الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* خصيف بن عبد الرحمن الجزريّ: [عن محمَّد بن المنكدر، وعنه سابق بنُ عبد الله الرقي] مختلفٌ فيه. فوائد أبي عمرو السمرقندي/ 69 ح 26
* خُصيف بن عبد الرحمن: فيه كلامٌ كثيرٌ وأكثر النقاد على تليينه من جهة حفظه.
* كان أحمد يقول: شديد الاضطراب في المسند. وقال ابن عدي: إذا حدث عنه ثقةٌ فلا بأس بحديثه. تنبيه 11/ رقم 2233
[خصيف بن عبد الرحمن وعلة عدم سماعه من أنس بن مالك رضي الله عنه]
* [راجع ترجمة الأعمش وبحث عدم سماعه من أنس بن مالك رضي الله عنه]
*وشبيهٌ بهذا ما رُوِيَ عن خصيف بن عبد الرحمن، قال: كنت مع مجاهد، فرأيت أنس بنَ مالك، فأردت أن آتيه، فصدَّني مجاهد، وقال: لا تذهب إليه، فإنه يُرخِّصُ في الطلاء، قال: فلم ألقه ولم آته.
* قال عتاب بن بشير، فقلتُ له: ما أحوجك أن تُضرب كما يُضرب الصبيّ بالدِّرَّة، تدع أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم على كلام مجاهد؟ تنبيه 12/ رقم 2361
1104 - الخضر عليه السلام: [
صاحب موسى عليه السلام]
* قد انقسم العلماء فريقين في شأن حياة الخضر عليه السلام:
* فمال ابن الصلاح، والنوويّ، وغيرهما إلى حياته، ونقلوا في ذلك آثارًا عن السلف، وهؤلاء حجتهم ضعيفةٌ.
* وذهب غالبُ المحققين إلى أنه مات، وهذا ما تؤيده الدلائلُ.
* قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: "الخضر الذي كان مع موسى عليه السلام مات ولو كان حيًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم -
لوجب عليه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويؤمن به ويجاهد معه، فإن الله فرض على كل نبيٍّ أدرك محمدًا صلى الله عليه وسلم ولو كان من الأنبياء، أن يؤمنوا به ويجاهدوا معه، كما قال الله تعالى:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يبعث الله نبيًا إلا أخذ عليه الميثاق على أمته: لئن بُعث محمَّد صلى الله عليه وسلم وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه".
ولم يذكر أحدٌ من الصحابة أنه رأى الخضر، ولا أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الصحابة كانوا أعلم وأجل قدرًا من أن يلتبس عليهم الشيطان، ولكن لبَّس على كثير من بعدهم فصار يتمثل لأحدهم في صورة النبي، ويقول: أنا الخضر، وإنما هو شيطان، كما أنَّ كثيرًا مِنَ الناس يرى ميته خرج وجاء إليه وكلمه في أمور وقضاء حوائج فيظنه الميت نفسه، وإنما هو شيطان تصور بصورته". اهـ.
* قُلْتُ: هذا كلام شيخ الإِسلام، وهو حق وبه أقول، وزعم الشيخ عبد العزيز الغماري في "التهاني"(ص 34) أن الجمهور على أنَّ الخضر حي (!). وهو كلام لا يعول عليه ولعله رجع عن ذلك بعد أن هدى الله قلبه لطريقة السلف كما حدثني غير واحد من أصحابنا. والله أعلم.
* وقال أبو الفرج بنُ الجوزي رحمه الله تعالى: كما في "المنار"(27 - 28) لابن القيم رحمه الله: "والدليل على أن الخضر ليس بباقٍ في الدنيا أربعة أشياء: القرآن، والسنة، وإجماع المحققين من العلماء، والمعقول: أما القرآن: بقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34]. فلو دام الخضر كان خالدًا.
وأما السُّنّة: فذكر حديث: "أرأيتكم ليلتكم هذه. فإنَّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو اليوم عليها أحد". متفق عليه.
وفي "صحيح مسلم" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -قبل موته بقليل-: "ما من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي يومئذٍ حية".
ثم ذكر عن البخاري، وعليّ بن موسى الرضى: أن الخضر مات.
وأن البخاري سُئل عن حياته، فقال: كيف هذا؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد".
وقال: وممن قال إن الخضر مات:
إبراهيم بنُ إسحاق الحربي، وأبو الحسين بنُ المنادي وهما إمامان. وكان ابن المنادي يقبح قول من يقول: أنه حي.
وحكى القاضي أبو يعلى موته عن بعض أصحاب أحمد. وذكر عن بعض أهل العلم: أنه احتج بأنه لو كان حيًا لوجب عليه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: حدثنا أحمد: حدثنا شريح بنُ النعمان: حدثنا هشيم: أخبرنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني". فكيف يكون حيًا ولا يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة والجماعة ويجاهد معه؟!. ألا ترى أن عيسى (إذا نزل إلى الأرض يصلي خلف إمام هذه الأمة، ولا يتقدم لئلا يكون ذلك خدش في نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم.
قال أبو الفرج: "وما أبعد فهم من يثبت وجود الخضر، وينسى ما في طي
إثباته من الإعراض عن هذه الشريعة" (!). أما الدليل من المعقول: فمن عشرة أوجه:
الأول: أن الذي أثبت حياته يقول: إنه ولد آدم لصلبه.
وهذا فاسدٌ لوجهين: أحدهما: أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة، فيما ذكر في كتاب يوحنا المؤرخ ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر.
الثاني: أنه لو كان ولده لصلبه، أو الرابع من ولد ولده -كما زعموا- وأنه كان وزير ذي القرنين، فإن تلك الخلقة ليست على خلقتنا، بل مفرط في الطول والعرض، وفي "الصحيحين" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا:"خلق آدم طوله ستون ذراعًا، فلم يزل الخلق ينقص بعده".
وما ذكر أحدٌ ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة، وهو من أقدم الناس.
الثاني: أنه لو كان قبل نوح لركب معه في السفينة، ولم ينقل هذا أحد.
الثالث: أنه قد اتفق العلماء أن نوحًا لما نزل من السفينة، مات من كان معه، ثم مات نسلهم، ولم يبق غير نسل نوح. والدليل على هذا قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)} [الصافات: 77] وهذا يبطل قول من قال: إنه كان قبل نوح.
الرابع: أن هذا لو كان صحيحًا أن بشرًا من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر، ومولده قبل نوح، لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب، وكان خبره في القرآن مذكورًا في غير موضع؛ لأنه من أعظم آيات الربوبية. وقد ذكر الله سبحانه وتعالي من أحياه ألف سنة إلا خمسين عامًا وجعله آية. فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر؟!.
ولهذا قال بعض أهل العلم: "ما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان".
الخامس: أن القول بحياة الخضر قولٌ على اللهِ بلا علم وذلك حرام بنص
القرآن. أما المقدمة الثانية: فظاهرةٌ. وأما الأولى: فإن حياته لو كانت ثابتة لدلّ عليها القرآن أو السنة أو إجماع لأمة.
فهذا كتاب الله تعالى. فأين فيه حياة الخضر؟
وهذه سنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم، فأين فيها ما يدل على ذلك بوجه؟!
وهؤلاء علماء الأمة: هل أجمعوا على حياته؟
السادس: أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته حكايات منقولة يخبر الرجل بها: أنه رأى الخضر. فيالله العجب. هل للخضر علامة يعرف بها من رآه؟ وكثيرٌ من هؤلاء يغتر بقوله: أنا الخضر.
ومعلوم: أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله. فأين للرائي أن المخبر له صادق، لا يكذب؟
السابع: أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن، ولم يصاحبه. وقال:{قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف: 78].
فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لمثل موسى، ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن الشريعة، الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة ولا مجلس علم، ولا يعرفون عن الشريعة شيئًا؟! وكل منهم يقول: قال الخضر. جاءني الخضر، وأوصاني الخضر! فيا عجبًا له! يفارق كليم الله ويدور على صحبة الجهال، ومن لا يعرف كيف يتوضأ، ولا كيف يصلي؟!!
الثامن: أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول أنا الخضر، لو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كذا وكذا، لم يلتفت إلى قوله، ولم يحتج به في الدين.
إلا أن يقال: إنه لم يأت رسوله الله صلى الله عليه وسلم ولا بايعه. أو يقول هذا الجاهل: إنه لم يرسل إليه، وفي هذا من الكفر ما فيه.