الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشيوخ والرهبان والعبيد والفلاحين
…
الخ «1» .
2- توطيد أركان السلام:
تكون الأمة بغير جيش قوي عرضة للضياع، إذ يطمع فيها أعداؤها ولا يهابون قوّتها، فاذا كان لها جيش قوي احترم العدو إرادتها، فلا تحدّثه نفسه باعتداء عليها، فيسود عند ذاك السلام: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون
(1) - لقد أخذ الاسلام بمبدأ التبادل وطبقه تطبيقا كاملا معطيا بذلك أحسن المثل للدول الحديثة. قال تعالى: (الشهر الحرام بالشهر الحرام، والحرمات قصاص، فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) . يقول الإمام محمد عبده في تفسير المنار 2/ 258: (صرّح بالاعتداء على المعتدي مع مراعاة المماثلة، وقد استدل الإمام الشافعي بالآية على وجوب قتل القاتل بمثل ما قتل به
…
والقصد أن يكون الجزاء على قدر الاعتداء بلا حيف ولا ظلم، ولذلك قال تعالى بعد شرع القصاص والمماثلة:(واتقوا الله) فلا تعتدوا على أحد ولا تبغوا ولا تظلموا في القصاص، بأن تزيدوا في الإيذاء، وأكد الأمر بالتقوى بما بين من مزيتها وفائدتها فقال:(واعلموا أن الله مع المتقين) بالمعونة والتأييد، فإن المتقي هو صاحب الحق وبقاؤه هو الاصلح والعاقبة له في كل ما ينازعه به الباطل) . ويقول الدكتور عبد الفتاح حسن في مجلة المكتب الفني لمجلس الدولة الصادرة سنة 1960 ص 279:(وأزيد على هذا ما هو أولى بالمقام وهو المماثلة في قتال الأعداء، كقتل المجرمين بلا ضعف ولا تقصير، فالمقاتل بالمدافع والقذائف النارية أو الغازية السامة، يجب أن يقاتل بها، وهذه الشروط والآداب لا توجد إلا في الاسلام) .
وإن جنحوا (للسلم) فاجنح لها)
…
: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)«1» .
إن السلام في الاسلام (دين) ، أما عند غيرهم؟!
…
إنّ الإسلام كما تدل عليه تسميته دين أمن وسلام، يقوم على أساس الود والتسامح، لا يجيز الحرب إلا في حالات محدودة بحيث تعتبر فيما عداها جريمة.
(1) - الآية الأولى من سورة الأنفال 8: 60 والآية الثانية من سورة البقرة 2: 208. انظر الدكتور مصطفى السباعي: نظام السلم والحرب فى الاسلام ص 7- 8: أول ما يلاحظ في الاسلام اشتقاق اسمه من مادة (السلام) : والاسلام والسلام من مادة واحدة، وليس الاسلام إلا خضوع القلب والروح والجسم لنظام الحق والخير
…
ومن أسماء الله في القرآن (السلام) : (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس (السلام) المؤمن المهيمن
…
) . وتحية المسلمين حين يلقى بعضهم بعضا: (السلام عليكم ورحمة الله)، وهي تحية المسلم لنبيه في الصلاة:(السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته) وتحية المسلم لإخوانه في عالم الخير والحق في الصلاة ايضا: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)، وشعار المسلم حين ينتهي من صلاته عن يمينه ويساره:(السلام عليكم ورحمة الله)، ومن الذكر الوارد بعد الصلاة:(اللهم أنت السلام ومنك السلام) . وأحد ابواب المسجد الحرام في مكة وأحد ابواب المسجد النبوي في المدينة يسمى: (باب السلام)، والجنة وهي مثوى الطائعين في الحياة الآخرة تسمى:(دار السلام) : (لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون)، وتحية المؤمنين في الآخرة يوم لقائهم لله هي السلام:(تحيتهم يوم يلقونه سلام) . ومن تتبع آيات القرآن، وجد ان لفظ (السلم) وما اشتق منه ورد فيما يزيد على (133) آية، بينما لم يرد لفظ (الحرب) في القرآن كله إلا في ست آيات فقط، ونستطيع ان نؤكد ان فكرة (السلام) تحتل المقام الرئيسي بين اهداف الاسلام العامة، بل يصرح القرآن بأن الثمرة المرجوة من اتباع الاسلام هي الاهتداء الى طرق (السلام) والنور:(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل (السلام) ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم) . أقول: هذا هو (السلام) في الاسلام، فأين منه سلام العملاء أدعياء السلام؟! ....