الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه أن يلتجئوا الى شعب بني هاشم «1» ، وانحاز إليهم بنو المطّلب كافرهم ومؤمنهم عدا أبا لهب، فقد آزر قريشا في خصومتها لقومه.
واشتد الحصار على المسلمين، فقلّ غذاؤهم وكساؤهم، وبلغ بهم الجهد أقصاه، ومع ذلك لم تفتر خصومة قريش في حملتها على الاسلام وأصحابه وتأليبها العرب عليهم في كل مكان.
وتحمّل المسلمون هذه المحنة ثلاث سنوات، حتى تيقظ ضمير بعض أفراد قريش، فنقضوا صحيفة القطيعة.
ج- بيعة العقبة الأولى:
قدم سويد بن الصامت «2» من الأوس الى مكة حاجا، فتصدى له الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاه الى الاسلام، فقال سويد:(إن هذا القول حسن) ثم انصرف الى المدينة وأخبر قومه بما سمع، ولكنه قتل يوم (بعاث)«3» عند نشوب القتال بين قومه الأوس وأعدائهم الخزرج من أهل المدينة المنوّرة.
(1) - شعب بني هاشم: وهو شعب أبي يوسف بالقرب من مكة المكرمة، آوى إليه رسول الله (ص) وبنو هاشم لما تحالفت قريش على بني هاشم. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 5/ 270.
(2)
- سويد بن الصامت بن خالد بن عقبة الأوسي: في إسلامه شك، وقد قدم معتمرا فدعاه رسول الله (ص) الى الإسلام فلم يبعد، وقال:(إن هذا القول حسن) ثم انصرف فقتل، فكان رجال قومه يقولون: إنا لنراه مسلما. أنظر ترجمته في التسلسل 3812 من الإصابة 3/ 189.
(3)
- بعاث: موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 2/ 223.
وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج، فرأى سبعة رجال من الخزرج عند (العقبة)«1» ، فعرض عليهم الاسلام، فأجابوه وصدّقوه.
فلما عاد هؤلاء الى المدينة المنورة، ذكروا إسلامهم لقومهم، ودعوهم الى الاسلام، فانتشر الاسلام في المدينة المنورة.
وبعد عام واحد قدم الى مكة في موسم الحج اثنا عشر رجلا، فلقوا الرسول صلى الله عليه وسلم في (العقبة) ، فبايعوه على الايمان بالله وحده والاستمساك بفضائل الأعمال والبعد عن الحمية الجاهلية.
وبعث النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير «2» ليتعهّد انتشار الاسلام في المدينة المنورة ويقرأ على أهلها القرآن ويفقههم في الدين، فدخلت في الاسلام جموع غفيرة من أهل (يثرب)«3» .
إن بيعة (العقبة) أول نجاح عسكري للرسول صلى الله عليه وسلم خارج مكة المكرمة،
(1) - العقبة: هو الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ فيه وهو طويل صعب الى صعود الجبل، يقع بين منى ومكة، وبين العقبة ومكة نحو ميلين، وعندها اليوم مسجد، ومنها ترمى جمرة العقبة. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 7/ 191- 192.
(2)
- مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري أحد السابقين الى الإسلام، أسلم قديما والنبي (ص) في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فلما علموا بذلك أوثقوه فلم يزل محبوسا الى أن هرب مع من هاجر الى الحبشة، ثم رجع مع من رجع الى مكة. ولما انصرف الناس من العقبة بعثه النبي (ص) الى المدينة يفقههم. وفي صحيح البخاري:(أول من قدم علينا المدينة مصعب بن عمير وابن أم مكتوم) . شهد بدرا ثم أحدا وكان معه اللواء فاستشهد. وكان أنعم غلام بمكة وأجوده حلة مع أبويه، وقد رآه النبي (ص) مرة فبكى للذي كان فيه من النعمة ولما صار إليه من الفقر. أنظر التفاصيل في الاصابة التسلسل 7996 في 6/ 101، وأسد الغابة 4/ 368.
(3)
- يثرب: مدينة رسول الله (ص) سماها طيبة وطابة كراهية للتثريب، وسميت مدينة الرسول لنزوله بها. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 8/ 498.