والمجمل وقد سبقت ترجمته.
(2)
الفتاوى ج 18 صـ 251 وابن تيمية الإمام المشهور أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحنبلي أبو القاسم تقي الدين توفي 728 الإعلام ج 1 صـ 144.
(3)
الأمنية صـ 7 وقد سبق ترجمة القرافي.
(4)
ابن معط: وفي الأمنية ط دار الكتب العلمية زين الدين بن مصطفى: ويقول محققه وفي نسخة أخرى يزيد بن معطي من المغاربة ولم نجد له ترجمة على كلا التسميتين. صـ 12. وأما ابن معطٍ صاحب الألفية فهو ليس مغربياً.
(5)
الحوفي أبو القاسم أحمد بن محمد بن خلف كان من بيت علم وعدالة فقيهاً حافظاً فرضياً ماهراً تولى القضاء بأشبيلية مرتين، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم. توفي في شعبان سنة 588 هـ. الديباج المذهب ج 1 صـ 221 مختصراً.
للفعل إلى جهة الأحكام الشرعية (1).
وقد عرفها القرافي قبلًا فقال: "وأما النية فهي إرادة تتعلق بإمالة الفعل إلى بعض ما يقبله لا بنفس الفعل من حيث هو فعل، ففرق بين قصدنا لفعل الصلاة، وبين قصدنا لكون ذلك الفعل قربة، أو فرضاً أو نفلا أو أداءً أو قضاء. إلى غير ذلك مما هو جائز على الفعل، بالإرادة المتعلقة بأصل الكسب والايجاد وهى المسماة بالإرادة، من جهة أن هذه الإرادة مميلة للفعل إلى بعض الجهات الجائزة عليه تسمى من هذا الوجه نية.
(1) الأمنية صـ 12 مرجع سابق بتصرف يسير.