الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقالت: (كنا آل محمد نمكث شهرا ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء) .
وقالت: (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عندي شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي. وتوفي ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير) .
ذلك ما أبقاه الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه ولأهل من متاع الدنيا، ولو كانت له رغبة في المادة، لأبقى لنفسه مال زوجه خديجة، وهو مال كثير!!
إن الأهداف الرفيعة تتعب الأجساد والنفوس في الحصول عليها، وقد أتعب الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وأهله وأصحابه في سبيل أهداف الإسلام، ليكون أسوة حسنة للمسلمين في كل زمان ومكان.
4- حرب مثالية:
إن تعريف الحرب العادلة كما تنصّ عليه مصادر القانون الدولي، بالرغم من أنه حبر على ورق بالنسبة لكل الحروب قديما وحديثا، إلا أنه قاصر عن الوفاء بحق تعريف القتال في الإسلام.
إنّ أصحّ تعبير يمكن إطلاقه على تلك الحرب هو: الحرب المثالية.
مثالية: لأن أهدافها الدفاع عن حرية الرأي وتوطيد أركان السلام:
تصون أرواح وأموال الأبرياء والضعفاء، وتعطف على الأسرى والرهائن، وتواسي المرضى والجرحى، ولا تمثّل بالقتلى بل تدفنهم كقتلاها، ولا تثيرها الأغراض الشخصية ولا العصبية ولا المنافع المادية ولا الاستغلال والاستعمار.
فاذا لم تكن هذه الحرب مثالية، فأي حرب في التاريخ كله يمكن أن يطلق عليها هذا التعبير؟
لا عجب إذن إذا استطاعت هذه الحرب أن تسيطر على العقول بالمثل العليا قبل أن تسيطر على الحصون والقلاع بالسلاح والرجال.
إن هذه الحرب المثالية، جعلت جراح المغلوبين تلتئم بسرعة، فينضمّون ضائعين الى الغالبين، ليكون الغالبون والمغلوبون جميعا تحت راية واحدة، هي راية الإسلام.
ولو كانت حربا ظالمة لما دام الظلم، لأن الظلم لا يدوم، وإن دام دمّر الغالب والمغلوب؛ فهل يفقه الظالمون ذلك، أم على قلوبهم أقفالها؟!
ولكنها كانت حربا عادلة الى حدود المثالية، فاستجاب العرب لأهدافها العالية، ثم حملوا رسالة تلك الأهداف الى العالم؛ واستجاب لها الفرس والروم وكثير من الأمم والقوميات الأخرى، ثم حملوا بدورهم مشعل هدايتها شرقا وغربا، فاستنار الشرق بنور الإسلام على حين كان الغرب في دياجير الجهل والظلام.