الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالكلام فحسب، على حين يعيشون في الحقيقة مترفين في رخاء عظيم على حساب الفقير والعامل والفلاح!!
3- مزايا اخرى اضافية:
أ- المساواة:
ساوى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بأصحابه في كل شيء، بل استأثر لنفسه دونهم بالخطر ومضاعفة الجهد وتحمّل المسئولية والحرمان الشديد.
حمل الحجارة والتراب والجريد واللبن كأي فرد من المسلمين عند بناء المسجد في المدينة المنورة.
وفي مسير الاقتراب الى (بدر) ، قسّم الإبل المتيسّرة وعددها سبعون بعيرا بين أصحابه، وكان من نصيبه مع علي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنهما بعير يعتقبونه، تماما كما يفعل أيّ فرد من أفراد قواته.
قال شريكا الرسول صلوات الله وتسليمه عليه في البعير: (نحن نمشي عنك)، قال:(ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما) .
وفي غزوة (الخندق) ، حفر بيده وحمل الأحجار والأتربة على عاتقه.
قال البراء بن عازب: (كان رسول الله ينقل التراب يوم الخندق، حتى اغبرّ بطنه) .
لقد وارى التراب جلدة بطنه وكان كثير الشعر.
وشارك أصحابه في طعامهم وشرابهم ولباسهم، بل آثرهم بالنفيس من كل ذلك واستأثر دونهم بالخشن.
وتحمل أخطر المواقف بنفسه، ولم يترك أصحابه يتعرّضون للخطر وحدهم.
لقد سخّر نفسه لخدمة أصحابه، بينما سخّر القادة قواتهم لخدمتهم
…
ب- الاستشارة:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في كل المواقف التي لها أثر في مصالح المسلمين عسكرية وغير عسكرية.
استشارهم في غزواته كافة عدا غزوة (الحديبية) ، وأخذ بآرائهم حتى ولو كانت تخالف رأيه كما حدث (فعلا) في غزوة (أحد) ، فقد كان يرى البقاء في المدينة المنورة بينما رأى أكثرية أصحابه الخروج.
أما أسباب عدم استشارتهم في غزوة (الحديبية) ، فلأنه- كما ذكرنا سابقا- كان يصرّ على نياته السلمية التي تؤمّن له الاستقرار الضروري لانتشار الإسلام، وكان لبعد نظره المذهل حقا يعرف أن نتائج الصلح ستكون خيرا شاملا للدعوة الاسلامية، بينما كان أصحابه يريدون النصر العاجل قبل أوانه.
ج- أساليب جديدة:
طبّق الرسول صلى الله عليه وسلم أساليب جديدة في القتال.
طبّق أسلوب القتال ب (الصفوف) في (بدر) ، فتغلّب بهذا الأسلوب على قوات قريش التي بلغت ثلاثة أمثال قوّته، لأنهم قاتلوا بأسلوب (الكرّ والفرّ) .
وحفر (الخندق) في غزوة (الأحزاب) ، ولم تكن العرب تعرف هذا الأسلوب.
وطبّق أسلوب قتال المدن والأحراش في غزوة بني النضير وبني قريظة وخيبر، ومن المدهش أن يطبّق الرسول صلى الله عليه وسلم نفس الأسلوب الذي يطبّق في الحرب الحديثة في مثل هذا القتال.
واستخدم المنجنيقات والدبابات في غزوة حصار (الطائف) ، وكان استعمال هذين السلاحين نادرا عند العرب حينذاك.