الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج- أسلوب القتال:
لقد جرى القتال بين الطرفين بأسلوب (الصفوف) ، وبذلك استطاعت قريش أن تسيطر على المعركة بشكل أفضل من سيطرتها على المعركة التي تجري بأسلوب الكرّ والفر.
4- القضايا الادارية:
أ- الإدامة «1» والنقلية:
كان المشركون متفوقين على المسلمين بإدامة قواتهم وإعاشتها وتسليحها وفي نقليتها فواقا محسوسا على المسلمين، مما كان له أثر طيّب على سير القتال لصالح المشركين.
ب- الدفن:
دفن المشركون قتلاهم وتركوا قتلى المسلمين.
ولم يكتفوا بذلك بل مثلّوا بهم أشنع تمثيل، فقد انطلقت هند بنت عتبة والنسوة اللائي معها يمثلن بالشهداء: يجدعن الآذان والأنوف
…
الخ.
أحد في التاريخ
لقد أجمع المؤرخون على اعتبار نتيجة (أحد) نصرا للمشركين على المسلمين.
ولكن الحقائق العسكرية لا تتفق مع ما أجمع عليه المؤرخون.
لقد كان بإمكان المشركين القضاء على قوات المسلمين في معركة (أحد) ، بعد أن استطاعوا إحاطتهم من كل الجوانب بقوات متفوقة عليهم فواقا ساحقا.
(1) - الإدامة: اصطلاح عسكري، معناه: تزويد القوات بكل ما تحتاج اليه من القضايا الادارية تسليحا وتجهيزا وإعاشة ونقلية و
…
الخ.
ومع ذلك استطاع محمد صلى الله عليه وسلم أن يشق طريقه بين القوات المحيطة به، ويخلّص تسعة أعشار قواته من فناء أكيد.
إنّ فشل المشركين في القضاء على قوات المسلمين بعد إحاطتهم بقواتهم المتفوّقة يعتبر إخفاقا لهم.
وإن نجاح المسلمين في الخروج من تطويق المشركين بخسائر نسبتها عشرة بالمائة من قواتهم القليلة يعتبر نصرا لهم.
وبالإضافة الى نجاح المسلمين في التخلّص من الفناء التام في معركة (أحد) ، فقد نجحوا في معرفة المنافقين بين صفوفهم قبل المعركة وبعدها، مما أتاح لهم القيام بالتطهير العام في صفوفهم بعد (أحد) على هدى وبصيرة
…
وبذلك تظهر الفائدة العظيمة لغزوة (أحد) للمسلمين.
إنّ نتيجة معركة (أحد) نصر (تعبوي) للمشركين على المسلمين، ولكنها فشل (سوقي) للمشركين. ولا يعدّ النصر التعبوي شيئا يذكر الى جانب الفشل السوقي «1» . وصدق الله العظيم:(هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ. وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ «2» فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ، وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا «3» وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ. أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)«4» ؟!
(1) - التعبية: الأعمال العسكرية في المعركة، أو هي الأعمال العسكرية التي تؤثر على سير معركة واحدة. والسوق: هو الاستفادة من المعارك للحصول على الغرض من الحرب، أو هو الأعمال العسكرية التي تؤثر على سير الحرب كلها. ذلك هو تعريف السوق والتعبية بصورة موجزة للغاية تعطي (فكرة) للمدنيين فقط، إذ ان لكل من هذين الاصطلاحين تعريفات كثيرة طويلة تستغرق كثيرا من كتب فن الحرب. ومن ذلك يتضح أن السوق يعني نتائج الحرب كلها بينما التعبية تعني نتائج معركة واحدة محلية.
(2)
- قرح: جراح.
(3)
- أي ليميز بين المؤمنين والمنافقين.
(4)
- الآيات الكريمة من سورة آل عمران 3: 138- 142.