الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هناك هذا الوعيد ثلاثة أيام، فلما علموا بانسحاب قريش عادوا أدراجهم الى المدينة.
وبهذه الحركة الجريئة استرد المسلمون كثيرا من مكانتهم التي فقدوها في (أحد) .
خسائر الطرفين
1-
المشركون:
قتل من قريش اثنان وعشرون رجلا.
2-
المسلمون:
استشهد من المسلمين واحد وسبعون رجلا. أنظر الملحق (هـ) بأسمائهم.
أسباب النكبة
1- أنصر أم اندحار:
لا أتفق مع المؤرخين في اعتبار نتيجة (أحد) نصرا للمشركين واندحارا للمسلمين؛ لأن مناقشة المعركة عسكريا، تظهر انتصار المسلمين على الرغم من خسائرهم الفادحة في هذه المعركة.
ونبدأ المناقشة من الوجهة العسكرية البحتة، لإظهار حقيقة نتائج غزوة (أحد) .
لقد انتصر المسلمون في ابتداء المعركة حتى استطاعوا طرد المشركين من معسكرهم والإحاطة بنسائهم وأموالهم وتعفير لوائهم بالتراب، ولكن التفات خالد بن الوليد وراء المسلمين وهجوم المشركين من الأمام، جعل قوات المشركين تطبق من على قوات المسلمين. هذا الموقف في المعركة جعل خسائر المسلمين تتكاثر، ولكن بقي النصر بجانبهم الى الأخير.
ذلك لأن نتيجة كل معركة لا تقاس من الناحية العسكرية بعدد الخسائر بالأرواح فقط، بل تقاس بالحصول على هدف القتال الحيوي وهو القضاء المبرم على العدو ماديا ومعنويا.
فهل استطاع المشركون القضاء على المسلمين ماديا ومعنويا؟
إن حركة خالد بن الوليد كانت مباغتة للمسلمين بلا شك، وقيام المشركين بالهجوم المضاد وإطباقهم على قوات المسلمين وهم متفوقون بالعدد بنسبة خمسة أمثال المسلمين. كل ذلك كان يحب أن تكون نتائجه القضاء المبرم على كل قوات المسلمين، ولا يمكن أن يعد التفاف قوة متفوقة فواقا ساحقا على قوة صغيرة أخرى من جميع جوانبها، ثم نجاة تلك القوة الصغيرة بعد إعطاء خسائر عشرة بالمائة فقط من موجودها، إلا انتصارا لتلك القوة الصغيرة بدون أدنى شك.
ولا يمكن إعتبار اخفاق القوة الكبيرة في القضاء على القوة الصغيرة ماديا ومعنويا في مثل ذلك الموقف الحرج للغاية، نصرا لتلك القوة الكبيرة على القوة الصغيرة.
ولم تستطع قريش أن تؤثر على معنويات المسلمين أيضا وإلا لما استطاع المسلمون الخروج من المدينة لمطاردة قريش بعد يوم واحد فقط من يوم (أحد) ، دون أن تجرأ قريش على لقاء المسلمين بعيدا عن المدينة، خاصة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج للقاء قريش بقوته التي اشتركت (فعلا) بمعركة (أحد) ، دون أن يستعين بغيرهم من الناس.
إن نجاة المسلمين من موقفهم الحرج الذي كانوا فيه (بأحد) ، نصر عظيم لهم، لأن أول نتائج إطباق المشركين عليهم من كل الجهات كان الفناء التام.
ثم إن معركة (أحد) أتاحت للمسلمين معرفة المنافقين الذين كانوا بين صفوفهم بصورة لا تقبل الشك والمماراة، وهذا مكسب عظيم لا يقدّر بثمن ولا تعدّ خسائرهم بالأرواح الى جانبه شيئا مذكورا.