الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبل معرفة القصد من ورائه، فقد يكون هذا المال قرضاً، وقد يكون زكاة واجبة وقد يكون صدقة، وقد يكون وديعة أو ثمن سلعة أو غير ذلك، وكل واحد من هذه له حكم شرعي يخصه ويترتب عليه أحكام مختلفة تبعاً للقصد منه ونوع التصرف المقصود.
فالعبرة في كل ذلك وأشباهه بباعث الفاعل القلبي ونيته، وقصده من تصرفه ذلك.
ومن هنا تظهر أهمية هذه القاعدة ومكانتها.
رابعا: من مسائل القاعدة:
المسألة الأولى: أصل هذه القاعدة وأدلتها:
أصل هذه القاعدة ومعتمدها قوله عليه الصلاة والسلام: [إنما الأعمال بالنيَّات](1).
وأما أدلة هذه القاعدة فهي كثيرة من الكتاب والسنة.
أولاً: الأدلة من الكتاب العزيز:
لم يرد لفظ النيَّة في القرآن الكريم، وإنما ورد فيه ألفاظ أخرى بمعنى النيَّة تؤيّد أصل هذه القاعدة وتكون دليلاً عليها. من ذلك:
1 -
2 -
قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134)} (3).
(1) سيأتي تخريج هذا الحديث.
(2)
الآية 100 من سورة النساء.
(3)
سورة النساء الآية 134.
3 -
قوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)} (1). أي من نوى وقصد بعمله الآخرة.
4 -
قوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)} (2).
5 -
قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا} (3).
6 -
7 -
ففي كل هذه الآيات ورد فعل مشتق من الإرادة: يريد، أراد، يرد، ومعناها في كلها القصد والنيَّة وتوجه القلب والعزم على الشيء.
ومثل ذلك لفظ "ابتغاء" ومن ذلك:
1 -
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ
(1) سورة الإسراء الآية 19.
(2)
سورة الروم الآية 39.
(3)
سورة آل عمران الآية 145.
(4)
سورة الشورى الآية 20.
(5)
سورة هود الآية 15.
اللَّهِ} (1).
2 -
قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ} (2).
3 -
وقوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)} (3).
4 -
5 -
وقوله تعالى {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)} (5).
قال الراغب (6): في معنى الابتغاء: وأما الابتغاء فقد خُصَّ بالاجتهاد في الطلب فمتى كان الطلب لشيء محمود فالابتغاء فيه محمود (7). وقال ابن فارس (8): بغي: الباء والغين والياء أصلان: أحدهما
(1) سورة البقرة الآية 207.
(2)
سورة البقرة الآية 265.
(3)
سورة النساء الآية 114.
(4)
سورة الرعد الآية 22.
(5)
سورة الإسراء الآية 28.
(6)
سبقت ترجمته.
(7)
مفردات الراغب صـ 56.
(8)
سبقت ترجمته.